عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-10-06, 02:42 PM   #1
ابو بكر العمري
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2012-04-24
المشاركات: 112
افتراضي القاعدة وخطر استخدامها لوسائل الاتصال الحديثة

نشرت صحيفة «ذي تيليغراف» البريطانية على موقعها الإلكتروني مقالا بقلم كون كفلن يتناول فيه كيف تطور تنظيم القاعدة على مر السنين الماضية من خلال تدريب عناصره على استخدام وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا. ويتطرق الكاتب في بداية مقاله للهجوم الأخير لعناصر مرتبطة بالقاعدة على مجمع تجاري بكينيا، حيث يقول إن أكثر ما يقلق المسؤولين في كينيا في الهجوم على مجمّع «وست غيت» التجاري في نيروبي ليس الدمار الذي سببه والذي راح ضحيته 65 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، بل صعوبة القيام بعمل انتقامي ضد حركة «الشباب» التي قامت به. ويضيف أنه خلافا لتفجير السفارة الأمريكية في نيروبي في عام 1998 والذي قامت به شبكة أسامة بن لادن - والذي رد عليه الرئيس الأمريكي بل كلنتون آنذاك بشن هجمات بصواريخ «كروز» على قواعد «القاعدة» في أفغانستان – تشير التحقيقات الأولية في هذه الجريمة الوحشية إلى أن القيام بعمل انتقامي ضد أولئك المذنبين لن يكون سهلاًًً كما كان في تسعينات القرن الماضي.
يقول الكاتب إن القاعدة قطعت شوطاً كبيراً منذ أيامها الأولى، عندما وضعت جماعات من المقاتلين الجهاديين المتعصبين خططاً يائسة لمهاجمة الغرب من كهوف نائية في جبال «هندو كوش». لقد تطورت القاعدة في هذا الزمن وأصبحت بحق عالمية: قوة إرهابية تضم عناصر من جنسيات مختلفة قادرة على جذب أعضاء من غرب الولايات المتحدة ومن أحياء مقديشو الفقيرة.
ويقول الكاتب إن حركة «الشباب» التابعة للقاعدة ومقرها الصومال أعلنت أنها هي المسؤولة عن الهجوم على مجمّع «وست غيت» التجاري في نيروبي، بينما جزع المحققون الكينيون من عدد الجنسيات التي يحملها الذين اشتركوا في المذبحة. فبالإضافة إلى الصوماليين الذين شاركوا في الهجوم على المجمّع التجاري، شمل الإرهابيون الخمسة عشر متطرفين من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والسويد وسوريا وفنلندا وروسيا وداغستان وكينيا. ويشير الكاتب أنه لم يجتمع هذا العدد من الجنسيات التي تقاتل من أجل قضية إسلامية منذ القتال ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وكان معظمهم من العالم العربي. وبينما كان معظمهم يلتحقون بمعسكرات تدريب تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عبر الحدود في باكستان، نجد هذه الأيام أن معظم المنتمين إلى الحركات المتطرفة قد جنّدوا عن طريق الإنترنت بدلاّ من السفر إلى منطقة نائية. ويضيف الكاتب أن جيلاّ جديداً من الراديكاليين الإسلاميين تبنوا بحماس تقنية الاتصالات الحديثة واستغلوا بمهارة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي «ليبثوا أيدلوجية إنكارية (nihilistic) في جميع أركان المعمورة». ويقول الكاتب إن قدرة الإرهابيين على التكيّف في تسخير التكنولوجيا الحديثة لتخدم أهدافهم المنحرفة ظهرت بوضوح في هجمات نيروبي عندما استخدمت قيادة حركة «الشباب» في الصومال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لتبث صور المسلحين وهم يرهبون متسوقين أبرياء، كما نشرت قائمة ادعت أنها تضم أسماء المشاركين في الهجوم. طبعا، من الممكن جداً أن تغريدات «تويتر» ليست صحيحة، وأن «الشباب» كانت «تحاول تضليل المحققين كي يضيّعوا موارد هامة بينما ينجح بعض المشاركين في الهجوم في الفرار».
ويضيف الكاتب أن «الشباب» ربما لجأوا إلى حيلة أخرى عندما زعموا أن بعض الإرهابيين كانوا نساء، مما أدّى إلى التكهن بأن سمنثا لثويت – المسماة «الأرملة البيضاء» – شاركت في الهجوم. ولثويت مطاردة منذ أن شارك زوجها في الهجمات الإرهابية في لندن في 7 يوليو 2005، وقد سافرت إلى الصومال عدة مرات. إلا أنه من الممكن أن بعض الإرهابيين ارتدى ملابس نسائية مما يسهّل هروبهم وعدم اكتشاف أمرهم.
وينوّه الكاتب أن استخدام حركة «الشباب» الذكي لأدوات الاتصال الحديثة يضفي مصداقية على ادّعاء السلطات الكينية بأن عدداً من الجهاديين الأمريكيين والبريطانيين شارك في التخطيط للعملية وفي تنفيذها. وفي الولايات المتحدة، يركز المحققون جهودهم على «شهداء منسوتا» وهم مجموعة من الجهاديين قيل أنهم جنّدوا من حي في مدينة منيابولس في ولاية منسوتا الأمريكية تسكن فيه جالية كبيرة من المهاجرين الصوماليين. ولقد عبّر مسؤولون من «المكتب الاتحادي للتحقيقات- أف بي آي» عن مخاوفهم من أن أشرطة فيديو ذات الجودة العالية تستخدم بتمجيد مشاركة حركة «الشباب» في الحرب الأهلية الدائرة في الصومال منذ زمن، والتي ربما استخدمت في إقناع الشباب القابل للتأثّر بالتطوّع للجهاد.
ويقول الكاتب إن جهاز المباحث البريطاني أم آي 5» عاد لزيارة المساجد والجامعات التي استخدمت في الماضي في توزيع أشرطة فيديو كتلك التي أكسبها أنور العولقي – رجل الدين المولود في الولايات المتحدة والذي قتل في هجوم لطائرة بدون طيار عام 2011 – شعبية واسعة. كان العولقي ينتمي إلى أول جيل حديث من الإسلاميين الذين أدركوا أهمية الإنترنت في جعل الشباب المسلم أكثر راديكالية، ولقد ساعدت أشرطته في «خلق جــيل جديد من الإرهابيين من جنسيات مختلفة».
ابو بكر العمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس