اشكر الاخ ابوعامر على اختياره للموضوع الحيوي والذي لاقى الاستحسان والتفاعل من الجميع بدليل المشاركات الرائعة التي قرأتها .
في الحقيقة ان كل انسان على وجه الأرض وصل الى ما وصل اليه بسبب افكار الأمس وسيصل الى ما سيصل اليه في الغد بسبب افكار اليوم .. فان اردنا ان نكون سعداء وناجحين يجب ان ندرس النجاح ونقيمه ونفكر في السعادة وكل شيء يجعلنا سعداء وهذا يؤيد المقولة الهندية التي تقول (( انت اليوم حيث اتت افكارك وستكون غدا حيث تاخذك افكارك )) .. ولكي يحدث اي سلوك او احساس يجب ان يبدأ بالفكر لانه هو جذور كل سلوكياتنا ونتائجها وهو ايضا السبب في سعادتنا او تعاستنا وايضا هو السبب في ثقتنا بانفسنا او عدمها .
أحد العلماء قال ان الانسان يستقبل في اليوم 60000 فكرة يوميا وان هذه الكمية من الافكار تحتاج لاتجاه يقودها فلو كانت افكارنا سلبية سناخذ من مخازن الذاكرة ملفات وافكار تعادل 60000 فكرة من نفس النوع ولو قدنا افكارنا لاتجاه ايجابي سناخذ من مخازن الذاكرة ملفات وافكار ايجابية تعادل 60000 فكرة من نفس النوع الايجابي .
كما انهم اكتشفوا ان اكثر من 80% من افكار الانسان سلبية وتعمل ضده وهذا يؤيد المقولة التي تقول (( أن النفس امارة بالسوء )) ولو حسبناها نجد ان 80% من 60000 فكرة يكون محصولنا اليومي من افكارنا هو 48000 فكرة سلبية كل منها تسبب احاسيس وسلوك وامراض نفسية وعضوية ولهذا يجب ان نكون حريصين كل الحرص قبل ان نضع اي فكرة في اذهاننا .
والفكر عند الانسان قد ياخذ لحظات ولكن له برمجة راسخة ومكتسبة فيكتسبها الانسان منذ صغره من 7 مصادر تبدأ اولها من الوالدين ( واقصد به تكوينه التربوي والاخلاقي والديني ) ثم المحيط العائلي ثم المدرسة ( وهنا تكمل المدرسة المبادىء التي تعلمها من الاسرة مع زرع حب الوطن والولاء ) .. ثم يأتي الاصدقاء وبعدها وسائل الاعلام واخيرا المصدر السابع لبرمجتنا الذاتية هو انفسنا فبعد ان ياخذ الانسان كل القيم والمبادىء والاعتقادات الراسخة يصبح لديه القدرة على اضافة سلوكيات جديدة من الممكن ان تكون سلبية او ايجابية ثم يربطها العقل بالمعلومات السابقة التي اكتسبها من السبع مصادر السابقة فتصبح راسخة وعميقة ويصبح لدينا سلوك وعادات نقابل بها العالم الخارجي وتكون السبب في نجاحنا وسعادتنا او فشلنا وتعاستنا .
والبعض منا نحن الجنوبيين لديه ملفات سلبية مخزنة في عقلنا الباطن بسبب التفكير في الماضي البائس الحزين الذي مازال البعض منا يعيشه بكل مرارته ومآسيه ولا يريد نسيانه كما انه بسبب هذه الافكار القديمة يتخوف من التفكير بالمستقبل وما سيكون عليه وكل ما اراد ان يغير سلوكه وينخرط مع الجماعة ويحدث له تغييرا ايجابيا طفيفا الا انه لاي سبب كان يرجع كما كان والسبب في ذلك انه لم يحدث اي تغيير في افكاره اي يجب ان يغير الجذور وهذا يؤيده قوله سبحانه وتعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. فمهما كانت مساعدات الاخرين وجهودهم الفعالة الا انها لن تساعدنا الا اذا نحن ساعدنا انفسنا من الداخل .
وذلك بالرجوع الى الله سبحانه وتعالى ثم بتغيير معنى الادراك الموجود في الملفات الداخلية الموجودة في افكارنا (اي نغير ادراكنا بان هناك ما هو يهدد حياتنا ويقف ضدنا ويسيىء الينا ...)
عندها يكون التغيير شاملا .. هذا ما اردت ان اتداخل به في هذا الموضوع لانه مهم ويستحق منا الدراسة والتحليل والأخذ به في حياتنا حتى تكون مستقرة ومطمئنة .
وكم اتمنى من مفكرينا وكتابنا وكل من له اهتمام في الجوانب الفكرية والاسلامية والجغرافية والتاريخية و....... ان يكتبوا عن كل محافظة وتضاريسها ومناطقها وسكانها وطباعهم وعاداتهم ويجمع في كتاب كمرجع تاريخي لتثبيت الهوية الجنوبية التي حاول الاحتلال ان يمحيها باساليبه المكشوفة حتى نزرع الوفاء والولاء بين ابناء الجنوب جميعا ولنبذ المناطقية بينهم ويا حبذا لو يكون هذا المرجع منهجا يدرس في المدارس بعد فك الارتباط .
اعتذر على الاطالة ولكم مني التحية .