عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-19, 05:50 PM   #148
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وهج الحضرمي مشاهدة المشاركة
اشكر الاخ ابوعامر على اختياره للموضوع الحيوي والذي لاقى الاستحسان والتفاعل من الجميع بدليل المشاركات الرائعة التي قرأتها .






في الحقيقة ان كل انسان على وجه الأرض وصل الى ما وصل اليه بسبب افكار الأمس وسيصل الى ما سيصل اليه في الغد بسبب افكار اليوم .. فان اردنا ان نكون سعداء وناجحين يجب ان ندرس النجاح ونقيمه ونفكر في السعادة وكل شيء يجعلنا سعداء وهذا يؤيد المقولة الهندية التي تقول (( انت اليوم حيث اتت افكارك وستكون غدا حيث تاخذك افكارك )) .. ولكي يحدث اي سلوك او احساس يجب ان يبدأ بالفكر لانه هو جذور كل سلوكياتنا ونتائجها وهو ايضا السبب في سعادتنا او تعاستنا وايضا هو السبب في ثقتنا بانفسنا او عدمها .

أحد العلماء قال ان الانسان يستقبل في اليوم 60000 فكرة يوميا وان هذه الكمية من الافكار تحتاج لاتجاه يقودها فلو كانت افكارنا سلبية سناخذ من مخازن الذاكرة ملفات وافكار تعادل 60000 فكرة من نفس النوع ولو قدنا افكارنا لاتجاه ايجابي سناخذ من مخازن الذاكرة ملفات وافكار ايجابية تعادل 60000 فكرة من نفس النوع الايجابي .

كما انهم اكتشفوا ان اكثر من 80% من افكار الانسان سلبية وتعمل ضده وهذا يؤيد المقولة التي تقول (( أن النفس امارة بالسوء )) ولو حسبناها نجد ان 80% من 60000 فكرة يكون محصولنا اليومي من افكارنا هو 48000 فكرة سلبية كل منها تسبب احاسيس وسلوك وامراض نفسية وعضوية ولهذا يجب ان نكون حريصين كل الحرص قبل ان نضع اي فكرة في اذهاننا .

والفكر عند الانسان قد ياخذ لحظات ولكن له برمجة راسخة ومكتسبة فيكتسبها الانسان منذ صغره من 7 مصادر تبدأ اولها من الوالدين ( واقصد به تكوينه التربوي والاخلاقي والديني ) ثم المحيط العائلي ثم المدرسة ( وهنا تكمل المدرسة المبادىء التي تعلمها من الاسرة مع زرع حب الوطن والولاء ) .. ثم يأتي الاصدقاء وبعدها وسائل الاعلام واخيرا المصدر السابع لبرمجتنا الذاتية هو انفسنا فبعد ان ياخذ الانسان كل القيم والمبادىء والاعتقادات الراسخة يصبح لديه القدرة على اضافة سلوكيات جديدة من الممكن ان تكون سلبية او ايجابية ثم يربطها العقل بالمعلومات السابقة التي اكتسبها من السبع مصادر السابقة فتصبح راسخة وعميقة ويصبح لدينا سلوك وعادات نقابل بها العالم الخارجي وتكون السبب في نجاحنا وسعادتنا او فشلنا وتعاستنا .

والبعض منا نحن الجنوبيين لديه ملفات سلبية مخزنة في عقلنا الباطن بسبب التفكير في الماضي البائس الحزين الذي مازال البعض منا يعيشه بكل مرارته ومآسيه ولا يريد نسيانه كما انه بسبب هذه الافكار القديمة يتخوف من التفكير بالمستقبل وما سيكون عليه وكل ما اراد ان يغير سلوكه وينخرط مع الجماعة ويحدث له تغييرا ايجابيا طفيفا الا انه لاي سبب كان يرجع كما كان والسبب في ذلك انه لم يحدث اي تغيير في افكاره اي يجب ان يغير الجذور وهذا يؤيده قوله سبحانه وتعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. فمهما كانت مساعدات الاخرين وجهودهم الفعالة الا انها لن تساعدنا الا اذا نحن ساعدنا انفسنا من الداخل .
وذلك بالرجوع الى الله سبحانه وتعالى ثم بتغيير معنى الادراك الموجود في الملفات الداخلية الموجودة في افكارنا (اي نغير ادراكنا بان هناك ما هو يهدد حياتنا ويقف ضدنا ويسيىء الينا ...)
عندها يكون التغيير شاملا .. هذا ما اردت ان اتداخل به في هذا الموضوع لانه مهم ويستحق منا الدراسة والتحليل والأخذ به في حياتنا حتى تكون مستقرة ومطمئنة .

وكم اتمنى من مفكرينا وكتابنا وكل من له اهتمام في الجوانب الفكرية والاسلامية والجغرافية والتاريخية و....... ان يكتبوا عن كل محافظة وتضاريسها ومناطقها وسكانها وطباعهم وعاداتهم ويجمع في كتاب كمرجع تاريخي لتثبيت الهوية الجنوبية التي حاول الاحتلال ان يمحيها باساليبه المكشوفة حتى نزرع الوفاء والولاء بين ابناء الجنوب جميعا ولنبذ المناطقية بينهم ويا حبذا لو يكون هذا المرجع منهجا يدرس في المدارس بعد فك الارتباط .


اعتذر على الاطالة ولكم مني التحية .
شكرا لك اختي المحترمة على مداخلتك القيّمة .
اذاً العقل هو مناط التفكير وهو ميزة الانسان عن سائر المخلوقات وبه يتباهى به وبواسطته يتم تمييز الامور وهو سر الثواب والعقاب .
معلوماتك رائعة ويبدو انك متبحرة في ذلك . وطالما والافكار السلبية اربعة اخماس التفكير فمعنى ذلك انه لابد ان نتمهل حتى نتيقن ولهذا قيل قديما" اللهم اجعل لي رقبة كرقبة الجمل عند الكلام " حتى تاخذ الكلمة وقت لكي تُنطق .وقيل كذلك " لسانك حصانك .... " وغالبية الايات الكريمة تدعو الى التفقه والتفكر والتعقل والتدبر والتعلم . وقيل ايضا " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة " ومعنى ذلك ان معظم ما نفكر فيه يقودنا الى الخطاء اكثر مما يقودنا الى الصواب ولهذا قيل " ما خاب من استخار ولا ندم من استشار" فلا يمكن ان تكون صائبا دائما ولهذا الاستئثار بالراي والقرار خطاء فادح مهما كان من يصدره وهذا يقودنا الى اهمية عدم الاعتداد بالعقل الواحد والرمز الواحد والزعيم الاوحد وغيره من التصنيفات .
ولقد امرنا الله سبحانه وتعالى بالشورى " وامرهم شورى بينهم" وقال لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وهو رسول يوحى اليه " وشارورهم بالامر" ويجب ان تكون المقولة الاثرية " رايي على صواب يحتمل الخطاء ورايك على خطاء يحتمل الصواب " للامام الشافعي قاعدة لنا في كلما نقوم به وليس عيبا ان نعترف بالخطاء فقد قال عمر بن الخطاب " اخطأ عمر واصابت امراة"
اذاً اختي الانسان ابن بيته في امور ولكنه ايضا مسئول عن كل ما يقوم به فليس هنالك تبريرات الا في ظل الظروف القاهرة ولهذا سيحاسبنا الله على كل صغيرة وكبيرة ولو كانت مثقال ذرة وبقوله" كل امرء على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره" فالانسان نعم للبيئة والماضي تاثير ولكن بعقل الانسان يمكن تهذيب وتعديل سلوكه وصياغة مفاهيم وسلوكيات جديدة وعلى هذا فالامر كليا بيد الفرد بما يخصه ولكننا لن نقبل ان يصبغ احدا - ما مهما كان - ماضيه وانانيته على الجموع فقرار الفرد بذاته شان خاص به طالما ليس له تاثير لكن ان يكون قرار "الفوهرر" الواحد و الزعيم الاوحد هو من يقودنا الى مصير نفسه المريضة لن يقبل ابدا .
وكم نحن بحاجة الى ان نعيد التفكير في امور عديدة كانت سبب لبلاء عانيناه ويجب ان ندرسها وندرك اين يمكن الخلل فيها حتى نرتفع ونسمو كأمة حضارية فوق الانانية وفوق المناطقية وفوق الحزبية .
شكرا لك اختي على المعلومات الثرية والافكار الناضجة.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2009-06-19 الساعة 06:02 PM
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس