عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-05, 11:17 AM   #18
محمد نجيب
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-05
المشاركات: 142
افتراضي

أخر اخبار عدن اون لاين • الشيوخ الأمريكي يصوّت لصالح توجيه ضربة عسكرية لسوريا وبوش مايزال يدرس الخيارات
• طلاب اليمن بالجزائر...رسائل مفتوحة إلى جهات مختلفة
• مصادر: علي سالم البيض يصل إلى اوربا في زيارة عمل تستغرق أسبوعين
• صنعاء: أب يرمي ابنتيه من عمارة سكنية ثم ينتحر
• عدن:أصحاب المحلات التجارية من أبناء الشمال هم الأكثر استجابة لعصيان حراك البيض

مساحة إعلانية


كلما اقتربنا من موعد نهاية مؤتمر الحوار ازداد تحفز المناهضين لمشروع التغيير نحو أعمال العنف. وتصعيد الحوثي باتجاه القبائل والأطراف الأخرى يتزامن مع تفجير حافلة الجوية، مع عودة الانطفاءات الكهربائية بالعاصمة صنعاء، مع دعوة حراك علي سالم البيض إلى عصيان مدني في المحافظات الجنوبية، مع ارتفاع وتيرة أعمال العنف التي ينفذها مجهولون هنا وهناك، خاصة في بعض المحافظات الجنوبية، والتركيز حاليا على لحج وحضرموت.

وغدت هذه هي الاستراتيجية الواضحة لمثلث (صالح، والحوثي، وحراك البيض)، وقال علي البيض في حديث الأسبوع الماضي لقناة عدن لايف إن الحوثيين لديهم من السلاح ما يتمكنون به من إحكام السيطرة على الشمال، مفصحا بذلك عن اعتباره السلاح أداة ووسيلة للوصول إلى الحكم، ومتجاوزا تأكيداته المتكررة بشأن قناعاته وأتباعه في المحافظات الجنوبية بالنضال والعمل السلمي من أجل ما يسميه "استعادة دولة الجنوب".

وعلى الميدان تكتظ نشرات القنوات التلفزيونية هذه الأيام والصحف اليومية بأخبار عن ممارسات مخلة بالأمن في عدد من المناطق بالمحافظات الجنوبية.

وكان بعض المنتمين للحراك الانفصالي مثل قاسم عسكر، قد أطلقوا تصريحات تهدد باستخدام السلاح وضرورة السيطرة على بعض المناطق في محافظات جنوبية.
ونُشر تقرير أمريكي في يونيو الماضي يقول عنوانه إن حراك علي سالم البيض "يستعد للكفاح المسلح".

فريق آخر من حملة القضية الجنوبية من المنخرطين في الحوار الوطني قاموا بتعليق مشاركتهم، وقالت بعض وسائل الإعلام إنه تجميد وليس تعليقا، وقالت رواية ثالثة إنه انسحاب، وقالت رواية رابعة إنها مجرد مهلة طلبها الأعضاء ريثما يجرون بعض المشاورات. وتعددت الروايات والتصريحات وكأن ما يحدث ليس هنا في صنعاء، أو كأن هؤلاء الأعضاء لا يملكون ألسنا، ويفضلون اتخاذ موقف في قضية كهذه من غير أن يعرف أحد ما هو الموقف بالضبط، بل وربما أنهم هم أنفسهم لا يعرفون، وإلى درجة أن يومية "مأرب برس" نشرت عن أحد هؤلاء المشاركين في المؤتمر الحوار أنه لا تراجع حتى تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب.

وبدا لافتا أن يقول هذا الكلام الصريح والواضح، وإن كان يعيد الحوار إلى نقطة الصفر، لكن الغريب أنه "فضل عدم ذكر اسمه"!!
ومؤكد أن هذا الكلام الصريح والمتطابق مع منطق علي سالم البيض لأنه -فقط- لم يكشف فيه عن اسمه، ولو كشف عن اسمه لتحدث حديثا مختلفا، أو على الأقل بعبارات ومنطق آخر.

والأهم أن تفضيله عدم ذكر اسمه يعني أنه لا يوجد بينه وبين زملائه اتفاق على هذه الخطوة، ولا يعرفون ماذا يريدون منها. ولا شيء يبدو أغرب من شخص يزعم أنه يناضل من أجل تحرير وطنه من الاحتلال الغاشم ثم يخفي اسمه في أي مرحلة أو لحظة نضالية، فضلا عن أن يفعل ذلك وهو يدلي بتصريح صحفي!!

وفي نهايات مؤتمر الحوار ينقلب محمد علي أحمد على الرئيس ومؤتمر الحوار ويعيده إلى نقطة الصفر بمطالب ليست إلا تفصيلا للثلاث الأسس التي اختصرها محمد حيدرة مسدوس في آخر تنظيراته للقضية الجنوبية والتي ذكرها لعدد الجمعة الفائتة من "أخبار اليوم"، وأولها وأشملها: إقرار مؤتمر الحوار ببطلان الحرب ونتائجها.

كيف يمكن إقرار بطلان الحرب ونتائجها..؟ وماذا يريد مسدوس أن يفعله مؤتمر الحوار؟ لا جواب سوى أن كثيرا من القيادات التي تتحدث باسم القضية الجنوبية يمكنهم أن يفعلوا كل ما لا ينبني عليه شيء، ولا يترتب عليه نتيجة للقضية الجنوبية.. يمكنهم الهتاف وإثارة الجلبة لمحاولة إفشال فعالية، يمكنهم الانسحاب من قاعة الحوار في أواخر مراحله، يمكنهم فعل الكثير على هذه الشاكلة، أما تمثيل القضية الجنوبية تمثيلا مخلصا متجردا من حظوظ النفس وأوهام الزعامة المستحكمة وأشكال الدعم المتحصل من الداخل والخارج فأمر لا يمكنهم أبدا.

مفردة تفضح قناعات البيض
واحدة من أبرز محددات المتحالفين من أجل وأد ثورات الربيع العربي تتمثل في اختزال الثورة المصرية في "الإخوان المسلمين"، والثورة التونسية في "النهضة"، والثورة اليمنية في الإصلاح، وذلك لتحييد أكبر قدر من الناس وإبعادهم عن الصف المدافع عن الثورة، ولاستخدام هذا المحدد لافتة إعلامية فيما الحقيقة أنهم يقتلون كل من يصطف مع الثورة باعتباره عنصرا في هذا التيار الخصم، وكان من أعلى ما توصلت إليه مبالغة وكلاء هذا الحلف في الالتزام بهذا المحدد أنهم وصفوا الرئيس هادي بالإصلاحي، إلا أن علي سالم البيض كسر هذا المستوى ليصف السفير الأمريكي في صنعاء بالإصلاحي.

من الطبيعي من الولايات المتحدة ودول الخليج أن تدعم اعتذار الحكومة للجنوب وصعدة، باعتبار ذلك جزء من مقدمات حل القضيتين في إطار الحل الشامل لكل موروثات النظام البائد، وعلى هذا الأساس قال السفير الأمريكي بصنعاء إن علي سالم البيض طرف في حرب 94 وكان الأولى به أن يعتذر هو أيضا بدلا من أن يرفض اعتذار الحكومة.

لم يكن السفير دقيقا في تعبيره، فعلي سالم هو من أشعل تلك الحرب ولم يكن مجرد طرف فيها، إلا أن هذا الموقف من السفير يأتي في الإطار العام الداعم للفترة الانتقالية في اليمن، ورغم ذلك خرج علي سالم يعلق على هذه التصريحات ويقول إن السفير الأمريكي أصبح شيخا من مشائخ الإصلاح!!

للإصلاح شعبية واسعة في المحافظات الجنوبية، وإذا لم يكن له الأغلبية فيها، فهو على الأقل يملك شعبية واسعة، أو فلنقل إن شعبيته متوسطة حتى لا نغضب البعض. وأيا يكن، فبأي حق يصادر البيض انتماء هؤلاء الناس للجنوب!؟ وهل من السلوك السياسي المعقول أن يدعي شخص أنه زعيم يناضل من أجل تحرير شعبه ثم يخرج ينتقص من هذا الشعب وانتمائه للوطن!؟

عندما يقول "زعيم" لأبناء شعبه بأنه سيعود إلى حكمهم فالمنطق أن عليه تطمينهم وتبشيرهم بالرغد والأمن والاستقرار والعدل والمساواة، وأن تكون هذه نيته فعلا، وأن يبذل جهده لتحشيد هذا الشعب وراءه، لكن علي سالم يطلق الوعود لأبناء الجنوب أنه سيعود إلى حكمهم، وفي ذات الوقت يحدد خصمه بأنه الإصلاح، منذرا بذلك الجنوبيين بفوضى جديدة يدخل فيها بلادهم، وواقع يتصف بالدكتاتورية والإقصاء والسحل والقتل كذلك الواقع الذي عاشوه في السبعينات..

إنه يحدد الإصلاح غريما وخصما، لكنه يكشف عن ذات العقلية التي عرفوها من قبل، جميعا بلا استثناء، مثقفين ومفكرين وإعلاميين وصحفيين وعمالا وتجارا ورجال أعمال وإلى آخر القائمة.. ويشعر الجميع بالرعب كلما فكروا بما يمكن أن تفرزه هذه العقلية من واقع في حال تحقق لها مرادها في الانفصال والعودة إلى الحكم، فهل يتوقع من هؤلاء الاصطفاف خلف هذه العقلية!؟

لقد كان البيض يحلم بالانفصال فعلا حين كان يصف غريمه بأنه "نظام صنعاء"، أما اليوم وقد جعل خصمه "الإصلاح" الذي ينتمي إليه مئات الآلاف في المحافظات الجنوبية فمعناه أنه لم يعد مقتنعا بإمكانية الانفصال والعودة للحكم، ولهذا يجاهر بعداء هذه الجماهير الجنوبية، كما لم يعد يهمه تحشيد "شعبه" من خلفه، ولا تطمينهم إلى ما سيفعله لتحقيق الأمن والاستقرار لهم والتعايش فيما بينهم، ولم يعد يهمه وحدة صفهم من أجل القضية، ولا تبشيرهم بالعدل والمساواة وإشعارهم أنه مقدم -بعد تحقيق الهدف الذي يسعى إليه- على الاستفادة من أخطاء الماضي، وهذه -قطعا- ليست سلوكيات زعيم يناضل من أجل شعبه، أو حتى من أجل العودة للحكم.. كل ما في الأمر أنه ينفذ الاستراتيجية الإيرانية بحذافيرها بعد أن تحول إلى أحد "ملاليها" ومقاول بمشاريعها.
محمد نجيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس