ردفان - ياسر الردفاني – لندن " عدن برس : خاص : 17 – 6 – 2009
من المتوقع أن تشهد ردفان غداً الخميس تشييع الشاب الشهيد وضاح حسن علي البدوي 26 عاماً والذي كان قد قتل الإثنين الماضي 662009م برصاص جنود نقطة العند بلحج أثناء مشاركته في تشييع أربعة آخرين من شهداء الحراك الجنوبي بردفان .
وكان قد قتل إلى جوار وضاح شاب آخر يدعى عبد المعين سعد صالح – دفن الإثنين الماضي مع الأربعة المشيعين ، كما جرح أربعة آخرين عند منع جنود النقطة موكب التشييع من المرور إلى الحوطة عاصمة لحج لإحضار جثامين الشهداء ، وسوف يتم تشييع وضاح من مستشفى ابن خلدون بالحوطة إلى ردفان حيث ستتم الصلاة عليه بملعب الحمراء ثم سيدفن بمقبرة الشهداء بردفان إلى جوار الشهداء السابقين .
وضاح وعبدالمعين كانا يحلمان بالتغيير فدفعا روحيهما ثمناً لذلك
وضاح حسن علي وعبدالمعين سعد صالح، شابان في مقتبل العمر راحا ضحية التصرفات الهوجاء لعسكر السلطة الاثنين الماضي، انطلقا صباح ذلك اليوم مع الآلاف نحو الحوطة عاصمة لحج للمشاركة في تشييع أربعة من شهداء الحراك السلمي، لم يدر بخلد أحدهما أنهما سيلتحقان بركب أولئك الشهداء وأنهما سيتحولان من مشاركين في التشييع إلى مشيعين، ولم يكن أحد يتوقع أن يتجرأ عسكر السلطة على منع موكب التشييع، ولكن السلطة أصرت على تحويل ذلك اليوم إلى يوم دموي.. كما قال د/ عيدروس النقيب ـ يوم التشييع ـ معلقاً على ما حدث من قتل وجرح ـ (( هذه السلطة لا ترتاح إلّا عندما تشم رائحة الدماء وهو ما حصل اليوم وهو الحاصل منذ 7يوليو 1994م )).
* وضاح يرتدي علم الجنوب:
وضاح حسن علي في السادسة والعشرين من عمره شاب في مقتبل العمر عاطل عن العمل من أسرة
فقيرة لكنه كان يحلم دائماً بالتغيير، ولذلك كان مشاركاً دائماً في كل فعاليات الحراك في ردفان وفي غير ردفان، حتى إنه شوهد في بعض الفعاليات الأخيرة بردفان وهو يرتدي علم الجنوب محمولاً على أكتاف رفاقه الشباب، ولعله كان يرى في هذا الحراك الشعبي الخلاص من البطالة والظلم والقهر الذي لحق بكل الناس في بلادنا وخاصة الشباب.
* عبدالمعين لم يستطيع إكمال دراسته فالتحق بالجيش لكنه ظل يحلم بالتغيير: عبدالمعين سعد صالح عشرون عاماً جندي في القوات المسلحة منذ عام فقط أخذ إجازة قصيرة من معسكره بيافع قبل يومين من مقتله فعاد إلى ردفان وانطلق الاثنين الماضي في موكب التشييع ولكنه عاد محمولاً على نقالة الموتى ليدفن مع من ذهب لتشييعهم، والده فضل دفنه مع المشيعين في ذلك الموكب العظيم لكنه لم يتنازل عن دمه فقضيته هي قضية كل شهداء الحراك السلمي.
ما الذي حدا بمعين أن يشارك بهذا الركب؟ لا شك أنه الحلم بالتغيير نحو الأفضل، فهو لم يستطع إكمال دراسته وأضطر اللحاق بصفوف القوات المسلحة ولأنه يرى حال الناس جميعاً يسير من سيئ إلى أسوأ.
وأخيراً ما الذي جعل وضاح وعبدالمعين والآلاف من الشباب ـ الذين تصفهم السلطة بجيل الوحدة وتراهن على ذلك الجيل ـ ما الذي جعلهم يخرجون مطالبين بتغيير الأوضاع؟
سؤال يوجه إلى أرباب السلطة في بلادنا!! وربما تكون إجابته في طيات السطور الماضية.