عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-09, 04:24 PM   #3
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

على ماذا اختلفوا؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أسمع الحقائق من رؤية الحوثيين الرسمية لجذور القضية الجنوبية:
(((((..............والحرب في شكلها المباشر والصريح كانت ضد الحزب الاشتراكي اليمني في الشمال والجنوب ثم لم تلبث أن اتخذت شكل الحرب على الجنوب جغرافية وإنسانًا ..والخلاف الذي أدى إلى الحرب لم يكن بسبب هروب قيادة الحزب الاشتراكي من الوحدة؛ وإنما بسبب هروب الرئيس السابق صالح، وتحالفه القبلي العسكري الديني من استحقاقات بناء دولة الوحدة.
وإذا كانت الحرب قد طالت في الشمال جيش الجنوب المحاصر بعيدا عن خطوط إمداده فإنها طالت أيضا مقار الحزب الاشتراكي في كل المحافظات مع أنها ليست أهدافا عسكرية..كما طالت الآلاف من أعضائه وكوادره الذين تعرضوا للإقصاء والتهميش والحرب النفسية المعلنة وغير المعلنة حتى أصبح الاشتراكي القابض على قناعاته كالقابض على الجمر.
أما في الجنوب فقد طالت الحرب كل شيء من الأرض وما عليها إلى الإنسان العادي وما ألفه واعتاد عليه وتعلق به من تاريخ ورمزيات ومن حضور حقيقي للدولة والنظام والقانون.. وتفسير ذلك أن النظام الذي حرك الحرب ليس نظام دولة وإنما نظام عصبيات مغتصبة للدولة.. والعصبيات حينما تنتصر عسكريا لا تكتفي بهزيمة الخصم؛ وإنما تذهب بعيدا في استباحة مناطق حضوره التاريخي وتأديبها لتكون عبرة لمن يريد أن يعتبر..................
أن نخبة الحكم في صنعاء دخلت الوحدة وهي تضمر فرض نموذجها على اليمن كله، ولم تكن خطوة 22 مايو السلمية بالنسبة لها سوى إجراء تكتيكي لتغيير شروط الحرب القديمة بين الشطرين من حرب بين دولتين إلى حرب داخلية بين "شرعية" و"متمردين على الشرعية".
بهذه الطريقة فرضت نخبة الحكم في صنعاء نموذجها على الوحدة وعممت نظام الجمهورية العربية اليمنية على اليمن كله..................
في 22 مايو 1990 وقع البيض لعلي صالح على رقة بيضاء..ومن الصعب على المتابع اللبيب أن يتقبل هذه الحقيقة إلا إذا علم أن اتفاقية الوحدة الألمانية تألفت من 1200 صفحة مقابل صفحة ونصف لاتفاقية إعلان قيام الوحدة اليمنية.. وبينما كان اليمنيون يطلقون زغاريد أفراح إعلان قيام دولة الوحدة كان علي صالح، وعلي محسن الأحمر ونظامهم العصبوي يضع حجر الأساس لحرب 1994..تؤكد هذا رواية عبد الله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح في مذكراته(ص248) حيث يقول:" طلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزبا يكون رديفا للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر.إضافة إلى أنه قال: إن الاتفاقية التي تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها.............
1990 اكتشف البيض أن الميراث التاريخي للصراع بين الشطرين يملأ العاصمة صنعاء.. فالشراكة " تقاسم غير عادل"..والحزب الاشتراكي "ملحد، وقاتل العلماء" ..والقيادة الجنوبية "هربت إلى الوحدة لا حبا فيها ولكن كي تتجنب مصير تشاوشيسكو رومانيا".. والجنوب "جائع جاء يتطفل على خزائن الشمال بجيش جرار من الموظفين ومديونية عالية للخارج"..وهذه كلها شعارات تم ترويجها آنذاك؛ تمهيدا للانقضاض على الحزب الاشتراكي فيما بعد..ومع كل طلقة رصاص يسكب فيها الدم كان يقال:" الاشتراكيون يثأرون من الاشتراكيين"..هكذا من غير حاجة إلى دليل ..فالعاصمة تقرر كل شيء وتفرض إرادة المهيمنين فيها على القادمين إليها .. وفي هذا المناخ المأزوم اختار الرئيس صالح مؤقتا أن يأكل الثوم بأفواه فقهاء التجمع اليمني للإصلاح ليبقى هو يتربص متدثرا بقميص الوسطية والاعتدال.
ارتاب البيض من "اعتدال ووسطية" الرئيس ومارس"اعتكافين" صامتين في معاشيق.. وأثناء الاعتكاف الثاني كان موعد الانتخابات النيابية يطرق الأبواب والشمال يحتوي على 80% من دوائر الجمهورية.. وهذه نسبة عالية وواعدة تستوجب أن يذهب الرئيس شخصيا إلى معاشيق يسترضي نائبه.. ويبدو أن النائب قال له: لن تكون هناك انتخابات حتى نوثق ما تعاهدنا عليه في تفاهمنا السري..ومن رحم هذا اللقاء الاسترضائي خرجت "وثيقة التنسيق والتحالف على طريق التوحيد بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام" التي أنهت الاعتكاف الثاني وهيأت المناخ السياسي لإجراء انتخابات أبريل 1993 النيابية..................
سافر البيض في رحلة علاجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية..وأثناء غيابه استثمر الرئيس السابق صالح تحالفه القوي مع التجمع اليمني للإصلاح ووجه الأغلبية الشمالية في البرلمان بالتصويت على مسودة تعديلات دستورية تجاوزت كل ما أتفق عليه في الوثيقة المشار إليها أعلاه!! فلا صلاحيات دستورية للنائب.. ولا انتخاب للنائب مع الرئيس في قائمة واحدة..ولا جمعية وطنية يرأسها النائب..وفي هذه اللحظة بالذات اكتشف البيض أن انقلابا أبيضا قد تم وأنه لم يقد الجنوب إلى الوحدة والشراكة والديمقراطية والإصلاح وإنما إلى بيت الطاعة........ ..وعليه الآن أن يسلم بشروط أرباب البيت ممثلا للجنوب مقابل تعيينه نائبا يدعو الله أن يحفظ الرئيس ويمثله في احتفالات الكشافة والمرشدات [color="red"]وإلا "فالصميل خلق من الجنة"......................
من ما سبق يمكننا تلخيص جذور القضية الجنوبية في التالي:
1- إخفاق سياسيي وحسن نية زائدة لدى القيادة الجنوبية ممثلة بقيادة الحزب الاشتراكي وقتها في قراءة المشهد داخل الشمال والتوقيع على وثيقة الوحدة دون إعداد خطة استراتيجية "مرنة تجاه المتغيرات" أو دراسة وافية لما بعد التوقيع، ومع أننا نعترف أن الحزب كان يملك مشروعًا وطنيًا طموحًا، لكنه لم يكن يملك البرنامج التنفيذي التفصيلي اللازم لتطبيقه على أرض الواقع، وإذا ما قارنا بين اتفاقية الوحدة اليمنية المكونة من صفحة ونصف وبين اتفاقية الوحدة الألمانية المكونة من 1200 صفحة عندها سندرك حجم الخطأ الذي تم ارتكابه.
2- النية المبيتة للنظام العصبوي الحاكم وقتها في الشمال؛ للاستئثار بدولة الوحدة واستئصال الشريك الجنوبي واعتبار الوحدة خطوة تكتيكية لضم الجنوب إلى نظام دولة الشمال ( ظهر ذلك جليًّا في المقطع المأخوذ من مذكرات عبدالله الأحمر)، وتراجعه عن اتفاقية الوحدة والاتفاقات اللاحقة...............)))))

طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس