عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-21, 04:01 PM   #5
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

السبت, 20 تموز/يوليو 2013 23:01
هل دخلت ثورة الجنوب مرحلة خطيرة



رائد الجحافي رائد الجحافي


المتابع للأحداث والتطورات على الساحة الجنوبية اليوم يشعر بمدى المخاطر الحقيقية التي بدت مؤخرا إلى السطح من خلال الكثير من المشاهد والأحداث والتي برزت مؤخرا إلى السطح وأكثرها خطورة تلك الاغتيالات التي تستهدف قادة وناشطي الحراك السلمي الجنوبي، فما حدث في الضالع من جريمة شنعاء تم فيها استهداف المناضل والقيادي البارز في الحراك الجنوبي محمد فضل جباري، الشهيد جباري لم يستشهد في ذات الظروف التي عهدناها عند سقوط شهداء الجنوب في مسيرة سلمية أو احتجاج وما شابه ذلك، جباري رحمه الله تعرض للاغتيال في ظروف استثنائية بل ومدروسة استخباراتيا من جميع النواحي ولم تأتي فقط للتخلص من المناضل جباري فحسب بل أراد منها المحتل أيضا ضرب الحراك الجنوبي ويظهر هذا جليا من خلال الكثير من الأمور منها:

- استهداف شخصية الشهيد جباري باعتباره واحد من أبرز القيادات في الحراك الجنوبي ممن لهم بصمات مضيئة في ثورة الجنوب التحررية منذ انطلاقة الحراك السلمي، وباغتياله تظن سلطات الاحتلال أنه حقق مكسب كبير في ضرب جزء من نشاط الثورة وحماسها المتصاعد في منطقة الضالع، فالشهيد كان من المؤمنين بتحرير الجنوب، حتى باللجوء إلى خيارات أخرى في حال استمر الاحتلال اليمني على الجنوب، وكان سجل الشهيد مليء بالبطولات والمواقف المشرفة ويعد من أوائل المدافعين عن مدينة الضالع أثناء القصف عليها ومحاولة اجتياحها قبل ثلاث سنوات، كما كان من أشد الحريصين على التصدي للأعمال والممارسات التي يحاول الاحتلال إدخالها إلى الضالع، وسبق وتعرض للحصار داخل منزله من قبل عدد من الأطقم العسكرية قبل أربع سنوات ثم شنت تلك القوات على المنزل هجوم لا تزال آثاره ظاهرة إلى اللحظة وأدى إلى جرح والدته في اليد، بينما تمكن من مغادرة منزله تحت حماية من رفاقه الذين هبوا لنجدته، وقبل ثلاثة أعوام تقريباً أصيب بجراح في رجليه واستشهد ولا تزال فيها الشظايا، هذا بالإضافة إلى جملة من المواقف الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها هنا.

- انتقاء المكان حيث أن اختيار الضالع واستهداف واحد من قادتها يعد مؤشر خطر يهدف إلى إضعاف الثورة المتصاعدة فيها ويظن المحتل أنه سيثير الفتنة داخل صفوف الحراك الجنوبي من خلال إثارة الشائعات القائمة على تبادل الاتهامات.

هذا أحد أبرز النماذج التي توحي أن ثمة مخطط جديد قد لجأ إليه الاحتلال لضرب ثورة الجنوب التحررية، ويحصل المحتل على خدمات مجانية من قبل بعض الجنوبيين الذين يتعاطون مع الحدث بعواطفهم حيث يدفع بهم حماسهم إلى التشكيك والتلميح إلى جنوبيين يقفون وراء الجريمة دون دليل يذكر، وهو الأمر الذي يفتح أمام المحتل فرص تحقيق المزيد من التصفيات التي ستطال الناشطين والقياديين في الثورة الجنوبية.

وفي الوقت الذي فشلت فيه سلطات الاحتلال ثني الجنوبيين عن نشاطهم وحماسهم المتصاعد عن طريق ملاحقتهم واستهداف فعاليات الحراك والزج بهم في المعتقلات، وهكذا إجراءات قد تسبب لها إحراج أمام المنظمات الحقوقية فلجأت إلى أعمال الاغتيالات التي تعد آخر مراحل القمع واستهداف الثورة التي يظهر أنها حققت انتصارات كبيرة، أمس يجري اغتيال ناشط آخر من ناشطي الثورة الجنوبية المناضل عوض الحسني، حيث جرى اغتياله وسط العاصمة عدن بمدينة خور مكسر، تشابهت الأداة والوسيلة المستخدمة في عملية الاغتيال لكل من الجباري والحسني اللذين استهدفهم مجهول يترجل دراجة نارية، وأثناء ساعات المساء وفي هذا الشهر الكريم، وهو ما يوحي بأن مرحلة مختلفة ستواجه الجنوبيين الذين تقع على كاهلهم مسئولية كبيرة في مقدمتهم قادة الحراك أن يعملوا على لملمة الصف الجنوبي والاقتراب من كل جنوبي يحمل هم تحرير واستقلال الجنوب.
تويتات
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس