جباري ..وقصة الصمود الأسطوري
من لا يعرف هذا المناضل البطل محمد فضل جباري فقد فأته التعرف على رجل قلما تجد له مثيل في زمننا هذا , رجل اجتمعت فيه خصال لا تجتمع إلا في العظماء والقادة الحقيقيون فقد كانت الشجاعة له سلاحا والبطولة له رفيقا والمروءة له لباسا والنخوة له درعا والكرم والجود له وساما والبساطة والتواضع وحسن الخلق تاجا ,هي سمات وميزات تحلى بها الشهيد البطل خولته ليكون قائدا يحمل معه راية المقاومة والصمود في وجه المحتل الغاصب المستبد .
كان لي شرف اللقاء به والتعرف عليه عند زيارتنا إلى الضالع للتضامن مع أبناء الجليلة التي كانت تتعرض للقصف والعدوان وبالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الاحتلال المتمركزة على قمم الجبال وقتها كنا مع فريق رصد حقوقي مؤلف من عدد من المحاميين والنشطاء ومن بينهم المحامي أكرم الشاطري والمحامي لطفي سهل والمحامي هشام والناشط عبدالروؤف زين والناشطة ضياء حسن وذلك في مهمة لرصد وتوثيق الانتهاكات والجرائم التي طالت المواطنين المدنيين والأطفال الأبرياء والتي سقط على إثرها العديد من الشهداء وخلفت العديد من الجرحى والمصابين ناهيك عن الدمار الذي شمل المنازل والممتلكات .
وعند وصولنا الجليلة وما إن وطأة أقدامنا ترابها إلا والشهيد جباري في مقدمة مستقبلينا ومعه الإعلامي الحقوقي رائد الجحافي وجمع غفير من أبناء الضالع في استقبال مهيب وترحيب عظيم مليء بالحفاوة والمحبة والإخاء والتلاحم الجنوبي بعد ذلك تم استضافتنا استضافة كريمة ساترك لكم المخيلة في ذلك مع ما يعرف عن أبناء الضالع من الكرم والجود وحسن الضيافة .
وعند ذهابي ورفاقي إلى مخيم الشهيدين خالد القطيش وعادل عبدالله القسوم , جلس الشهيد جباري إلى جانبنا ورحنا نتبادل الحديث عن الأوضاع والأحداث الحاصلة في الجليلة وقتها همست لأحد اصدقاي من أبناء الضالع من هذا الرجل؟ ومن يكون ؟وما هو دوره ؟ فرد علي والابتسامة تملئ محياه هذا البطل محمد فضل جباري صاحب قصة الصمود الأسطوري ضد المحتل وجنوده تعرض للعديد من محاولات الاغتيال نجى منها بفضل الله ولا تزال أثار العدوان عليه حاضره وأثار الطلقات النارية موجودة على بيته ومسكنه وتشهد له بالصمود والثبات والعزيمة في مواجهة الاحتلال بعتاده العسكري كما وانه يظل هدفا للمحتل يتعقبه تكرارا ومرارا لما له من دور بارز في المقاومة والصمود ضد تواجد قوات الاحتلال على مداخل ومخارج المدينة , قبل إن تسحب السلطة مؤخرا قواتها وتجر معها أذيال الخيبة وتنقل معسكراتها إلى خارج المدينة بعد تكاتف أبناء الضالع و رفضهم القاطع لبقائها على تراب مدينتهم , وبعد ذلك اخبرني صديقي قائلا هذا الرجل لا يحب الأضواء ولا الظهور على الوسائل الإعلامية ويحب العمل بصمت وهدوء لما يخدم القضية الجنوبية ويعلي من شانها وهذا ما حبب الناس فيه وجعلهم يكنوا له الاحترام الكبير .
لا يسعنا اليوم سوء التضرع لله عز وجل إن يرحم شهيدنا ويغفر له ويسكنه فسيح جنانه وهو الذي فارقنا في هذا الشهر المبارك والفضيل كما نتقدم بتعازينا الحارة المملؤة بالحزن والألم لأخيه عبدالرحمن جباري وال جباري وكافة أبناء الضالع على خسارة هذا المناضل الجسور
إنا لله وإنا إليه راجعون .
|