الدكتور محمد علي السقاف كتب رأيه الذي أراد من خلاله لفت الإنتباه للحالة العبثية التي بلغتها العلاقات بين القيادات المتربعة على رأس الهيئات والمكونات الحراكية الجنوبية ... وإنعكاس تلك العلاقات سلباً على قضية الجنوب .. حيث يتضح جلياً يوماً بعد يوم خطورة إستمرار هذا الوضع الذي تعيشه تلك القيادات ، إنها تدفع بالأمور نحو المجهول الذي يمكن أن يكون خطير ، بل وخطير جداً ... ندعو الله أن يجنب شعبنا كل المخاطر والشرور ... لقد أثبتت فعاليات شهر يوليو أن هذه القيادت لا تتميز بشئ من القدرات والكفاءة ما يمكنها من تحمل مهام السير بقضية شعبنا للوصول به إلى الهدف ... وهو التحرير والإستقلال وإستعادة الوطن المسلوب .... إنها قيادات كل إمكاناتها تتمثل في قدرتها على إفتعال الخصومة والخلافات فيما بينها ...! وإن الإستمرار في السير وفق هذا النهج سوف يفضي إلى تمزيق الجسد الجنوبي ، والعودة بالقضية الجنوبية إلى ما تحت الصفر ....
لا يجب أن تأخذنا النشوة ونحن نرى جماهير الجنوب تملأ هذه الساحة أو تلك ... فالأهم هو حُسن تنظيم جهود وطاقات تلك الجماهير ، وأن يكون العمل السياسي الذي تقوم به القيادات الجنوبية متناغماً مع حركة الشارع الجنوبي ، وهذا لن يتأتى إلا متى ما أدركت تلك القيادات طبيعة الدور الذي يجب أن تلعبه ... وهو خدمة هذا الشعب ، وقضية هذا الشعب ، بدلاً من توجيه كل إهتمامها نحو البحث عن كل ما يمكنه إزاحة الآخرين من الطريق ، عبر الوسائل المختلفة كتشويه للمواقف ، والتخوين ، والعمالة ، وتهم الفساد ...
إن الشعب الجنوبي تقع عليه مسئولية محاسبة قياداته على كل تلك السنوات التي مضت من عمر ثورته المباركة ، وما تم بذله من تضحيات جسيمة خلالها ، في الوقت الذي لم يكن لكل ذلك تأثير على تلك القيادات ، حيث نجدها متمترسة كل في موقعها ، لا هم لها إلا أن تظل متقمصة لرداء الزعامة الهش ...
لابد للشعب من صحوة ، صحوة حقيقية ، يتخلص بعدها من كل عوامل المراوحة التي تعيق إنطلاق ثورته ... وأهم تلك العوامل هو القيادات الهرمة ... الفاقدة للقدرة على العطاء الذي يبني ...
لابد للشعب من التخلص من كل العواطف التي إستغلتها تلك القيادات أسوأ إستغلال ،،
يكفي ما مضى ...
يكفي تجارب ...
الجنوب أعظم وأكبر وأهم من كل شخصية جنوبية مهما بلغ شأنها .... فما بالنا حينما تكون تلك الشخصيات فاشلة ومريضة ...
|