تدهور الأوضاع التعليمية في الجنوب ومعاناة
الطلاب ومهزلة الإمتحانات الدراسية (تقرير)
...
حياة عدن / عدن حرة
ان المتتبع لسير الأوضاع التعليمية في الجنوب وتحديداً بعد العام 1994م سيجد بما لايدع مجالاً للشك ان تراجعاً ملحوضاً طرأ على العملية التدريسية في هذا القطاع الحيوي الهام الذي كان قبلاً يحضى بمستوى عال من التنظيم والاهتمام من قبل الدولة ، ليس بشؤون الطلاب فحسب بل وبمجمل العملية التدريسية بدءاً بالمنشأت التعليمية كالمدارس وغيرها من الصروح العلمية التي ذاع صيتها آنذاك في الداخل والخارج ، مروراً بطواقم التدريس التي كان يتم اختيارها بعناية من خيرة الشخصيات الاجتماعية الكفؤة والمحترمة القادرة على بناء الأجيال الواعدة ، وانتهاءاً بكل مايتعلق بالأمور الحياتية وتوفير المناخات المناسبة والملائمة للطلاب في المجتمع المدني المتحضر المبني على الأخلاق التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف ، وعلى تحمل الامانة ، أمانة المسؤلية الملقاة على عاتق القائمين على هذا القطاع ، بل ومختلف الجهات المختصة في كل مؤسسات ومرافق الدولة .
ان ما آلت اليه اوضاع العملية التعليمية في الجنوب الى هذة الدرجة من الإنحطاط يمثل مؤشراً خطيراً ويؤكد على أن غياب الدولة والفوضى القائمة نتيجة لهذا الغياب المزري آدت الى تفشي كثير من الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا الجنوبي ، ليس على قطاع التربية والتعليم فحسب بل وعلى كل القطاعات الأخرى وتحديداً تلك القطاعات التي لها علاقة مباشرة بقطاع التربية والتعليم كالقطاع الصحي وقطاع الخدمات العامة من كهرباء ومياه وغيرها ،
لذلك فإن مايجري اليوم من مهزلة الإمتحانات الدراسية التي يصر القائمين في وزارة التربية والتعليم على اقامتها لإيهام العالم بأن الأوضاع في الجنوب تسير سيراً طبيعياً انما يعكس حالة التخبط ويندرج في إطار سياسات الترقيع التي تتم وفقاً لقرارات غير مدروسة ووفقاً لخطط لا استراتيجية ، بل لخطط آنية تزيد الوضع تفاقماً ، فما حدث في اليومين الماضيين في بعض قاعات الإمتحانات الدراسية في عدد من المديريات الجنوبية وتحديداً في العاصمة عدن من حالات لأعمال شغب من بعض الطلاب واقاربهم فإنه يعتبر نوع من انواع السخط الشعبي العارم بحسب بعض المتابعين والمحللين ، سخط ضد سلطات الإحتلال اليمني التي تمارس عبر مختلف اجهزتها المختصة سياسات العقاب الجماعي بحق ابناء الجنوب بقطع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال اليوم وفي هذة الأجواء الحارة التي تشهدها العاصمة عدن ، الأمر الذي يتعذر فيه بطبيعة الحال تمكين الطلاب من التحضير الجيد للإمتحانات ، بالاضافة الى قطع التيار الكهربائي اثناء سير الإمتحانات تماماً كما حدث اليوم في مدينة كريتر وخورمكسر والمعلا والتواهي والشيخ عثمان ،
وقد تلقت ( عدن حرة ) عدد من الإتصالات من المواطنين عبروا فيها عن سخطهم من انقطاعات التيار الكهربائي وعدم قيام السلطات بتوفير المناخات المناسبة لأبنائهم وبناتهم للمذاكرة ومراجعة دروسهم للتحضير للإمتحانات الدراسية ، كما عبروا عن سخطهم لعدم قيام السلطات بوضع حلول للكهرباء قبل حلول فصل الصيف والإمتناع علناً عن قيامهم بصيانة محطات توليد الكهرباء في العاصمة عدن ، بحسب الأخبار المنشورة في كل الصحف والمواقع الإخبارية خلال الستة الأشهر الماضية .
وحمل المواطنون في اتصالاتهم لـ (عدن حرة ) سلطات الإحتلال اليمني مسؤلية تردي الأوضاع التعليمية وحرمان ابنائهم من ابسط حقوقهم التعليمية .