[الفجر الباسم]

مجلس التعاون يبدي دعمه للجنوب شريطة

بقلم: عبدالجبار عوض الجريري

الكثير من أبناء الجنوب يعتقدون أن القضية الجنوبية لا أحد يبالي بها من الأشقاء أو الأصدقاء ، بل ذهب بعض الجنوبيين لأن يؤكدوا أن العالم أجمع ضدهم في مطلب فك الأرتباط وهو ما يتناقض تماماً مع ما ابداه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه بأحد القادة الجنوبيين من دعم للقضية الجنوبية ولكن بشرط .
هذا الشرط الذي قدمه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي كمبرر لعدم دعهم للقضية الجنوبية هو نفسه الذي أكد عليه كبير مستشاري المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر !
لعل هذا الوتر الحساس الذي ركز عليه كل من يريد دعم القضية الجنوبية هو نفسه أيضاً من يسهم في إحباط الجنوبيين في الداخل ويعمل على إضعافهم والحد من زخم ثورتهم المباركة .
هذا ليس لغز ولكن هي حقيقة أمراً أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن ، أمراً كان السبب في هذه الوحدة المشؤومة ويعود الآن لكي يكون السبب في منع دعم الجنوبيين من قبل الأشقاء والأصدقاء .
هذا الأمر الذي حال دون دعمنا هو ( عدم وجود قيادة واحدة ممثلة لشعب الجنوب) ! لدينا في الجنوب عدة قيادات والمجتمع الدولي بشكل عام لا يمكنه أن يتفاوض معها أو يحاورها كلاً على حده بل يريد ممثل واحد لشعب الجنوب ، ممثل يحمل مطالب الجنوبيين ويتمتع بالقدرة على التحاور الجاد والفعال والبناء ؛ ولديه القدرة أيضاً على الألتزام بتنفيذ مقررات التفاوض.
وهو ما طالب به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وكبير مستشاري جمال بن عمر لدى لقائهما أحدة القادة الجنوبيين. لعل المرحلة التي يجب أن يفكر فيها أبناء الجنوب الآن لا سيما النخب السياسية والفكرية والثقافية منهم هي توحيد شمل الجنوبيين وجمع كلمتهم والعمل على إيجاد قيادة جنوبية موحدة وتوافقية تستطيع أن تمثل الجنوبيين في كل المحافل العربية والإسلامية والدولية.
إن مسألة توحيد القادة الجنوبيين تقع على عاتق المثقفين الجنوبيين بدرجة أولى ثم على هؤلاءِ القادة الذين نأمل منهم أن يرتقوا إلى مستوى تضحيات شعبهم ويبتعدوا عن النظرة القاصرة المتمثلة في المصالح الشخصية.
لقد روينا بما فيه الكفاية من هذا الأختلاف وحان الآن لنا كجنوبيين ان نتعاون على إنقاذ شعبنا ونلبي نداء الواجب ونتسامح في ما بيننا البين وننسي تراكمات الماضي وألآمه ومأسيه.
إن شعب الجنوب لم يعد يتحمل انعكاسات هذا الأختلاف ولم يعد يطيق حالة الإهمال التي يلاقيها من قبل المجتمع الدولي والتي سببها هذا الأختلاف السام للإرادة الجنوبية الفذة.
ومن هنا أدعوا كل القادة الجنوبيين وعلى رأسهم السيد البيض وعلي ناصر والعطاس والجفري والنخب السياسية والفكرية إلى العمل معاً من أجل توحيد الصف الجنوبي وتأسيس قيادة جنوبية ممثلة لكل الجنوبيين دونما تمييز أو إقصاء لأي طرف جنوبي يؤمن بالحرية والاستقلال .

http://aden.fm/news/archives/36405