عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-19, 03:17 AM   #4
منصر ثابت
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2012-04-13
المشاركات: 167
افتراضي

تحدوا من أجل الجنوب .. ولاتسبحو عكس التيار : شفاء الناصر



الكثير من الكتاب والمحللين الجنوبيين المهتمين بالقضيه الجنوبيه والمؤمنين بعدالتها ، والحريصين على لم الشمل ووحده الصف والكلمه يكتبون ويحللون ويشاكسون وقد يتخطون الخطوط الحمراء احياناً .. كم هائل من المقالات ، والكتابات ، والتحليلات ، والنداءت ، والتغريدات ، والرسوم الكاركتيريه والنقد القاسي الذي تتضمنه والذي لم يرحم أحداً من القاده التاريخيين للجنوب ، بل طال الجميع دون استثناء ، وحتى أولئك الذين استعصوا على النقد دهراً أصبحوا في مرمى النقد والمساءله .. ولكن للأسف .. كل هذه الغابة من النقد والتشريح لا تلقى اذان صاغيه ولا أي ردود فعل إيجابية من قبل هذه القيادات التاريخية التي لم تتعض من ماضيها السيئ المشبع بالانقسامات و الاختلافات و المناكفات ولم تدرك ان النكبة التي يعيشها شعب الجنوب اليوم هو نتاج هذه السياسة الانقسامية الغير مسئولة التي لم يجني منها شعب الجنوب غير النكبات و الندم .

ان القضيه الجنوبيه وحراكها السلمي الذي تحول الى أكثر من حراك وأكثر من فصيل تتعرض لمؤامرات كثيره اتاحت الفرصة للمتربصين بثورة شعب الجنوب من قوى الاحتلال وأعوانه ليعودوا وينظموا صفوفهم ، مستغلين تشرذم القوى الثورية الجنوبية الخلافات بين قيادات الحراك في الداخل والخارج .. فأضافة الى ما يمارسه نظام الاحتلال في الجنوب من قتل وقمع وتنكيل وحصار واعتقالات واغتيالات فاقت حد التصور .. فقد وصلت به ساديته إلى الاستمتاع بمعاناة الجنوبيين ، فتفنن في الصاق التهم من العدم ، من خلال وصم الثوره وحراكها السلمي مره بأنة جزء من تنظيم القاعدة ، ومره اخرى بانه عباره عن مجموعه من الغوغائيين الذين فقدوا مصالحهم ، ومره بانه حراك ايراني مسلح ، مستغلاً غياب الاعلام الخارجي وركود قادة الحراك الذين التهوا فيما بينهم في مماحكات وخلافات لاتسمن ولاتغني من جوع بل تزيدهم هشاً وتمييعاً للقضيه الجنوبيه العادله .

ولكن ماتريدة سلطة الاحتلال وقوى النفوذ القبليه والعسكريه التي اجتاحت الجنوب في العام 94 لايتم كلة .. فقد عجزت بكل امكانياتها وجبروتها وقوتها العسكرية وحلفائها من اخماد وهج الثوره الجنوبيه الشعبيه واسكات هديرها الذي يملاء الافاق من المهره شرقاً الى باب المندب غرباً .. فلجاءت اليوم جاهده بعد ان باتت تشعر ان مصالحها في خطر بسبب الثورة السلمية الجنوبية التي فشلت من القضاء عليها واخمادها وتشويه صورتها النضاليه السلميه التي سعوا اليها مرارا وتكرارا .. الى تغذية مخططات هدفها ايجاد صراع جنوبي جنوبي من خلال استغلال بعض القوى الجنوبيه التي تبطن تأويلات متعددة في فهم ومعالجة القضيةالجنوبية واستحقاق الثورة السلمية التحررية والتي تربطها مصالح وعلاقات مع نظام صنعاء بهدف اضعاف الثوره الجنوبيه وحراكها السلمي الذي حدد خياره الاستراتيجي بوضوح لا لبس فيه ولا سبيل للتراجع عنه ولا يقبل المساومة عليه والمتمثل بهدف : التحرير والاستقلال لكل أراضيه كاملة السيادة وغير المنقوصة.

وامام ماتشهده الساحه الجنوبيه من حراك ثوري فليس هناك ما يقابله من حراك موازي في الأداء السياسي الخلاق يدفع بالقضيه الجنوبيه الى مراحل متقدمة وبما يقنع الشارع الجنوبي ويشعرهم بالطمأنينه والرضى وبان جهودهم لن تذهب سدا .. حيث يعتريني اعتقاد ان لوطني الجنوب قيادات تاريخية متربعة عواصم الخارج ، لا تفقه ولاتسمع تعادي الوطن والمواطن .. تختلف في الوسائل وتتفق في الغايات ..وقيادات في الداخل تفترش مجالس القات ، تمارس النفاق والتطبيل ليس لها رأي ولا موقف مشرف .. فمن يسمون انفسهم بالقيادات التاريخية التي تقيم في المنافي والشتات على الرغم من التضحيات الجسام والزخم الجماهيري الهادر والذي بات الشعب يخرج بالملايين وهو يهتف بالتحرير و الاستقلال وشعار وجوب وحدة الصف ، غير ان فسيفسا هذه القيادات التاريخية بان جلياً .. وبان جليا ما خلفه الدهر من أغوار عميقة شديدة العمق في الجسم الجنوبي . حيث ظهرت المناطق العفنة في الجسد لتطل برأسها الذي يشبه رأس الأفعى الافريقيه المخيفة لتظهر لنا مدى الفداحة ومدى المخاطر التي تحدق بالقضيه الجنوبيه مستقبلا بسبب هؤلاء القاده الجنوبيين .. اللذين لم يجسدو مبادئ وقيم التصالح التسامح ، ولم يتحرروا بعد من قيود الماضي ورواسبه ، مما حال دون التطلع نحو ما يحفظ للوطن وحدته وقوته وتماسكه بمسؤولية وطنية عالية وعقول منفتحة على بعضها البعض وبقلوب مخلصة ونفوس صادقة نقية، متجاوزة عن كل أخطاء وإساءات الماضي .. وكشف واقع الحال بان هذه القيادات لازالت تعيش ثقافة الانقسام وان عقلية الماضي لازالت معششة في ذهنيتها ، وان التباعد و التعالي الاختلاف و التباين لازال هو سيد الموقف غير مكترثين بسياسة هدر الدم الجنوبي والقتل الممنهج في الساحات والميادين الذي يتعرض له شعب الجنوب وفي نفس الوقت جميع هذه القيادات تسوق في بياناتها ومقابلاتها الصحفية بأنها مع خيار الشعب ، كتسويق إعلامي ليس إلا ، بينما هي في الواقع تعمل على تكريس الانقسام من خلال تسابقها لإنشاء تكتلات وملتقيات ومكونات تتبنى مشاريع قزمة تتناسب وحجم مصالحها ومصالح تلك الدول التي تؤويها .

ان الثورات العظيمة لا يشعلها إلا شعب عظيم .
والثوره الجنوبيه ثوره شعب عظيم .. موحد من المهره شرقآ الى باب المندب غرباً يملك ارادة صلبه لا يمكن لها ان تلين او تقهر مهما تكن التضحيات ، ومهما تكن الصعاب يناظل دون هواده من اجل تحرره واستقلاله .. ولكنه يحتاج الى قامات وهامات عظيمة تتوحد خلف وحدته وثقود ثورته ، وتتكئ على الفعل الثوري للشعب في الميدان وساحات النضال .
وان القضية الجنوبية وبرغم ما حققته من انتصارات على الصعيد السياسي والميداني الا اننا يجب ان نعرف كجنوبيين باننا نمر بمرحلة خطيرة جداً واصبحت مشكلة الجنوب في الجنوبيين أُنفسهم .. مما جعل الثوره الجنوبيه وحراكها السلمي رابض على حقل من الألغام يجب ان يدرك قادته السياسيين جميعاً قوته ألتدميره وإدراك أن التعصب أي تعصب كان هو سلاح التدمير المدمر , واشد فتكا من أي سلاح عصري فتاك .. وان الجماهير تبحث عن حل لقضيتها وتحقيق لمطالبها لا عمن يجيد التغني بقضيتهم دون أن يحقق أدنى مطلب لها وهو تشكيل قيادة موحدة تقود القضية والشعب الى بر الأمان

ماذا دهاكم ايها القادة ؟
هل ذهب العقل في أجازه ؟ ولم يعد هناك عقلا !
ولماذا هذا التقاطر على ادراه القضيه الجنوبيه حسب الاهواء ؟
ولماذا هذه ألصوره المعتمة والتشرذم ..؟
لماذا هذا الاختلاف الذي بات واضحاً رغم ان الهدف واحــد ؟
أين صوت الضمير الوطني ؟
اين واجبكم نحو شعبكم الذي يقاسي الويل من الاحتلال الغاشم والعفن ؟
اين دوركم فى حماية الثورة الجنوبية ؟
ان في الحياة هناك مخطئون وهناك جهله يرتكبون الحماقات هنا وهناك .وإن كنا في فصل دراسي , اوفي طابور عام فان علينا زجرهم , وعلينا حتى عقابهم ونمضي ، لكن الموضوع اكبر من كذا بكثير .. هناك شعب وقضيه يجب ان تخافوا وتحافظوا عليهم مثل حدقة العين . وهناك عدو يتربص بالثوره والوطن .. وهناك متطلبات للانتصار يجب إن تراعى . وكل هذه الأشياء يجب أخذها بعين بالاعتبار ، فالمسأله ليست مبدئية فقط , وليست في منئا عن السياسة التي يجب إن تمارسوها بحذق ومن أولوياتها التوافق الوطني .

ان الثوره الجنوبيه وشعب الجنوب في مرحله حساسه ومنعطف خطير ومعضله يجب ان لاتقفوا تجاهها مختلفين صاغرين .. فهي تجربه مخاض عسير عليكم ان تضعوا فيها نصب اعينكم وتتعلموا منها : ان الحوار سيد الموقف وان التوافق الوطني أحياننا تحكمه قاعدة شاذة , ألا وهي إبعاد الرغبة الذاتية وتغليب المصلحه ألعامه ، وجعل ما يحصل تكتيكاً لا يضر بالهدف أبدا ، وعلى الجميع ان يدركوا إن الاصطفاف الخلافي شي مضر وسرطان ينخر الجسد الجنوبي , وعليكم جميعاً البحث عن الاصطفاف الوطني فقط .
لان هذا الانقسام الحاصل اليوم .. لا احسبه مضراً كثيرا اذا اخلصت النوايا وفهمتوه جيداُ واستفدتوا منه وحاولتوا احتواه .. ولكن ضرره يكمن في بزوغ المناطقيه والحزبيه المقيتة والتكتل الأعمى الذي تنقصه الكثير من الحيثيات , والحكم انطلاقا من الدعاية أو الحدس , وجعل إحكامكم مطلقه وتُهماً ثابتة .
وهنا يكمن الخطاء الفضيع في قرائه الواقع الذي ستكونون اول الدافعين للثمن ، لان الانجرار في مثل هذه المتاهات ليس فيها منتصر ابدا .. بل ان من يدعي الانتصار وحق تمثيل القضيه بمعزل عن الاخرين مايلبث أن يدرك انه الخاسر ، فالقضية الجنوبية هي قضية سياسية بامتياز وأبناء الجنوب كافة بمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية هم من يمثلونها على كافة المستويات ، ولا يمكن لاي طرف او فصيل ان يدعي حق التمثيل او فرض الوصايه واحتكار الحقيقه ، فزمن فرض الوصاية واحتكار الحقيقة وادعاء التمثيل قد ولى، وأبناء الجنوب قد قاسوا الكثير من الويلات نتيجة لمفاعيل الإقصاء ،وفرض الوصاية والاختزال لن يؤدى إلى استقلال الجنوب وهذا مايريده نظام الاحتلال وقواه المندسة ويراهنوا عليه . علينا أن نقبل بعضنا احتراماً لشعبنا وقضيته العادله ، ذلك فقد اكتوينا بنار الإقصاء والتهميش سابقاً ولاحقاً ودفعنا الثمن غاليا ومن العيب والعار أن نلدغ مرة ثانية من نفس الجحر و شعب الجنوب هو المرجعية وصاحب القرار والقول الفصل في تحديد ما يرتضيه.

ان الواجب الاخلاقي والانساني والديني يجعلكم معنيين وملزمين بان تتحاوروا بدون تخوين وبدون تمترس بمواقف لاتخدم القضيه الجنوبية .. وان تخلقوا لغة مشتركة بينكم ينبثق عنها مواقف موحدة تفرض القضيه وكل استحقاقاتها على المستوى الاقليمي والدولي .وتنبثق قيادة جنوبية موحدة تتبنى خطاب جنوبي موحد نتخاطب به مع المنظمات الدولية والاقليمية ومع الداخل والخارج

فاتقوا الله في وطنكم وشعبكم العظيم الصابر وفي دماء شهداء الوطن الطاهره ، واجعلوا مصلحة الوطن هي العليا وتمسكوا بخيار الجنوب الواحد والوطن الواحد ارضاً وانسان ، امضوا متوحدين نحو مشروع وطني كبير وشامل يخرج الجنوب من الظلمات الى النور فذلك هو سفينة النجاة لكل أبناء الشعب الجنوبي من المهره الى باب المندب ، الذين يأملون في أن يشكل تحررهم واستقلالهم فاتحة لزمن جديد ومرحلة مختلفة عن كل
المراحل الماضية .. مرحله تسودها الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية

لقد بلغتوا ايها القاده من العمر عتيا ..
والواجب يحتم عليكم تسطير ذكرى نضاليه رائعه تكتب في تاريخ نضالكم ومواقفكم بأحرف من ذهب ، احتراماً لأنفسكم ، وتقديراً لتضحيات شعبكم التواق للحريه والاستقلال ، ولاداعي للمزايدة والتهويل ولا داعي بالمراهنة على دعم الدول الخارجية التي من مصلحتها بقاء الجنوب رهن الاحتلال ضماناً لمصالحها .. دعونا نلم الشمل ونرص الصفوف ونوحد الكلمه حتى ننال استقلالنا وتحررنا وننعم بوطن وشعب جنوبي عربي ضاربه جذوره في التاريخ لأكثر من خمسه آلاف سنة .. وأن كان الجنوب أرض جرداء قاحلة وشعب فقير فأنه افضل شأناً من اغنياء وأمراء نجد واطهر من عمائم طهران

انه وطنى الذي اجد فيه نفسي .. وطني الذي اجد دمعي وابتسامتى تتحدان في سمائه الصافيه رغم سواد الموقف ..



اقرا المزيد على شبام نيوز : http://www.shibamnews.com/articledet...#ixzz2Tgn5qyhw
منصر ثابت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس