الاعلامي ردفان الدبيس
الزحف المليوني لشعب الجنوب
من شبوة وأبين وحضرموت ولحج والضالع زحفوا إلى العاصمة عدن، مواكب موحدة التفت بأعلام الجنوب، تقمصت رداء الثورة المتصاعدة، واتجهت إلى ميادين الحرية حيث سيكون الموقف القاطع والكلمة الفصل والنداء المتعالي. لا للإحتلال وللحوارات الهزلية، لا للحلول المنقوصة للقضية الجنوبية، نعم للنضال السلمي حتى نيل الحرية.
الذكرى أليمة، ذكرى قتل الجنوبيين وتدمير دولتهم واستباحة أرضهم وانتهاك حرماتهم، والمشهد مهيب، مشهد الجماهير الممتلئة غضبا، المشحونة وجعا، والمصرة على مواجهة الظلم واسترجاع الحق المهضوم. لا مجال هنا للتذبذب أو التملق أوالتأرجح أوالمنافقة أو التفتين أو التململ، الكل يريد إيصال صوته إلى الغارقين في صمت مطبق وحياد مخزٍ ونأي معيب، الكل يشعر بوحدة اللحظة والتاريخ والدم والشعار والبلاء والمسيرة والإنتصار.
ساحة العروض على الموعد، غدا ستكون المليونية السادسة، غدا سيدهش شعب الجنوب العالم بكثافة مشاركته وانتظام صفوفه والتزامه الأخلاقي وحبه للحياة الكريمة ودمه المتدفق أبدا رغم كيد الكائدين. غدا سيثبت الجنوبيون كيف ينهضون من تحت الرماد كل حين، كيف يولدون من جديد بعد كل جولة، وكيف يهزمون المحتل كل يوم. غدا ستقول العاصمة عدن: إندفاع الشعوب كالشلال الهادر، لا يستطيع أحد الوقوف في وجهه.