ألف شكر لك على ردك الجميل وسأعتبر كل ماجاء في هذا التوضيح المهذب ردا على اتهاماتي لك
بالإيحاء السيء ضد الرئيس البيض صحيحا ...وأن ماجاء في ردي خطأ تام وخارج السياق
وأرجو منك قبول اعتذاري
كما أدعو الله من أن يكون ظاهرك مثل سريرتك وأن ماقلته هو على حقيقته في داخلك
وعودة إلى أسئلتك عن شرعية الرئيس البيض فقد اكتسبها الرجل كألقاب بجدارة واستحقاق
وهي على درجات ..شرعية قيادية ...وشرعية سياسية... وشرعية ثورية... وشرعية شعبية
أما شرعيته القيادية فقد اكتسبها كونه هو
(((الموقّع عمليا))) على اتفاقية الوحدة
ولو كان الموقع هو الرئيس العطاس مثلا لما جادلت في شرعية العطاس كرئيس قيادي من الناحية العملية
وكرئيس سياسي من الناحية السياسية ولكن كونه كان رئيسا شرفيا بلا صلاحيات
فقد قام الرئيس البيض بالتوقيع على
(((إتفاقية إعلان))) الوحدة لأنه أرفع منصبا منه
ولو كان منصب البيض أقل من منصب حيدر العطاس دستوريا لما سُمح له بالتوقيع نيابة عن المكتب السياسي.
وأما شرعيته السياسية فقد تعززت بإعلان دولة الجنوب في 21 مايو 1994م وموافقة المشاركين في حكومته على اختياره رئيسا للجنوب
وكان حيدر أبوبكر العطاس رئيسا للوزراء ولم يمانع مطلقا في أن يكون منصبه أقل من منصب الرئيس البيض في الحكومة المعلنة حينذاك.
وبالنسبة لشرعيته الثورية فهو أول من خرج مطالبا باستقلال الجنوب من القيادات السابقة وأعني بذلك
(((الرؤساء الجنوبيين السابقين)))
بل أن القيادات السابقة مازالت ترواح مكانها ولم تتزحزح عن موقفها المتخلف ومازالت تدور في حلقة مفرغة
بحيث خسرت شعبيتها تماما بتصرفاتها الرعناء وأنانيتها المفرطة وقسوتها وتحجرها تجاه معاناة الشعب الجنوبي الصابر المجاهد.
أما بالنسبة لشرعيته الشعبية فقد اكتسبها من خلال تبنيه لمطالب الشعب في الساحات فبادلته الجموع والحشود الوفاء بالوفاء
بينما تجاهلت من تجاهلها وتجاوزت من يحاول أن يمارس وصايته عليها.
فهو بذلك حائز ليس على شرعية واحدة بل على أربع شرعيات كل منها لها قوة قانونية خاصة بها ...
فالشرعية القيادية حتى وإن لم تكن شرعية ديمقراطية وإنما شرعية حزبية ولكنها تسري عليها القوانين المطبقة على جميع الحكام الغير شرعيين في الوطن العربي
والتي تُعتبر إمضاءاتهم في الإتفاقيات الدولية نافذة بغض النظر عن شرعيتهم من الناحية القانونية أو الدستورية وهي شرعية تتماشى مع الوضع القائم آنذاك .
وبالنسبة لشرعيته السياسية فإن ماينطبق على ظروف السلم وماقبل الحرب ينطبق على ظروف الحرب الإستثنائية وظروفها
بل أن استثنائية الظرف توجد لتلك الشرعية الأعذار والمبررات القانونية أكثر من الظروف العادية وقد تعززت هذه الشرعية
بخروج مئات الآلآف من الشعب الجنوبي في مظاهرة عارمة مؤيدة لإعلان دولة الجنوب مجددا في 21 مايو 1994م
ويعتبر تأييد الشعب لقراره تأييدا لصاحب القرار كما يعد استفتاءا شعبيا جماهيريا قانونيا مثلما حصل في ثورات الربيع العربي.
أما شرعيته الثورية فقد استحقها بمعاناته وتشرده وحصاره وحربه وتهديده ولو لم يعتبر الرئيس البيض تهديدا مباشرا للإحتلال اليمني الهمجي
لما أعاره الإحتلال اليمني البغيض انتباهه ولعامله بكثير من اللامبالاة... وهي شرعية لاتخضع لقوانين محددة وإنما يحددها الشعب الذي يحارب العدو .
ولك أن تتخيل كم زعيما ثوريا في العالم قام باستفتاء الشعب على شرعيته الثورية؟؟؟..
بالتأكيد لن تجد أحدا ...وسيكون الجواب صفرا
أما عن شرعيته الشعبية فهي لاتحتاج مني إلى شرح فالغالبية العظمى من الشعب الجنوبي في الداخل والخارج تؤيد الرئيس البيض
ومن لم يؤيده
"كرئيس وكشخص" فإنه يؤيد
"مواقفه الثابته" وهذا لوحده يعطيه شرعية شعبية طاغية لاجدال فيها.
وماينطبق على الشرعية الثورية ينطبق على الشرعية الشعبية لأنهما متلازمتان وإن اختلفتا في التوصيف فإن كلا منهما مكمل للآخر
فالثورة فعل للشعب... والشعب فاعل للثورة.
أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة عن تساؤلاتك
تحياتي.