عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-04-24, 05:11 PM   #8
الديس الشرقية
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2012-04-14
المشاركات: 181
افتراضي

--- وثائق --- معاهدات --- وثائق --- معاهدات ---



" هل أدخلت الدولة الكثيرية الإنجليز ؟ "

" ترجع علاقة بريطانيا بحضرموت إلى نهاية القرن التاسع عشر، فقد عقدت معاهدة سنة 1888م، بين بريطانيا والحكومة القعيطية اليافعية، وأهم مافي هذه المعاهدة ألا يرتبط سلاطين حضرموت مع أي دولة أجنبية إلا بعد أخذ رأي بريطانيا وموافقتها، واستمر الوضع السياسي على ذلك إلى أن جاءت سنة 1937م، فقد قام المستر إنجرامس مستشار الحكومة القعيطية، بمجهودات كبيرة لعقد معاهدة بين بريطانيا والحكومة القعيطية.

وعقدت المعاهدة و وقع عليها السلطان صالح بن غالب القعيطي بالنيابة عن حكومته السير برنارد ريلي حاكم عدن، والمستشار إنجرامس بالنيابة عن الحكومة الإنجليزية، وذلك في 13 أغسطس سنة 1937م، وسلمت مذكرة للسلطان صالح القعيطي توضح له أنه ليس في نية الإنجليز أن يقللوا من أهمية سلطته، وأن أهم اختصاص المستشار الإنجليزي تقديم الإرشادات والنصائح النافعة للبلاد، وجاء في المذكرة أن المعاهدة ستطبق على النحو الذي طبقه به معاهدات ولايات الملايو في الشرق الأقصى، وجاء فيها أن من سياسة الإنجليز أن تبقى سلطة الحاكم المحلي في كل الشئون ماعدا الشئون الخارجية فإن الأمر يختلف نوعاً ما.

وانتهت المذكرة بأنه في حالة استحكام الخلاف بين المستشار والسلطان، فإن للسلطان أن يلتجئ إلى حاكم عدن، ولما كانت حضرموت لا تستطيع دفع مرتبات المستشار وموظفيه فقد تكفلت الحكومة البريطانية بالقيام بهذا الأمر.... انتهى كلامه "

ومن واقع كلام اليافعي نستشف أنه لم تكن للسلطنة الكثيرية أي علاقة في إدخال النظام الإنجليزي إلى حضرموت من الأساس، وإنما كان ذلك بيد الدولة القعيطية التي سهلت ذلك الأمر، وعليه تبطل بعض المفاهيم الخاطئة والسائدة لدى الجهال، بأن الدولة الكثيرية قد مدت الأيادي منذ البداية للحكومة الإنجليزية.

والإنجليز قد قاموا بخدمات عديدة في حضرموت كبناء السدود وحفر الآبار وإنشاء الطرق و ما إلى ذلك من خدمات، سواءاً في المناطق الخاضعة للسلطان القعيطي أو الكثيري، ولكن البكري وضع تلك النقطة في عين الاعتبار، حيث أنه أورد تساؤلات منها هل قام الإنجليز بهذه الأعمال حبا في الحضارمة وعطفاً عليهم ؟! فكانت إجابته:

" لا شك أن الدهشة تزول حينما يعلم أولئك الناس بأن السياسة الإنجليزية تقوم على أمرين رئيسيين:

أولاً: إن الشعب الإنجليزي نفعي يلتمسون جانب النفع في كل الأمور، ومن النادر أن تجد إنساناً في الدنيا يعمل الخير لذات الخير.

ثانياً: كثيراً ما ترمي السياسة الإنجليزية إلى غرض بعيد قد يجنون ثماره بعد زمن مديد وعمر طويل.

وهذا الجانب من السياسة الإنجليزية من أعظم الوسائل التي ساعدتهم في بسط نفوذهم على الجنوب
الديس الشرقية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس