الحراك الجنوبي ألقوة الجماهيريه الاكبر في المنطقة
دعونا نفترض ان هذا الحراك الجنوبي مدعوم بقوة الإعلام وجبروته عربيا ودوليا ، وكانت لديه إمكانات ماديه ولوجستيه مقاربه لما حصلت عليها بعض ( ثورات الربيع ) ، او ربع ما حصلت عليه ، الم يصبح حينها الحراك في نظر الشعوب مصطلح تاريخي يتجاوز أي مفاهيم ثوريه تقليدية ويتجاوز حدوده ليمثل نموذجا عالمياً لربيع جماهيري حقيقي غير مستورد ولا غبار عليه .. من حيث تصميمه وقوته وقدراته وتضامن جماهيره الفقيرة ووحدتها وقبل كل ذلك استمراريته المتصاعدة على مدى السنوات الست الأخيره . لم تكسره ارادات خارجيه ، ولم يُباع ويُشترى ، لم يذعن ولم تهزه الدبابات ومشاهد الأشلاء المنثورة فوق قارعة الأسفلت بشكل غير منقطع . منذ سنين يتساقط الشهداء ، جيوبهم خاويه ولا احد يدري هل سقط الشهيد جائعاً ، عَطِشاً ، وماذا وراءه وكم من هَمٍّ يحمله ، لم يعرف احد عن أحوال الشهداء في الجنوب وعن لون دمائهم لان الإعلاميين ، بائعي هوى السلطان ، لا ينقلون شيء عنهم بل أنهم يزيفون الحقائق بقدرات الكاذب المحترف ، ليس هذا فقط بل هناك على الجانب الآخر تُسَخَّرَ الاموالُ من كل حدب وصوب لتمزيق الحراك وإضعافه وقتله وتزييفه واستنباط تكتلات الظل المرادفه ، بالاضافة الى حشد القوى الإقليمية والدولية دبلوماسيها في مهرجانات التصريحات البائسة لكسر ارادة الحراك وإضعاف معنوياته .. وإذا أضفنا إلى كل ذلك القصور في أداء معظم ما باتت تعرف بالقيادات التاريخيه وهشاشة قدراتها ،حيث لم ترق إلى مستوى حضور الحراك القوي النادر وتضحياته ، كل ذلك واكثر ، والحراك يتقدم على الأرض اكثر ، ينتشر اكثر وتغدو اصواته أجراساً عاليه بل هدير رعود مزلزله .
أليس هذا حراك جماهيري تاريخي في نموذجه ويمثل القوة الأكبر جماهيريا في المنطقة العربيه والأكثر تلاحماً وتصميماً نسبةً لما آلت اليه ثورات التغيير التي ابتلعها الإسلاميون دفعة واحده كالتماسيح الجائعة التي تأخذ فريستها السهلة بنهم مسعور .
الساحات في الجنوب تؤكد في كل مناسبة ان الحراك عملاقُ هذا الزمن ، لا تستطيع أي قوه مهما كانت ان تُدَجِّنه او توجهه وفق هواها ، لا الذين أغواهم سلطانهم ، ولا الذين يطعنون ثورة الجنوب تحت يافطة التنوع او عدم الاقصاء ، ولا الذين يسخِّرون أموالهم لصناعة مجد سياسي شخصي لهم ، أوالذين يتسابقون على مكاسب من خلال تمثيل مزيَّف ، جميعهم لن ولن يفلحوا ، لان الحراك قد قرأ بامعان كيف تهاوت ( ثورات الربيع ) تحت أقدام هذه العينات من الانتهازيين ممتهني الاتجار باوجاع شعوبهم ، وهم أخطر على أوطانهم من العدو نفسه . لكل تلك الأسباب يبقى الحراك الجماهيري الجنوبي القوة الأكبر في المنطقة .
تعليق صدى عدن
17 مارس 2013