نفير الدم!! بقلم الكاتب البحريني اسحاق الشيخ يعقوب
عن صحيفة الايام البحرينية تاريخ :11 يونيو 2009
نقلا عن وكالة الانباء الفرنسية نشرت جريدة الايام في 28 مايو 2009 عدد 7353 تحت عنوان: «هل يتمكن الرئيس اليمني من اطفاء نار الحرب؟!» واشار بأن قوات الجيش والشرطة تكثف حواجز التفتيش والدوريات على الطرقات.. وان 13 شخصا حتى الآن من الجنوبيين قد استشهدوا في صدامات جرت بين المتظاهرين وقوات الشمال.. ويجمع الخبراء ان الجنوب الذي كان مستقلا بين 1967 و1990 في دولة ترفع علم ودستور الجمهورية الديمقراطية الشعبية بات على حافة الانفجار!! والملاحظ ان الجنوب يضع اعادة النظر في الوحدة مع الشمال على مسار عقلانية الحوار والحراك السلمي في فك الارتباط.. بعد ان وصلت اموره الى طريق مسدود!! وفي التاريخ فإن الجنوب المستقل ذهب الى الشمال وقدم دولته وعلمه ودستوره برضى نفس العواطف القومية وطيبة خاطر المشاعر الوحدوية.. وفي التاريخ ايضا فإن مصائر الشعوب لاتتقوعد على نزاعات غرائز المشاعر والعواطف.. وانما على قواعد من معارف العلم والعقلانية!! وعندما اصبح حال الجنوب في كنف الشمال.. من محال حال لا يطاق انفرط عقد الوحدة.. وتصادمت المشاعر بالعقلانية.. والتطير بالموضوعية.. ودارت رحى الحرب لاعادة الفرع المتمرد الى الاصل.. وزحفت الدبابات والمدافع والطائرات وقال الزنداني: ان ملائكة الله كانت تحارب في صفوفنا. هل صحيح ان ما اخذ بالقوة لا يستعاد الا بالقوة؟! هل التاريخ يمكن ان يصحح هذه المقولة «الحربچية» الراسخة في اذهان الكثيرين؟ السلام ام الحرب.. اي الرهانين اجدى؟! الطريق السلمي في فك الارتباط.. وليس الانفصال!! الانفصال يعني القطعية.. وفك الارتباط يعني اقامة علاقات اخوية متكافئة ضمن الاسقلالية في الجنوب وفي الشمال.. هل الحراك السلمي اقوى من الحراك على طريق الحرب؟! السلم من المحبة والحرب من الكراهية.. والمحبة اقوى.. ام الكراهية؟! المحبة اقوى.. لأن الله محبة: وان المحبة في قلوب الناس وفي اديانهم وفي عاداتهم وتقاليدهم ومشاعرهم.. «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» ان هذا الوهج الرباني الجميل تراه يلتئم في الحراك السلمي الذي ينادي به الجنوب.. التوهج السلمي يضعف الحروب وتجار الحروب والمنادين بها والمؤيدين لها.. ويعزلهم ويؤلب الرأي العام عليهم.. ويذرهم امام الله وامام خلقه مدحورين مذمومين!! ان ما اعطي بالحب وبالسلم يجب اعادته بالحب والسلم.. وهو من شيم الرجولة ونبل وكرم فروسيتها.. السلم والحرب ينموان ويتعززان في فك الارتباط.. لإبقاء الود والمحبة وحسن الجوار.. وكان العطاس والبيض وناصر القادة التاريخيين في عاصمة الجنوب عدن.. يؤكدون على فك الارتباط بالحراك السلمي.. وليس الانفصال.. مدركين الابعاد اللوجستية والتاريخية بين «الفك» و»الفصل».. الفك يأخذ طريق الحراك السلمي.. اما الانفصال فإنه يأخذ طريق راديكالية العنف!! وفي الحياة.. كما ان هناك ارتباط فان هناك انفصالا.. والحياة لا تطيب الا في تراضيها.. سواء في تجاذبها وعناقها ام في تباعدها وفراقها.. ان من يحترم رأيه عليه ان يحترم رأي الآخرين.. ويدافع عن رأي الآخرين.. وفي حالة دفاعه عن رأي الآخرين فإنه يحقق نبل ذات رأيه في نبل ذات موقفه!! ان الاغتصاب والاخضاع والاكراه اشد وقعا على قلب الله في قلب الانسان.. وان ابشع اكراه في التاريخ كبح ارادة المدنية بارادة همجية البداوة والقبلية!! اوقفوا نزيف الدم.. اوقفوا نفير الدم.. اوقفوا ثأر الدم.. تخلصوا من غطرسة التسلط.. واعيدوا الحرية للصحف التي تم اغلاقها: «تشير الانباء الى انه تم اغلاق 8 صحف.. 3 منها في الجنوب و6 منها في الشمال». واقيموا ابواب المحبة والسلم مشرّعة.. والى الابد اوصدوا ابواب الكراهية!! فالدين محبة.. والناس محبة والله محبة.. وفي الناس المسرة وعلى الارض السلام