بانتظار مبادرة شجاعة من الرئيس هادي… (2 – 2)
حسن علي كرم
2013/03/08 11:03 م
التقيم التقيم الحالي 4/5
لا حل لليمنيين إلا بأبغض الحلال
من المقرر ان تلتقي في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة شخصيات سياسية جنوبية بينها قيادات تقليدية واخرى من الحراك السلمي الجنوبي مع المبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر «بهدف اقناعهم بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني اليمني المقرر اقامته بعاصمة الجمهورية العربية اليمنية في الـ(18) من شهر مارس الجاري» حسب وكالة انباء عدن.
من ابرز الشخصيات الجنوبية المدعوة للقاء علي سالم البيض المقيم حاليا في لبنان وحسن احمد باعوم رئيس المجلس الاعلى للحراك السلمي وحيدر أبو بكر العطاس آخر رئيس وزراء في دولة الوحدة وعبدالله الاصنج السياسي المخضرم ووزير خارجية سابق.
هؤلاء وغالبية المدعوين للحفلة يجمعهم هدف واحد وهو استقلال الجنوب أو استقرار الجنوب لكنهم يختلفون في الرؤية والوسيلة، وبغض النظر عن الانشقاقات والخلافات الشخصية، هناك ايضا اختلاف فيما بينهم على مستقبل الجنوب، فمثلا علي سالم البيض وحسن باعوم من الفريق المطالب بحل دولة الوحدة والاستقلال الفوري للجنوب، فيما موقف العطاس والجفري وعلي ناصر ينصب على قيام الدولة الفيدرالية بينما ينصب موقف الاصنج على بقاء دولة الوحدة.
هذه الخلافات والتقاطعات بين القيادات الجنوبية التقليدية (وغالبية تلك القيادات من العواجيز الذين بلغوا من العمر عتيا وقد انتهت صلاحياتهم الفعلية)، اللقاء اذا تم لن يكون بكامل عدد المدعوين طالما ان الهدف من الدعوة هو لانجاح مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي يرى بعض هؤلاء انه لا شأن له بالمؤتمر ولا بالحوار المزمع باعتبار انه حوار يخص الشماليين، في المقابل هناك تحضيرات مليونية جماهيرية تتم في الجنوب للخروج ضد المشاركة الجنوبية في مؤتمر الحوار..!!
ما هو واقع على الارض ان الوضع الجنوبي لا تقرره القيادات التقليدية، وانما القرار بات شعبيا والخروج اليومي المليوني الجماهيري الى الساحات والميادين، ودماء الشهداء من شباب الجنوب الذين يسقطون في الساحات برصاص الامن، هذا دليل على انه كل يوم يزداد حنق وسخط الجنوبيين على دولة الوحدة والخروج على قوانينها، فأعلام الدولة الجنوبية باتت ترفع على الكثير من المنشآت الرسمية وهناك النقابات المهنية المستقلة وهناك بعض المناطق باتت تدير شؤونها بعيدا عن السلطة الرسمية.. من هنا يستطيع المراقب للوضع اليمني ان يقدر ان العلاقة بين الشمال والجنوب اوهن من ان تنتشلها الوحدة التي في نظر الكثيرين قد انتهت بحرب الشمال على الجنوب (1994).
حضور ممثلين عن الجنوب للحوار الوطني اليمني يراه بعض الجنوبيين أو الاكثرية الجنوبية انه تكريس لدولة الاحتلال ولن يمنحهم حقهم في تقرير المصير أو الاستقلال وعلى الرغم من القوة الجماهيرية الجنوبية الداعمة للانفصال الا ان وقوف دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ودون المبادرة الخليجية ضد ارادة شعب الجنوب يجعل الوضع اكثر تعقيدا، ويكبل القرار اليمني في ادارة شؤون بلاده وتقرير ما يناسب الوضع بين شطريه الشمال والجنوب.
من هنا ينبري تساؤل: ما مصلحة القوى الغربية أو الخليجية من تجاهل ارادة الجنوبيين في حق تقرير مصيرهم ولماذا الاصرار على وحدة فاشلة، فيما كانت مواقف تلك البلدان في التسعينيات الماضية ضد الوحدة، من هنا نستطيع القول ان المصالح هي التي تحكم لا الأخلاقيات، فالضمير العالمي مودع في الثلاجة..!!
كما اسلفت في مقالي السابق اشك في انعقاد مؤتمر الحوار الوطني اليمني وان انعقد اشك بنجاحه وان نجح اشك بتنفيذ توصياته واشك اخيرا، ان يمنح الجنوبيين حقوقهم.
بعض المحللين السياسيين الذين يتابعون الشأن اليمني يشيدون بالرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي على التمسك بهدوئه وتحقيق بعض النجاحات خلال السنة الاولى من حكمه، ولكن هناك من ينعت الرئيس هادي بأنه مكبل من قبل دول المبادرة الخليجية، وان جمال بن عمر (الممثل الاممي) هو المندوب السامي في صنعاء..!!
القرار اليمني يجب ان يكون قرارا وطنيا يمنيا بعيدا عن الاملاءات والوصايا الخارجية بغض النظر عما إذا كانت تلك عربية أو دولية، فأهل اليمن ادرى من غيرهم بقضاياهم وكما نقول لا يحك ظهرك غير ظفرك..
مطلوب من الرئيس هادي ان يرفض التدخلات والضغوطات الخارجية التي لا تصب في استقرار وامن اليمن، ومطلوب ألا يتمسك كثيرا بالمبادرة الخليجية، فالمبادرة ليست قرآنا ولا نصوصا منزلة من السماء، فهي صيغت بنودها في ظرف استثنائي ولقضية محددة وقد تجاهلت المبادرة الجنوب وحقوق شعبه، وحق تقرير مصيره، وعليه فعذر بعض الجنوبيين لمقاطعة مؤتمر الحوار هو كون المبادرة قد تجاهلتهم، وعليه فما ينتظره الجنوب من الرئيس هادي هو قرار رئاسي شجاع يتيح للجنوبيين حق تقرير مصيرهم في الحرية والاستقلال، وكل القضايا الشائكة يسهل حلها فيما بعد من خلال التفاهم ومن خلال قنوات الاتصال..
علاقة الجنوب مع وحدة الشمال كعلاقة زوجين وصل الخلاف بينهما الى ذروته ولا حل غير أبغض الحلال.. فهل تنتظر من الرئيس هادي ان يعلن الطلاق…؟!!
حسن علي كرم
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...&Wr iterId=35