قتيل في آخر أيام «العصيان» بالجنوب وأنصار صالح يحتشدون اليوم في صنعاء
هادي يدعو المجتمع الدولي إلى «رفع يد إيران عن اليمن»
حجم الخط |
الرئيس اليمني خلال تفقده سفينة الأسلحة الإيرانية المحتجزة أمس (من المصدر)
تاريخ النشر: الأربعاء 27 فبراير 2013
عقيل الحـلالي
(صنعاء) - دعا الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، المجتمع الإقليمي والدولي إلى العمل “على رفع يد إيران على اليمن”. وصعد هادي خلال زيارة تفقدية لميناء عدن (جنوب)، على متن سفينة إيرانية تحتجزها السلطات اليمنية بعد اعتراضها أواخر يناير الماضي وعلى متنها 40 طنا من الأسلحة والمتفجرات بينها صواريخ مضادة للطائرات.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إن هادي اطلع على مكونات السفينة “وأماكن وغرف إخفاء الأسلحة في جوانب حوض السفينة التي كانت مملوءة بالديزل ومموهة بمخزن داخلي يحتوي على عدد من الأسلحة والصواريخ”.
وأشارت إلى أن الرئيس هادي عبر عن أسفه لهذه “التصرفات المارقة وغير القانونية”، وأنه “طالب المجتمع الدولي والإقليمي بالعمل على رفع يد إيران عن اليمن وتركه وشأنه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية”.
وتنفي إيران علاقتها بشحنة الأسلحة المضبوطة قبالة سواحل اليمن الذي استعان مؤخرا بخبراء دوليين للتحقيق بشأن الشحنة، ورفع توصيات إلى مجلس الأمن “لاتخاذ الإجراءات المناسبة”.
من ناحية أخرى قُتل مدني، أمس الثلاثاء، برصاص مسلحين مجهولين في مدينة عدن، كبرى بلدات جنوب اليمن، الذي يشهد منذ الأربعاء اضطرابات وأعمال عنف أوقعت 11 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى، غالبيتهم من أنصار “الحراك الجنوبي” المتزعم للاحتجاجات الانفصالية هناك منذ 2007. وأعلن ما يسمى بـ”قوى الثورة الجنوبية”، أمس الثلاثاء، تعليق “العصيان المدني في الجنوب”، الذي بدأ السبت الماضي، لإتاحة الفرصة للسلطات من أجل “الإفراج عن كافة المعتقلين، وتقديم المتسببين بقتل المتظاهرين سلميا إلى يد العدالة”.
وقالت مصادر محلية في عدن لـ”الاتحاد” إن مدنيا، يعمل حارسا لإحدى العمارات، قتل برصاص مسلحين كانوا على متن سيارة، هاجموا محتجين من أنصار الحراك في حي “ريمي” بمنطقة “المنصورة”، وسط المدينة، التي شهدت لليوم السابع على التوالي تظاهرات احتجاجية غاضبة رافقتها أعمال شغب وتخللها عصيان مدني دعت له الفصائل المتشددة في “الحراك الجنوبي” بقيادة نائب الرئيس الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، المقيم بالمنفى منذ 1994.
وذكر مصدر طبي في مستشفى النقيب الأهلي، أن القتيل يدعى علي سيف خالد (65 عاما)، وأنه “فارق الحياة بعد دقائق من نقله إلى المستشفى” للعلاج.
وقال نشطاء في “الحراك الجنوبي” إن السيارة التي كان على متنها المهاجمون “تتبع مسؤولا في الشرطة”.
وتشهد مدينة عدن انتشارا أمنيا وعسكريا غير مسبوق منذ الخميس، عندما اندلعت مواجهات بين قوات الأمن وناشطي “الحراك الجنوبي”، فيما كان أنصار ومعارضو الوحدة اليمنية يتظاهرون بمناسبة الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا توافقيا للبلاد، بموجب اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة المتفاقمة في اليمن منذ يناير 2011.
ولم تسجل أي مواجهات، أمس، بين قوات الأمن والمحتجين في عدن، الذين أغلقوا عددا من الطرق الرئيسية بالمدينة، خصوصا في مناطق “المنصورة” و”الشيخ عثمان” و”خور مكسر” و”دار سعد”، بالحجارة والإطارات التالفة المحترقة لفرض العصيان المدني.
كما شهدت بلدة “الشحر” في محافظة حضرموت الجنوبية تظاهرة احتجاجية وقطع عدد من الطرق، كما شهدت بلدات يمنية جنوبية تظاهرات واحتجاجات مماثلة، إلا أن حدتها خفت عما كانت عليها في الأيام الثلاثة الماضية.
وأطلقت قوات الشرطة في بلدة “الشحر” بمحافظة حضرموت الرصاص الحي لتفريق محتجين قطعوا طريقا رئيسية بالبلدة ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح متوسطة.
وفي بلدة سيئون، ثاني كبرى بلدات حضرموت، قطع محتجون عددا من الطرق الرئيسية في البلدة، حسبما ذكر سكان لـ”الاتحاد”. ونفت السلطات المحلية والطبية في سيئون، أمس الثلاثاء، وفاة مواطن “شمالي” أقدم محتجون، السبت، على إضرام النار بجسده، مشيرة إلى أنه سيتم نقل المواطن، ويدعى محمد البحري (35 عاما)، إلى العاصمة صنعاء لاستكمال العلاج.
وحذرت السلطات الأمنية في محافظة حضرموت، في بيان، أمس الثلاثاء، من “خطورة استمرار” الاضطرابات “وما ينتج عنها من مآس وعواقب لا تُحمد عقباها”، متهمة “جهات”، لم تسمها، بالسعي إلى إشعال “نار الفتنة والصراع بين أبناء هذه المحافظة”.
ودعا البيان الأهالي إلى الحذر “من العناصر الخارجة عن النظام والقانون التي تتسلل وسط هذه الأحداث المؤسفة للقيام بأعمال اجرامية مشينة (..) بقصد بث الرعب والقلق والخوف في أوساط المجتمع الآمن”.
إلى ذلك، دعا الرئيس اليمني الانتقالي، المتواجد في عدن منذ السبت الماضي، جميع الأطراف، بما فيها قوات الأمن، إلى “ضبط النفس بقدر ما هو ممكن”، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.
وحذر هادي، لدى لقائه أمس (الثلاثاء) المجلس الأهلي بمدينة عدن، من “زعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة في عدن”، مشددا على أن السلاح في هذه المدينة، التي تعد العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن، “خطا أحمر”.
ودعا إلى “حشد الإمكانات والطاقات من اجل الوصول الى 18 من مارس القادم” موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي قال إنه سيكون “بدون سقف أو حدود”. وكان هادي التقى، الاثنين، عددا من قيادات الحركة الاحتجاجية الجنوبية لتدارس الموقف المضطرب في الجنوب، حسبما ذكر الناشط السياسي في “الحراك الجنوبي” وعضو اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني، لطفي شطارة، لوكالة فرانس برس.
وقال: “نحن التقينا الرئيس هادي بعد يوم واحد من وصوله إلى عدن بغرض تهدئة الأوضاع خصوصا بعد الأحداث المؤسفة في 21 فبراير وطرحنا لهادي عدة مطالب منها إقالة محافظ عدن وحيد علي رشيد ومدير الأمن المركزي العميد عبدالحافظ السقاف وتكفل الحكومة بمعالجة الجرحى وتعويض اسر الشهداء والإفراج عن المعتقلين السياسيين”.
وأضاف أن “هادي وعدنا بتبني عدد من القرارات التي ستسهم في تهدئة الأوضاع في المحافظات الجنوبية لكن للأسف لم نسمع شيء حتى الآن وهذا مؤشر غير إيجابي”.
وبحسب شطارة، فإن هادي ينوي لقاء المزيد من منظمات المجتمع المدني وفصائل “الحراك الجنوبي”، التي أعلنت أمس (الثلاثاء)، في بيان ممهور بتوقيع “قوى الثورة الجنوبية”، تعليق العصيان المدني ابتداء من مساء الثلاثاء “لعدم الإضرار الزائد بمصالح الناس خصوصا ان هذه الأيام هي أيام صرف مرتبات الموظفين الحكوميين”.
وأشار البيان إلى العصيان المدني الذي استمر أربعة أيام مثل رسالة قوية للسلطات اليمنية، التي دعاها إلى المسارعة في إطلاق سراح “كافة المعتقلين، وتقديم المتسببين بقتل المتظاهرين سلميا إلى يد العدالة”.
وتعهد ما يُسمى بـ”قوى الثورة الجنوبية”، بالتصعيد ضد نظام صنعاء “لكن بطرق أخرى”، موضحا أن أي دعوة قد تصدر من أي طرف لمواصلة العصيان المدني “لن تمثل إلا أشخاصها”.
من جانب آخر يحتشد أنصار الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، اليوم الأربعاء في العاصمة صنعاء ، فيما سُمي ب`”يوم الوفاء”، في إشارة إلى يوم تسليم صالح السلطة لخلفه عبدربه منصور هادي في 27 فبراير 2012، الذي يصادف اليوم ذكراه الأولى.
وكان هادي اُنتخب، في سباق رئاسي غير تنافسي جرى في 21 فبراير العام الماضي، رئيسا مؤقتا لليمن خلفا لصالح الذي اضطر للتنحي تحت ضغط الشارع، ووفق خطة لنقل السلطة قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.
ودعا حزب الرئيس اليمني السابق “المؤتمر الشعبي العام” وحلفاؤه، أمس الثلاثاء، “الجماهير” إلى المشاركة في “مسيرة الوفاء” اليوم بميدان السبعين، القريب من القصر الرئاسي جنوبي العاصمة صنعاء.
وشوهدت صور كبيرة لصالح في بعض شوارع العاصمة صنعاء عشية احتفال “المؤتمر” بذكرى تسليم السلطة. وقالت زعفران المهنا، وهي قيادية إعلامية في حزب صالح:”من حقنا أن نحتفل بهذا اليوم الذي سجل اليمن فيه انتقالا سلميا للسلطة”، بعد أن كان على شفا حرب أهلية في عام 2011 بسبب تفاقم الاحتجاجات المناهضة والمؤيدة للرئيس السابق.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالغني الماوري، لـ”الاتحاد” :” الاحتفال رد اعتبار لصالح ورسالة منه إلى مجلس الأمن الدولي”، الذي حذر في 15 فبراير الجاري الرئيس السابق ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض من إعاقة عملية انتقال السلطة في اليمن.
وأضاف :”الأطراف المتصارعة درجت مؤخرا على استدعاء تواريخ ومناسبات وهمية لإثبات وجودها”، مشيرا إلى الاحتفالية التي نظمها حزب “الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، يوم الخميس الماضي في مدينة عدن (جنوب) ابتهاجا بالذكرى الأولى لانتخاب هادي “وسقوط النظام العائلي المستبد”.
اقرأ المزيد : المقال كامل - هادي يدعو المجتمع الدولي إلى «رفع يد إيران عن اليمن» - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?...xzz2M4KM qBJ7