أرى يا علاوي ،، أن وسيلة التحرر من الاستعمار ، ليست هي المعضلة ، ولكن المهمة الأصعب هي كيف نؤسس ونهيء أرضية صلبة ، ومناسبة يقف عليها الشعب لانطلاقه نحو التحرر .
عندما هب الشعب الهندي عن بكرة ابيه ، كان هناك إعتقاد راسخ ومتين لدى الشعب الهندي بعدالة قضيته ومشروعيتها ، وكان هناك توق شديد للتحرر ، علاوة على ذلك وهو الأهم هناك ثقة كبيرة بقيادته وشكل الشعب التفاف منقطع النظير حول هذه القيادة ، مما جعل حتمية الانتصار هو الأقرب الى التحقق ، وهو ما تحقق فعلا لتخرج الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مستسلمة لارادة الشعب الهندي .
كذلك الحال فيما إذا ارتأت القيادات أن الكفاح المسلح هو السبيل الانسب ، فأنه في كل الاحوال عامل التوحد والاصطفاف نحو هدف محدد وواضح هو الذي يعطي المؤشر اين نحن من مسيرة التحرر .
الشعب الجنوبي اليوم بأمس الحاجة لاستعادة الثقة ببعضه البعض وبقياداته ، نحن بحاجة الى مراجعة الذات قبل التفكير بالخطوة التالية ، يجب التوقف عند اساليب تفكيرنا وعقلياتنا ، هل تغيرت انماط التفكير القديمة ، الى الان بنظري هناك خلل في قدرة الجنوبيين على ايجاد الثقة فيما بينهم ، لا زالت هناك تباينات ، وشكوك ، وحالة من عدم الاطمئنان لدى الكثير من افراد الشعب تجاه قدرة القادة في تحقيق النصر وكسب ثقة الجماهير ، ومرجع ذلك الى التخبط وعدم الاتفاق والانسجام في قيادة الحراك الشعبي .
إذا ، هناك مهمة غاية في الخطورة يتوجب العمل على تاسيسها وترسيخها وهي بناء القواعد الشعبية المسلحة بالثقة والأيمان بقضيتها وبقياداتها . وبعدها عليك ان تخوض التجربة نحو التحرر وفقا للظروف . لا يهم .
|