عصيان مدني في جنوب اليمن وإحراق مقار لحزب الإصلاح
Sun, 24 فبراير 2013
نجاة مسؤول أمني بحضرموت من محاولة اغتيال -
عدن- «عمان»- جمال مجاهد -
شهدت مدن في جنوب اليمن، صباح أمس عصياناً مدنياً وتوتّراً وأعمال عنف تنديداً بالأحداث الدامية التي وقعت أمس الأول في مدينة عدن، حيث شلّ الإضراب الحركة التجارية في عدن "كبرى مدن الجنوب" استجابة لدعوة فصائل في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
وقال شهود إن عشرات من عناصر الحراك قطعوا طرق المدينة وأشعلوا إطارات مستعملة ومنعوا المركبات من السير.
وأفادت مصادر محلية بأن كثيراً من المحال التجارية في مديريات مختلفة بعدن أغلقت أبوابها، كما لم يتمكن كثير من الموظفين من الذهاب إلى أعمالهم بعد قطع الطرق.
وأضافت المصادر إن أصوات إطلاق رصاص سمعت من حين لآخر في مناطق متفرقة من المدينة، خصوصاً خور مكسر والمنصورة، فيما يبدو أنها محاولة أمنية لفتح الطرق.
وأفاد مسؤول محلي بأن عناصر الحراك المسلّح جابوا شوارع عدن منذ الصباح وفرضوا الإضراب بقوة السلاح كما أخرجوا الطلاب من المدارس ومنعوا الموظفين من الوصول إلى أعمالهم.
لكن شاباً من أنصار الحراك كان يقف عند نقطة نصبوها في خط التسعين قال إن هذا الاضراب جاء لأن "الأمن قتل وجرح زملاءهم في الحراك وسط المنصورة يوم الخميس".
وشهدت مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت "جنوب شرق اليمن"، وهي ثاني أكبر مدينة في جنوب اليمن، عصياناً مدنياً، حيث قطعت عناصر من الحراك الطرق وأشعلت إطارات مستعملة. كما تم إحراق عشرة محال لتجار شماليين في مدينة غيل با وزير بحضرموت.
وقالت مصادر محلية إن مدينة الضالع شهدت هي الأخرى مشاركة جزئية في الإضراب، كما شهدت أجزاء من منطقة الحبيلين بمحافظة لحج استجابة لدعوة الحراك للعصيان المدني.
واقتحم العشرات من مسلّحي الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال بحضرموت صباح أمس مقرين لحزب "التجمع اليمني للإصلاح" الإسلامي أكبر أحزاب اللقاء المشترك في مدينة المكلا وقاموا بإحراق محتوياتهما في نفس الوقت الذي حاصروا فيه المقر الرئيسي للحزب في المدينة ذاتها، احتجاجاً على سقوط عدد من القتلى والجرحى في مواجهات مع قوات الأمن التي كانت تؤمّن مهرجانا جماهيريا حاشدا بمناسبة الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال مصدر محلي لـ «$» إن مجموعة مسلّحة قامت بكسر بوابة مقر الإصلاح بالدائرة "142" بديس المكلا قبالة مسجد الشهداء وإحراقه وقد هرعت سيارات الإطفاء لإخماد الحريق.
فيما أقدم مسلّحون آخرون على اقتحام مقر الإصلاح بالدائرة "141" بالمكلا جوار جولة الدلة وإخراج محتوياته إلى الشارع العام قبل أن يتم إحراقها.
وحاصرت مجاميع مسلّحة مقرّ المكتب التنفيذي للإصلاح بالمكلا الذي يجاور قسم شرطة الديس، الذي لم يحرك ساكناً.
وقال أمين عام الحراك الجنوبي وعضو اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشامل
العميد عبد الله الناخبي إن حرق مقرات الإصلاح ومحاصرتها في الجنوب يعد عملاً إرهابياً يريد أصحابه جرّ اليمن إلى مربع العنف.
وأضاف الناخبي في تصريح صحفي أن الهدف هو محاولة إيقاف الإصلاح عن الحشد والتظاهر في المستقبل لأجل القضية الجنوبية واليمن.
ودعا القيادي الجنوبي الإصلاح بأن "يتعامل بحكمة وعدم الإنجرار إلى المربعات التي يريدها له الآخرون", مؤكّداً أن "قيادات الإصلاح تملك الحكمة والوطنية في خدمة الوطن وترعى مصالحه".
وأشار الناخبي إلى أن الحملة التي تشنها أطراف- لم يسمّها- تستهدف اللقاء المشترك وعلى رأسهم الإصلاح بسبب قوة التنظيم والقدرة على حشد الناس في المسيرات. ورأى أن التظاهر حق لكل المواطنين في الجنوب وليس حكراً على أحد.
وأوضح أنه "يشعر بارتياح كبير لأن الثورة الشبابية الشعبية استطاعت أن تحشد مئات الآلاف، ومسيرة مليونية"، واعتبرها "رسالة للذين يعتبرون الجنوب ملكية خاصة".
واعلن مسؤول أمني ومصادر الحراك مقتل اثنين من الناشطين واحد عناصر الشرطة .
وقال العميد عبد الحفيظ السقاف مدير جهاز الامن المركزي في عدن ان "شرطيا قتل واصيب آخر في اشتباكات اندلعت عندما تدخلت قوى الأمن لفتح طرقات اغلقها انصار الحراك الجنوبي".
وكان مصدر في مستشفى النقيب أعلن في وقت سابق ان "شخصا قتل واصيب اثنان آخران بجروح" في حين اكدت مصادر الحراك ان القتيل والجرحى من انصاره.
واضاف المصدر ان "الشرطة اطلقت النار على مسيرة سلمية في بلدة غيل باوزير (18 كلم غرب المكلا) ما اسفر عن مقتل محمد باسلامة".
من ناحية أخرى نجا قائد الأمن المركزي بمحافظة حضرموت العقيد عبد الوهاب الوالي صباح أمس من محاولة اغتيال فاشلة نفّذها مسلّحون مجهولون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في منطقة روكب بساحل حضرموت نتج عنها إصابة اثنين من مرافقيه إصابة خفيفة ومتوسطة.
وكان الوالي قد تعرّض العام الماضي لمحاولة اغتيال نتج عنها مقتل اثنين من مرافقيه وإصابة أربعة آخرين.
كما أصيب أربعة من أفراد الأمن المركزي في مدينة المكلا بحضرموت إصابة إثنين خطيرة عندما حاولوا فتح الطريق الرئيسي المعلق في حي الديس بالمكلا، حيث تعرّضوا لإطلاق النار من قبل مسلّحين ملثمين مما أسفر عن إخراج الطقم العسكري عن الجاهزية وتبادل إطلاق الرصاص بين الأمن والمسلّحين. وأشار مصدر أمني إلى أن الجنود المصابين أسعفوا إلى مستشفى "إبن سينا" ووضعوا في العناية المركّزة.
وفي سياق متصل كشف مصدر مسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية اليمنية عن مشاركة عناصر من تنظيم القاعدة في أعمال القتل التي قامت بها العناصر المسلّحة التابعة للحراك الجنوبي في محافظة عدن.
وقال المصدر في بيان رسمي إن العناصر الإرهابية أقدمت الخميس على مهاجمة أحد الأطقم العسكرية التي تقوم بمهمة الحراسة أمام مبنى إدارة الأمن في مدينة المنصورة بعدن مما أدّى إلى جرح أحد أفراد الطقم، فيما عثر على جثتي المواطنين "وجدي عبده محمد الصبّيحي" و"داوود علي" في منزل الأول بمدينة المنصورة.
وأضاف المصدر إن من بين القتلى بمدينة كريتر أحد أعضاء تنظيم القاعدة والمطلوب للأجهزة الأمنية وهو "عبد الله حسن العمودي".
http://main.omandaily.om/node/126557