روى تفاصيل الهجوم وكيف أطلق النار على زعيم القاعدة
قاتل بن لادن من دون تأمين صحي ومعاش تقاعد
إعداد سليمة لبال
يعيش الرجل الذي قتل أسامة بن لادن في مايو 2011 من دون تقاعد ولا حماية اجتماعية بعد أن غادر الجيش الأميركي قبل عام.
رغم أنه الرجل الذي قتل العدو رقم 1 للولايات المتحدة الأميركية، والرجل المجهول الذي يعتبره الأميركيون بطلا، لكن يبدو أن واشنطن قد نسيته في خضم الأحداث.
اليوم لا يجد عضو فريق 6 من البحرية الأميركية، وهو الكوموندوس الذي قتل بن لادن في عام 2011، من يواسيه غير نفسه، مثلما روى لمجلة سكواير الأميركية في مقابلة صحفية.
فبعد 16 عاما قضاها في البحرية الأميركية، التي التحق بها حين كان في التاسعة عشرة من عمره، يقول هذا الرجل الذي بلغ الخامسة والثلاثين من عمره، انه اليوم محروم من حق الحصول على معاش تقاعدي، والتأمين الصحي والسبب، أنه لم يكمل مدة الخدمة التي تقدر بعشرين عاما في الجيش الأميركي، وعليه لن يستطيع الاستفادة من الحماية الاجتماعية طيلة حياته.
هذا المحارب الذي شارك في العديد من المهمات الحربية، وقتل بمفرده 30 من المقاتلين الأعداء بحسب الرواية الرسمية، غادر الجيش الأميركي طواعية في عام 2012، لكنه يشتغل الآن مستشارا لحسابه الخاص، وما يزال يعيش مع زوجته بالرغم من انهما منفصلان.
في المقابلة التي نشرتها مجلة اسكواير يتحدث «مطلق النار» مثلما وصفته المجلة عن أبرز مهمة في حياته، قال انها بدأت في الأول من أبريل 2011 «خلال الاجتماع في أول يوم، كذبوا علينا وكانوا غامضين جدا، لقد تحدثوا عن كيبلات بحرية وعن زلزال في اليابان او شيء من هذا النوع»،
لم يعرف مطلق النار هدف المهمة، إلا بعد بضعة أيام، حيث توجه الكوموندوس إلى التدريب والتحضير للعملية في كارولينا الشمالية، ثم نيفادا قبل الطيران إلى جلال أباد في أفغانستان.
في ليلة الأول إلى الثاني من مايو 2011، تسارعت الأحداث بشكل كبير.كان هذا الرجل هو أول من دخل إلى غرفة أسامة بن لادن في الطابق الثالث في منزله بأبوتاباد في باكستان.
كان البيت يغرق في ظلام دامس، ما حرم أسامة بن لادن من تمييز ما يحصل، فيما كان مطلق النار وزملاؤه يرتدون نظارات للرؤية الليلية، وعن هذه اللحظات يقول القاتل «كان بن لادن واقفا وكانت يداه على كتفي امرأة، كان يدفعها إلى الأمام، ليس بالضبط في اتجاهي وإنما باتجاه الممر، لقد كانت آمال اصغر زوجاته»،
وقال مطلق النار انه أطلق رصاصتين باتجاه بن لادن ثم ثالثة صوبها باتجاه رأسه «لقد كان مثل هدف التدريب، كان هو من دون أي شك.. تم الأمر بطريقة آلية، إنه هو.. لقد فعلتها».
لم يستغرق قتل بن لادن سوى بضع لحظات «لقد مات، ولم يعد يتحرك، فيما تدلى لسانه.. لقد رأيته وهو يلفظ آخر أنفاسه «... عندئذ، أدرك مطلق النار أن أصغر أبناء بن لادن، الذي كان في الثانية أو الثالثة من عمره، يقف على الجانب الآخر من السرير.. وعنه يقول «لم أكن أريد إيذاءه لأنني لست شخصا متوحشا. كان هناك كثير من الصراخ، إذ أخذ يصرخ بعد أن تملكه شعور الصدمة.. حملته ووضعته بجوار أمه. ومسحت وجهه ببعض الماء».
ومثلما ورد على لسان احد أفراد هذا الكومندوس في الكتاب الذي نشره تحت عنوان «كان يوما عصيبا»، قام أفراد الفريق فيما بعد بإطلاق النار على جسد بن لادن.
وبعد سنتين من مقتل بن لادن وإلقاء جثته في البحر، قال قاتله «أول ما فكرت فيه حين قتلت بن لادن، هل كان ما فعلته أمرا جيدا أم سيئا؟».
● لوفيغارو ●
http://www.alqabas.com.kw/node/739499