هادي:المبادرة الخليجية رسمت خارطة طريق التغيير في اليمن
الثلثاء, 12 فبراير 2013
الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة وسط مطالب باستكمال تحقيق أهدافها -
صنعاء-عُمان- جمال مجاهد:-- أكّد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كانت المخرج المشرّف واللائق لطرفي الشرعيتين الثورية والدستورية، باعتبار المبادرة وآليتها رسمتا خارطة طريق لإنجاز التغيير الذي خرج الشباب من أجله، وجنّبت اليمن في الوقت ذاته صراعاً دامياً كان سيحول اليمن إلى مجرّد أشلاء ممزّقة ودمار هائل لا حدود له.
ووجّه هادي في مقال كتبه بمناسبة الذكرى الثانية للثورة الشبابية الشعبية، ونشر في جريدة "الثورة" الرسمية أمس "الاثنين" بعنوان "كلمة من القلب لأبنائي الشباب"، وجّه التهنئة للشباب "بمناسبة الذكرى الثانية "ليوم 11 فبراير" الذي انطلقت فيه مسيرة التغيير الوطني الكبرى لتيقظ في نفوس أبناء شعبنا روح الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر) بقيمها وأهدافها الخالدة التي ظلوا يسعون لتحقيقها طوال خمسين عاماً دون أن تساعدهم الظروف والعوامل المختلفة داخلية كانت أم خارجية".
وأضاف هادي "وإذ أخصّكم أبنائي وبناتي الشباب بالتهنئة في مثل هذا اليوم فلأنكم أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل، ولأنكم أنتم من ينبغي أن يحصد ثمار العملية السياسية القائمة اليوم في تحقيق الآمال والطموحات التي خرجتم من أجلها تطالبون بالتغيير ونزلتم الساحات في معظم مدن الجمهورية لتعبروا عن إرادتكم بصورة سلمية حضارية ولتكشفوا بتضحياتكم الغالية حجم الاختلالات الهائل الذي كنا نعيشه وعمق الأزمة الشاملة التي كان شعبنا يعاني منها، فالأمراض لا تنكشف إلا بمواجهتها بجرأة وشجاعة، ثم تشخيصها ليتم تحديد مستوى مخاطرها ومن ثم طريقة ونوع علاجها".
وأوضح أن اليمن مرّت خلال العامين الماضيين بواحدة من أخطر أزماتها المعاصرة إن لم تكن أخطرها على الإطلاق، فبسبب الأزمات المتلاحقة منذ عام 2004 أخذت ملامح التغيير وانتقال السلطة تتبلور وتطفو إلى السطح شيئاً فشيئاً، وبسبب حالة الانسداد السياسي التي برزت بشكل واضح غير قابل لأي التباس خلال عام 2010 اتجهت البلاد إلى لحظة الغليان. ولهذا ما أن هبت رياح الربيع العربي ووصلت آثارها إلى اليمن حتى بدت في الأفق آمال التغيير لدى الشباب الذين انطلقوا بصدق وتجرّد وتلقائية إلى الساحات والميادين ليكتبوا ملامح مستقبل اليمن الجديد وليطلقوا إلى غير رجعة عجلة التغيير الشامل إلى الأمام.
وقال هادي "وكما أنه من الصحيح القول أن الشرعية الثورية ما كان لها أن تحقق أهدافها في التغيير الجذري إلا بتضحيات بالغة ودماء غزيرة وحرب طاحنة جنّبنا الله إياها جميعاً بفضله ورحمته، فإن من الصحيح كذلك القول بأن الشرعية الدستورية لم تستطع الصمود أمام إرادة التغيير العارمة نتيجة للتدمير الذاتي الذي عرّضت نفسها له طوال السنوات الماضية بسبب طغيان المشاريع الخاصة والصغيرة على المشروع الوطني العظيم فنالها الكثير من التشوّهات واهتزت مشروعيتها مما جعل الطرفان يتقبلان فكرة التغيير عبر التوافق تجنباً للمزيد من الدمار".
واعتبر الرئيس اليمني أن "هذه الخطوات كانت حتى عام واحد فقط مضى مجرد أحلام يائسة وآمال مستحيلة التحقق، وها نحن جميعاً وسوياً أنجزنا الانتقال السلمي للسلطة وأعدنا سائر الخدمات، وطبّعنا الحياة العامة، ونجحنا في كسب تعاطف العالم معنا واحترامه لنا، وانتهينا من هيكلة مؤسستي القوات المسلّحة والأمن، وشارفنا على عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيرسم شكل اليمن الحديث وينجز الدستور الجديد باعتباره الطريق إلى وطن تسوده قيم الحرية والعدالة والمساواة لا غالب فيه ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم، وطن موحد متحرّر من النزعات الضيقة والمشاريع الصغيرة ومخلّفات عقود الصراع التي لا ناقة لجيلكم فيها ولا جمل، وطن تقيمون فيه يا شبابنا دولة النظام والقانون والمؤسسات والحكم الرشيد السوي المرتكز على قيم ومقاصد شريعتنا الإسلامية الغرّاء ومكارم الأخلاق ومستجدات العصر وتجاربه الناضجة وآلياته المتقدمة لنصل معاً وسوياً إلى شاطئ الأمن والاستقرار والوحدة والرخاء والتقدم والازدهار والديمقراطية وسيادة القانون".
وأكّد أن القادم سيكون أفضل رغم كل الصعوبات والتعقيدات، وأن الدولة ستعمل بإصرار على استيعاب الشباب وإشراكهم في صناعة القرار وتقديم كافة التسهيلات للمشاريع والمؤسسات الشبابية. كما أن الدولة ستعمل على رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى والمضي في إنجاز التغيير الذي قطعت اليمن في طريقه خطوات طيبة.
وشهدت العاصمة صنعاء والعديد من مدن اليمن أمس مظاهرات حاشدة ومهرجانات جماهيرية بمناسبة الذكرى الثانية للثورة الشبابية الشعبية التي اندلعت في الـ 11 من فبراير عام 2011 وأطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد حكم استمر 33 عاماً.
وكشفت إحصائية أصدرها "مجلس أسر شهداء الثورة السلمية" عن مقتل 1440 شخصاً خلال أحداث الثورة بينهم 45 طفلاً و48 امرأة، فيما بلغ عدد المصابين 27470.
ونظّمت "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية" في شارع الستين بصنعاء حفل فني وكرنفالي حضره عدد من الوزراء والسفراء وحشد كبير من شباب الثورة وشخصيات اجتماعية مؤيّدة للثورة، تخلّله عروضاً كرنفالية شاركت فيها كل شرائح المجتمع وكلمات خطابية وأوبريت فني وفقرات متنوّعة.
وطالب المتظاهرون الذين جابوا شوارع مدن اليمن باستكمال تحقيق أهداف الثورة وأبرزها إسقاط الحصانة من الملاحقة القانونية والقضائية الممنوحة للرئيس السابق، ومحاكمة المتورّطين في قتل شباب الثورة، واسترداد الأموال التي يعتقد بأن أركان النظام السابق قاموا بتهريبها وإيداعها في بنوك ومصارف خارج اليمن، بالإضافة إلى بناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ومكافحة الفساد، وتنفيذ القرارات الرئاسية التي صدرت مؤخّراً والخاصة بإعادة هيكلة الجيش وتوحيده وبناء جيش وطني يكون ولائه لليمن والشعب وليس لفرد أو أسرة أو حزب أو جماعة.
وحذّر "المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية" في بيان أصدره- تلقّت "عمان" نسخة منه- ما أسماها "القوى المضادة للثورة، والمتوغلة في كل مفاصل الدولة وخارجها والتي تستخدم وتوظف كل الوسائل لإرباك المرحلة الانتقالية ولا توفر أي جهد إلا وبذلته بما في ذلك النيل من قيادات ورموز وأعضاء المجلس الوطني شريك التسوية السياسية دون وازع أخلاقي أو التزام بمسؤوليات وقواعد العمل الوطني، وسوء تقدير لعواقب تلك التصرفات والممارسات على المرحلة الانتقالية ذات التوجّهات الإنقاذية والإصلاحية للمشاكل الوطنية جرّاء السياسات الكارثية في العقود الثلاثة الماضية".
لافتاً إلى أن قبوله بالخيار السلمي والسير قدماً في التسوية السياسية لم يلغ خياره الثوري، الخيار الأساس الذي قادته جموع الشعب من شرق اليمن إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
وطالب المجلس الوطني "المجتمع الإقليمي والدولي بوضع النقاط على الحروف وتحديد العناصر التي تقوم بالتخريب والتعطيل المتعمد للعملية السياسية والإشارة إليها صراحةً لتجاوز التهديد بفعل إجرائي يوقفها عن غيّها ويوفر الظروف والشروط الملائمة لعملية التسوية السياسية وفي مقدمتها توفير وتهيئة الأجواء الآمنة والمناخ الملائم واللازم لمؤتمر الحوار الوطني الذي تقترب فترة انعقاده".
وأعرب عن تطلّعه إلى أن يكون مؤتمر الحوار الوطني هو ملتقى الجميع لوضع الرؤى والحلول والمعالجات لكل المشاكل الوطنية الإستراتيجية وفي مقدمتها القضية الجنوبية ومشاكل وقضايا أخرى ينبغي أن تحظى بالاهتمام الكامل للحل كقضية صعدة ومشكلة تهامة ومشاكل الوسط وغيرها.
ودعا المجلس الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني "بشمول أسر الشهداء بالرعاية الاجتماعية الكاملة دون نقصان، لاستحقاقهم هذا التكريم بعد أن بذلوا أرواحهم الطاهرة وافتدوا بها الوطن دفاعاً عن حريته وكرامته".
مشدّداً على استكمال معالجة الجرحى والاستمرار في الجهود المخلصة والحثيثة لإطلاق المعتقلين والمخفيين قسرياً على ذمة الثورة والوصول إلى معرفة مصير مئات المخفيين من المراحل السابقة "والذين ما زالت قضيتهم تقدّم أكبر الأدلة وأكثرها سطوعاً على ديكتاتورية وطغيان نظام ما قبل 11 فبراير 2011".
من جانبها طالبت أحزاب اللقاء المشترك في بيان أصدرته- تلقّت "عمان" نسخة منه- الرئيس هادي والحكومة باعتماد يوم 11 فبراير عطلة رسمية أسوة بأعياد الثورة اليمنية "26 سبتمبر، 14 أكتوبر، 30 نوفمبر"
مشدّداً على أهمية توفير المناخات الملائمة لإنجاح الحوار الوطني وإطلاق قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وتنفيذ النقاط العشرين واستكمال هيكلة الجيش لضمان مشاركة فاعلة في الحوار الوطني من كل الأطياف والقوى السياسية وعلى رأسها الحراك السلمي بما يسهم في الوصول إلى حلول سلمية يرتضي بها عامة الشعب.
ودعا المشترك إلى اتّخاذ "قرارات شجاعة ضد معرقلي التسوية السياسية من أي طرف كا
http://alamelarab.com/NEWSPA/omandaily.htm