عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-31, 04:14 AM   #14
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

السطر الاخير
حتى لا يكون الحوار خواراً!
تركي الدخيل

فتحت محرك البحث "قوقل" واتجهت لخانة البحث في "الأخبار" ووضعت كلمة "حوار"! تخيلوا النتائج التي جاءت!

94,300 نتيجة لهذه الكلمة التي استهلكت. مطالبات للحوار في لبنان واليمن والعراق وليبيا وتونس ومصر. الكل يريد الحوار ويبحث عنه، لكنها ليست إرادة حقيقية جوهرية، أصبح الحوار أداة للاستخدام السياسي المحض، وتدار هذه العبارة لتكون مناطاً لتحقيق المكاسب السياسية وإطالة أمد الخلاف والاختلاف. في مصر صارت عبارة "حوار" على كل لسان، بين الإخوان والسلفيين وبين المعارضة والحكومة، وكذلك في لبنان التي تتأزم باستمرار، وفي العراق بات الحوار صعباً بعد أن فقد المالكي السيطرة على الوضع. الطائفية تسيّدت المشهد وغدت كل الصور قاتمة ولا يمكن للحوار أن يحل جميع المشاكل أو أن يكون مصلاً لجميع الأدواء، هناك ما هو أعمق من الحوار لحل الأزمات.

الحوار ليس بديلاً عن رؤية الذات بالمرآة بكل وضوحٍ وصدق. في لبنان هناك 27 طائفة وديموقراطية تمثيلية ترتبط بالمحاصصة الطائفية. الوضع في لبنان أشبه ما يكون بالهدنة، والمرض اللبناني الطائفي انتشر في العراق، وهو الآن يظهر من خلال استخدام المسيحيين بمصر كأدوات تأزيم وكعنصر إشكال. في العراق نظام يحكم بالتعصب الطائفي، والكثير من الفاعلين السياسيين في العراق ممن هم داخل أروقة الحكم لديهم ميليشيات تصفي الآخرين على أسسٍ طائفية. العراق تشتعل الآن بسبب فشل الدولة وضياعها وتهشمها أمام قوة الميليشيات المستعرة باستهدافها وقتلها وسحقها.

الحوار ليس عصا موسى الذي يفعل الأعاجيب، بل هو مجرد أداة ووسيلة، وإذا لم تكن العقول والنفوس مستعدة للحوار فلا قيمة له حينئذٍ. الفيلسوف الألماني هونث يقول:"إن الشعور بكونك تعتبر من دون قيمة إيجابية من قبل الأعضاء الآخرين للمجتمع، في تقديري، هو أحد المحركات الأساسية أو البواعث الأساسية لهذا النزاع الاجتماعي"، الاعتراف شرط للحوار، وإلا كيف تحاور من لا تعتبر له أي حق في الذي يدلي به؟! بآخر السطر فإن الحوار له معنى ذاتي ومعنى خارجي، الذاتي أن تعترف بالآخر سواء كان حزباً سياسياً أو تياراً أو طائفةً، ومن دون الاعتراف بالآخر يصبح الحوار مضيعة للوقت، العامل الخارجي أن تتيح المجال للآخر بأن يعترف لك وأن لا تكون أنت المركز وهو الهامش، بل تتكامل الأدوار والمهام، فهل نحن نتحدث عن الحوار ونعجز عن ممارسته؟!

إن الحوار الذي لا تتوافر فيه الرغبة بالتواصل ولا تتحقق فيه الشروط ما هو إلا خوار!http://www.alriyadh.com/2013/01/31/article806263.html
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس