والله يا أخوان ما نكره ان نرى للرئيس عبدربه مواقف تنتصر للجنوب وقضيته
ولكننا نقرأ مواقف الرجل المعلنة والصريحة واعتباره الوحدة خيار نهائي لا رجعة عنه
بل وعلى استعداد للتضحية بحياته في سبيلها , وغيرها من المواقف التي لا تترك لنا مجال
للاجتهاد حول ماهيتها .
أما رؤية البعض ان مهرجان التسامح والتصالح يجب أن ينظر اليه كمكرمة من الاخ عبدربه
وان ذلك يعكس توجه ايجابي بخصوص موقفه من قضية الجنوب فيؤسفني أن لا اتحمس لتلك
الفكرة لكونها بعيدة عن الواقع , والحقيقة على العكس من ذلك أن عبدربه أصبح يستخدم كرت
القضية الجنوبية شأنه في ذلك شأن الأطراف المتصارعة بغية تحسين شروط كل طرف على حساب
الآخر , لكن السبب الاساسي يظل مؤتمر الحوار الذي يتطلب ايقاف كل اشكال القمع والقتل للجنوبيين
في محاولة لجذب المزيد من الجنوبيين اليه أو على الأقل منع نسفه نهائياً فيما لو تعرض الجنوبيين الى
عمليات بطش وتقتيل من شأنها اعطاء الحجة لرفضه نهائياً .
وعموماً لولا القضية الجنوبية وجماهير الحراك الباسلة لما وصل الأخ عبدربه الى منصبه الفخري ولا أعتقد
أن العكس صحيح , أما مسألة اصلاح ميزان القوى لصالح الجنوبيين فتلك مسأله مفعمة بالسذاجة والرومانسية
لأن الواقع أمر من ان يوصف , والكارثة أن هناك من يعتقد أن قضية الجنوب ستظل مفتوحة الى الأبد بينما المراهنة
حامية الوطيس على دفنها نهائياً وعبر مؤتمر الحوار ..
سوف تنتهي مرحلة عبدربه كسحابة صيف وتستعيد مراكز القوى الزيدية عافيتها وعنفوانها بفضل المخلصين والوحدويين
من أبناء الجنوب ممن نراهم اليوم يتنافخون حمية وتحد وتوثب حينما يصبح الخصم جنوبياً , كيف لا وحاشد وسنحان في صفهم
فطوبى لنصرهم المظفر رغم رثائي لأولئك الواهمين حين يجدون أنفسهم في طليعة العرايا والخاسرين .
|