لا أظن بأن الإهتمام الخجول لقناة لجزيرة لما يجري على الساحة الجنوبية يأتي بمعزل عن الصراع بين هادي و علي محسن الأحمر... ما تعمله الجزيرة هو التلويح لسلطة صنعاء بعصى الحراك... إذا لم تحافظ على مصالح الطرف الذي يمثله علي محسن.
الجزيرة في الأخير تخدم المشروع الإخونجي في المنطقة و هو ما يمثله حزب الإصلاح في اليمن... و لكن طبعا هذا لا يمنع من أن يستغل الحراك هذه النافذة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدين العرب. لهذا فالإختيار الجيد للمحاورين الجنوبيين في لقاءات الجزيرة أمر في غاية الأهمية ينبغي أن يتنبه له قادة الحراك... هذا طبعا إذا تجرأت الجزيرة و واصلت إجراء مثل هذه الحوارات بعد أن قلب الجنوبيون الطاولة على ممثلي الإصلاح (مقدم الحوار + الهذياني) و جعلوا الحوار جنوبيا خالصا تجنبوا فيه المطبات التي أعدها الأخوين الإصلاحيين بخبث... مثل إشارة الهذياني إلى محاولة الإعتداء التي تعرض لها الشيخ بن شعيب و الأخت هدى العطاس. بصراحة الأخت هدى أبدعت في هذه النقطة و في اللقاء عموما.
نقطتين أريد الإشارة إليهما للمستقبل... في مثل هذه الحوارات ليس هنا حرج من كشف حقيقة "المحلل أو الصحفي أو الخبير" الذي تستضيفه القناة على أنه محايد. بل هو واجب المحاور أن يكشف للمشاهد أن الصحفي أو المحلل المحايد هو في الحقيقة عضو في حزب الإصلاح الحاكم ليعرف المشاهد أنه يعبر عن وجهة نظر النظام و بالتالي هم خصم للحراك الجنوبي مهما حاول التلاعب بالعبارات المنمقة.
النقطة الثانية... عند طرح موضوع الوحدة يجب أن يتركز الرد على تأكيد فشل الوحدة الحالية و تحولها إلى إحتلال... و عن تطلعنا للوحدة العربية على أساس منهجي و علمي بحيث يتم في إطار إقليمي و عربي أشمل و يكون بين دول مستقلة ذات سيادة تمثل شعوب حرة تقرر مصيرها بنفسها. أما وحدة الفيد و النهب فمرفوضة.
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|