أنصار الحراك الجنوبي يطالبون بحق تقرير المصير وإجراء حوار مع الشمال
الاثنين, 14 يناير 2013
إفشال اغتيال مسؤولين في شبوة و حضرموت -
صنعاء- عدن -جمال مجاهد:-- احتشد آلاف اليمنيين من أنصار الحراك الجنوبي في ساحة العروض بمدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن إحياءاً لما بات يعرف بمهرجان التصالح والتسامح الذي يصادف الـ 13 من يناير ذكرى الأحداث الدموية التي جرت في عدن وقتل فيها آلاف اليمنيين في عام 1986 جرّاء الصراع بين أجنحة الحزب الأشتراكي اليمني الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة عام 1990.
وطالب أنصار الحراك الجنوبي أمس بالانفصال وفك الارتباط ومنح الجنوب حق تقرير المصير، وإجراء حوار جنوبي- شمالي وليس حوار وطني شامل، رافعين أعلام ما كانت تسمى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". ودعا كل من عبد الرحمن الجفري ومحسن بن فريد القياديين في حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" الجنوبيين إلى الابتعاد عن أي مماحكات أو احتكاكات، وأن يجعلوا سباقهم من أجل الجنوب في أجواء من المحبة والتلاحم والقبول ببعضهم البعض، مشيرين إلى أن أي تصرّفات سلبية من أي طرف تجاه أي طرف ستنعكس سلباً على مسار القضية الجنوبية. وشدّدا على ضرورة تجاوز كل خلافات الماضي ورص الصفوف ورفض الانجرار إلى الفتن القبلية والسياسية والمذهبية والاتجاه إلى المستقبل بثقة. وقالا في بيان مشترك صدر عنهما بمناسبة الذكرى السابعة ليوم التصالح والتسامح حصلت "عمان" على نسخة منه-، إنه آن الأوان لجميع القيادات على كل المستويات أن تلحق بركب الشعب في بناء أواصر التلاحم والتكاتف، وإلا فإن الشعب بالجنوب قادر على أن يفرز مئات بل آلاف القيادات، لافتين إلى أن الأمل أكبر من أي وقت مضى في أن ينجح الجميع في الاتجاه نحو الاصطفاف الجنوبي وألا يخيّبوا آمال الشعب، وأن يجعلوا من هذه المناسبة العظيمة نموذجاً للمحبة والمودة والتعاضد. وطالب الجفري وبن فريد، "كل من أساء إلى نفسه أو إلى غيره أو إلى اليمن، بقصد أو بدون قصد، بالقول أو الفعل والممارسة، بالاعتذار إلى الشعب قولاً وأن يعكس ذلك ممارسة في تعامله مع الله والناس، كل الناس". وأضافا بالقول "إننا وإن لم نشارك في حكم، سواء أسأنا أو لم نسيء، نبادر بالتقدم بالاعتذار لكل من يعتقد أننا أسأنا إليه بقول أو فعل، فإن تسامح فله الشكر وإن لم يتسامح فنحن مبذولون له حتى يسامح، كما نبادر بأن نسامح كل من أخطأ في حقنا أو أساء إلينا، بقول أو فعل أو ممارسة، ونمد أيدينا ونفتح قلوبنا صافية من أي غل أو ضغينة مليئة بكل المودة لكل أبناء شعبنا بلا استثناء". واعتبر البيان أن إعلان توجّه الحراك السلمي الجنوبي من قادة جمعية المتقاعدين العسكريين ومن شاركهم في 7 يوليو 2007 بأنه انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي وتطويره من مطالب حقوقية إلى توجّهات وطنية. وأشارا إلى أن "مطالب شعبنا المشروعة، والتي تتفق مع كل المواثيق الدولية والإنسانية، تتلخّص في دولة مدنية مستقلة اتحادية، تراعي خصوصيات مناطقه، وتقبل بالتنوّع والتعددية بلا إقصاء إلا لثقافة الإقصاء والوصاية، وتقوم بحماية الحريات وحقوق الإنسان. وتقيم علاقات سوية ومتميزة تتطور إلى تعاهدات كونفدرالية مع دول الجزيرة العربية بما يحقق المصالح المشتركة والاستقرار والتنمية لدولها. وبما يرعى وينمّي المصالح المشتركة مع الآخرين من منطلق الإدراك لوظيفة الموقع الإستراتيجي الهام الذي تحتله بلادنا، والذي آن الأوان لأن يحقق شعبنا مصالحه". ونوّه الجفري وبن فريد إلى أن المجتمع الإقليمي والدولي يدرك أهمية القضية الجنوبية وأهمية حلّها حلاً عادلاً ويطالب أصحابها بوحدة صفهم وتكاتف قواهم، بل ويتجه لرعاية وحدة الصف الجنوبي. مضيفين إن على الجنوبيين أن يدركوا أهمية هذا الأمر لنجاح قضيتهم ويتجهوا إليه بجدية ومصداقية ووعي كامل بأهميته. وأكّدا أن هذا الأمر في هذه المرحلة الدقيقة أصبح واجباً وطنياً لا عذر لهم في أي تلكؤ لإتمامه بانفتاح كامل على بعضهم بعضاً، وبهذا فقط يمكن للإقليم والعالم أن يتعامل مع قضيتهم بما يحقق خيارات ومصالح الشعب. من جانبه جدّد نائب الرئيس اليمني الأسبق ورئيس ما كان يسمى بـ "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" علي سالم البيض الذي يقود تياراً جنوبياً للانفصال وفك ارتباط الجنوب عن الشمال، جدّد موقفه الرافض لحل القضية الجنوبية بالفيدرالية، مؤكّداً مطالبته بالانفصال والاستقلال والعودة بالجنوب إلى ما قبل الوحدة التي تحقّقت بين الشطرين عام 1990.
على الصعيد الأمني أحبطت أجهزة الأمن في مديرية عتق بمحافظة شبوة «جنوب اليمن» محاولة اغتيال كانت تستهدف رئيس قسم التحريات بالبحث الجنائي بشبوة العقيد صالح بن صالح الأكحل «45 عاماً» بواسطة عبوة ناسفة لاصقة مغناطيسية زرعت في قاعدة سيارته نوع «نيسان». وأوضح مصدر أمني لـ $ أن أجهزة الأمن أبطلت مفعول العبوّة الناسفة التي تم تركيبها على صاعق كهربائي ومبرمجة على هاتف «نوكيا» نوع الناطق.
http://main.omandaily.om/node/122053