عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-08, 03:17 PM   #2
محمد نجيب
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-05
المشاركات: 142
افتراضي

كانت الساعة العاشرة والربع صباحاً من يوم الاثنين 13 يناير عام 1986م وفي داخل قاعة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني في العاصمة عدن .. حدث أكبر جرم مشهود في تاريخ اليمن عامة , حيث أن هذا اليوم لم يكن يوماً عادياً , لان الأفاعي قررت أن تجعله موعداً لصراعها على السلطة التي قاموا بنهبها بعد الاستقلال عام 1967م وأسقطوا أول رئيس لليمن الجنوبي قحطان الشعبي وشردوا المئات بل الآلاف من مناضلي الجبهة القومية إلى مهاجر الداخل والخارج.
أما ما يخص تصارع الأفاعي فقد قرر علي ناصر محمد الاستحواذ على السلطة التي رأى أنها أصبحت مهدده بعد عودة عبدالفتاح إسماعيل من المنفى الذي غادر له عام 1980م الى موسكو وعلى إثرها استلم السلطة علي ناصر والذي كان أقل عداءاً ضد جيرانه "اليمن الشمالي وعمان"
ويبدوا أن سياسة علي ناصر لم ترق للرفاق كثيراً فقرروا التخلص منه لكنه كان أذكى مما تصورا .. فقد اعد العدة كي يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به!
وقد كان إلى جانبه في التخطيط محمد علي احمد محافظ أبين في ذلك الحين حسب مانقل حارس علي ناصر في شهاداته وقيادات اشتراكية موالية له, وقد كانت الخطة ان يقوم حسان ومبارك سالم وهم من حراسة علي ناصر أن يدخلوا الى المكتب حيث قيادة الحزب مجتمعه ويقوموا بإطلاق النار وتصفيتهم جميعاً.. وتضم القاعة رجال الحزب من الصف الأول من أمثال علي عنتر وعبدالفتاح إسماعيل وعلي شايع هادي وصالح مصلح قاسم وعلي سالم البيض وآخرون .. وتم البدء في التنفيذ بإطلاق وابل من الرصاص على علي عنتر مما أرداه قتيلاً ثم أنتشر الرصاص في المكتب مخلفاً قتلى وجرحى وانتشر إطلاق النار في تزامن مدبر في أنحاء متفرقة لتفويت الفرصة على كل من يحاول الدعم أو الإنقاذ..الغريب هنا إن علي ناصر ورفاقه والذين أطلق عليهم اسم الزمرة فيما بعد اتخذوا قراراً صعباً في التضحية بزملائهم دون أدنى رحمه أو حتى تفكير في ما ستؤول له حال البلاد فيما لو طال أمد المواجهة ! وهو ما حصل فعلاً فقد استطاع علي البيض من الخروج من المكتب بعد مقتل حسان واتصل ببعض القيادات الموالية لهم لتامين خروجهم وهو ماتم حيث دخلت دبابتان وأجلت من بقي من قيادة الحزب ومن ضمنهم علي سالم البيض ونشبت مواجهات بين طرفي الصراع وصلت إلى درجة التصفية والقتل بالبطاقة الشخصية!!
وامتدت هذه الحرب قرابة الشهر من الزمان نزح على أثرها 60,000 مواطن الى اليمن الشمالي " وهذا اقل تقدير" وقتل ما يزيد عن 10,000 يمني جنوبي حسب أقل تقديرات وعثر فيما بعد على مقابر جماعية لعسكريين تم إعدامهم بصورة وحشيةً, وساءت أحوال الناس حتى شرب من بقي في عدن مياه البحر, وأذن الله بنهاية هذه الحرب بهروب علي ناصر محمد واستلام علي سالم البيض زمام الأمور.
والمهم هنا ليس استرجاع الماضي ومآسيه بقدر ما يتوجب علينا أن نستخلص العبر والعظات من التاريخ.
واليوم بدلاً من أن يسمى هذا اليوم يوم الأحزان وتنكس فيه الأعلام وتذرف الدموع سمي بدلاً من ذلك يوم التصالح والتسامح!! وإن كان التسامح أمراً محموداً إلا انه عقد له طرفان أحدهما الجلاد والآخر الضحية ويسامح الضحية الجلاد إما لوجه الله أو مقابل تعويض ليكون التسامح والتصالح نافذاً.. لكن ما حصل هو أن أفاعي الماضي المتحاربة فيما بينها قامت بالتسامح والتصالح وعفا القاتل عن القاتل وسامح الجلاد السوط !! ولتقريب الصور أكثر تخيل لوأن رابين تسامح وتصالح مع شارون جراء ما احدثاه من دمار وقتل للفلسطينيين!! فهل يقبل هذا عقلاً ومنطقاً؟؟ وبكل تأكيد لن يستسيغ هذه المقارنة بعض المنبهرين والمتفائلين بتصالح المتخاصمين علي سالم وعلي ناصر لكنها الحقيقة المرة التي يجب ان يتجرعونها ليذوقوا برد الحقيقة ويعرفون أن ضحايا أحداث 13 يناير هم من يجب ان يسامحوا ويصالحوا العليين ليكون الصلح والسماح نافذاً.. أما صلح الأفعى مع الأفعى فهذا موقوف أثره على الواقع ويستخدم كوسيلة لاستغلال حاجة الناس في الجنوب اليمني لتغير أوضاعهم والتي يسوق لها مجرمو الأمس مستخدمين في ذلك كل وسيلة مشروعة أو ممنوعة في سبيل تحقيق غاياتهم في العودة إلى كرسي الرئاسة.. ليبدأ بعدها تصفية الحسابات والمناطقية المقيتة وعندها سيشعر الجنوبيين بخيبة الأمل والتي نرجو الله أن لا يوصلهم إليها لان الظلم الذي وقع على الجنوب قد يعمي بصائر الناس عن ما يحاك لهم! وفي الختام اسأل الله أن يحفظ اليمن آمناً مستقراً موحداً وسائر بلاد المسلمين

اقرأ المزيد من بندر عدن | 13 يناير وتصالح الأفاعي !! http://bandraden.com/news/1894/#ixzz2HNjHTzR3
محمد نجيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس