كل عاقل حصيف يدرك ان ضياع دولة الجنوب وهبة شعب الجنوب لنيل استقلاله من الاحتلال الزيدي الحاشدي قد يتخلله خلط جديد للأوراق الجنوبية , وبرغم أن المغذي والممون الاساسي لتلك المشاريع الانتحارية هو الاحتلال نفسه الذي يرى فيها طوق النجاة الوثيق لتيئيس الجنوبيين وكبح توثبهم الاستقلالي والتأكيد على عبثية واستحالة أي خيار انفصالي . وحتى من لا يملك الا القدر الضئيل من الفطنة يدرك أن فرصة الجنوبيين الوحيدة في الخلاص من الاحتلال هي بالحفاظ على شرعية كيانهم المتعارف عليه قانونياً وسياسياً ودولياً وأن محاولات تفكيكه ليست الا عدمية تصب في مصلحة المحتل فقط الذي يحاول عبثاً اثبات ان الجنوب لا يمتلك أدنى مشروعية وأن مشروعه الانفصالي ميت حتى قبل أن يولد . أما من يظن أن ولادة دول جديدة في الأقليم أمر يسير وفي متناول اليد فهو مجرد واهم يجهل ابسط تداعيات هكذا زلزال أقليمي يمثل كابوس لكل دول الجوار الهش وعلى رأسهم دولة الاحتلال ذاتها حتى وان توسلوا تلك الأصوات لأهداف مغايرة تماماً والأهم أن الجنوبيين وعلى رأسهم أبناء حضرموت يعلمون كل تلك الأمور وقد تجاوزوها الى اصطفاف جنوبي شامل نحو الاستقلال واستعادة الدولة وبناء نظام سياسي فيدرالي عادل يحقق طموحات كافة أبناء الوطن الجنوبي الواحد .
|