عدن في مرمى التاريخ:
عدن مدينة الجمال تحلم بالنظام والقانون الذي تراه ينأى عن ربوعها بعيدا بعيدا بعد أن كان يكتنفها حتى في ظل العهد الاستعماري الغير مأسوف عليه لقد انتظرت هذه المدينة الشامخة الجميلة التي لم تتأثر مناظرها الطبيعية الخلابة بيد العابثين رغم ردم مياهها ودك جبالها وانتشار المباني العشوائية بين أحيائها بفعل الفساد الذي التهم الأخضر واليابس في محاولة يائسة لإلباسها ثوبا من القبح يشبه نفسياتهم الغابثة لكن يد القدر قد سبقت يد البشر فقد ألبستها حلة جغرافية وقفت صامدة أمام عوامل الهدم واليوم تنتظر لمسة وفاء لما قدمته لساكنيها من كل ربوع اليمن لكنها لم تقابل إلا بالجحود والنكران وهضم أبناء عدن في معظم حقوقهم..واليوم وبفعل الفعل الثوري الذي قدمت فيه عدن كوكبه من خيرة شبابهالايزال الأمل يراودها أن يلتفت إليها لكن ذلك يظل سرابا حتى الآن فحاضرة بحر العرب لم تزل على الشاطئ تنتظر بطلها المنقذالذي تشرئب لرؤيته الأعناق وتتطلع إلأفئدة إلى كل الجهات عله أن يظهر..عدن حاضرة الجنوب العربي التي تتربع وسط أهم الممرات العالمية لا تستجدي أحدا كائنا من كان ولكنها تطلب حقوقها المغتصبة من كل الأنظمة التي تعاقبت عليها تريد أن ينظر لها بالمنظور التأريخي والحضاري فقريناتها في العمر الزمني من حواضر العالم قد بلغن شأنا يتعداها بآلآف السنين.
اليوم ونحن في مفترق الطريق من التأريخ علينا أن نراجع الكثير من الحسابات ونقف أمام السلبيات بشجاعة ونتخلى عن الاعتزاز بالأثم الذي لايفضي إلا إلى الأنانية وحب الذات أكانت شخصية أم حزبية فالقيم والأخلاق الإنسانية تأبى سلوك كهذا.
عدن أيتها المدينة المكلومة إليك أتوجه بالخطاب متوسلا أن يكون الأمل في الغد هو الحاضر في أذهان أبنائك ومن تعزين عليهم فأعداؤك أقزاما أمام شموخك وتاريخك فافتحي ذراعيك فأنني أرى أشعة الفجر تنبثق من رحم الظلام أرى أبناءك والمخلصين جميعا قد شمروا عن سواعدهم لاسترداد تاريخك المستلب من أحضان القتلة ومصاصي الدماء وقراصنة الوطن فاففتحي ذراعيك لكل الشرفاء دون الإلتفات إلى أصحاب المشاريع الصغيرة التي تشبه تماما مقاماتهم في عالم اليوم.
|