[الرأي العام]

كانت رسالة الشعب الجنوبي بيوم الثلاثين من نوفمبر الماضي واضحة وجلية لكل ذي
سمع وبصر في الداخل والخارج ، مفاد هذه الرسالة ان الشعب الجنوبي اختار خيار
التحرير والاستقلال وان هذا الخيار ليس لجناح حراكي كما يصر الاعلام اليمني ان يصفه او تيار علي سالم البيض المتطرف كما يقول البعض الآخر .
والحقيقة ان الذي يجري في الجنوب هو ثورة شعب بكاملة ، هذا الشعب لا يتبع احد
بقدر ما يتبع وطن يسمى الجنوب المحتل ، واذا كان الرئيس علي سالم البيض قد سجل ثباتا في انحيازه الى هذه الثورة الشعبية السلمية فلا يعيب ذلك في شيئ بل
ان ذلك هو الموقف الذي يجب على بقية الزعماء والسياسيين الجنوبيين اتخاذه اذا
كانوا فعلا يؤمنون بإرادة الشعب وحقه في اختيار مصيره .
هذه الثورة العارمة التي رسمتها فعالية اكتوبر ونوفمبر اذهلت اعدائها قبل اصدقائها
وتركت انطباعا مزعجا لدى القوى اليمنية بكافة اطيافها ، ذلك ما جعل هذه القوى تدفع
باتجاه تشجيع ظهور تيارات وتكتلات جنوبية بعضها وهمية واخرى هي عبارة عن اشخاص ليس الا دون قاعدة شعبية ، ثم نجدها اليوم وقد دفعت بمجموعات اخرى تخترع لنا مبادرات مضامينها الاساسية جعل خيار الاستقلال. التحرير مجرد احد الخيارات الجنوبية وهي تحاول تحييد هذا الخيار بكل ما تستطيع من وسائل الحيلة
وكما تهدف ايضا الى عزل رمزية البيض كرئيس شرعي للجنوب ، من خلال ايجاد صيغ مثل القيادة الموحدة العليا او من خلال الحرب الاعلامية ضد البيض كما فعل محم علي احمد مؤخرا عبر قناة العربية ، وغير ذلك من اساليب تدفع بها السلطات اليمنية
لخلط الاوراق ظنا منها انها تستطيع ومعها من يؤيدون المشاركة في الحوار اليمني ان تفتت وتقزم خيار شعب الجنوب في التحرير والاستقلال .
لذلك الحذر ثم الحذر يا شباب الثورة ، ويا ثوار الجنوب الذين خرجوا في الثلاثين مة نوفمبر ان تخدعكم المبادرات المفخخة انهم يسرقون الثورة واهدافها بطرق الفهلوة وشعار توحيد الصف لنجد بعدها الثورة وقد اخذت مقعدها في حوارات المبادرة الخليجية ولن نجد بهدها الا حلولا تدخلنا في غيابت الجب اليمني الى الابد .*