تساؤلات حول أمن الخليج
د.شملان يوسف العيسى
2012/12/30 11:41 م
التقيم التقيم الحالي 5/5
الأنظمة دأبت طوال الثلاثين عاما الماضية على مهادنة ومصادقة ودعم تيارات الإسلام السياسي
انتهت القمة الخليجية التي عقدت في البحرين الاسبوع الماضي باتخاذ قرارات تخص الأمن الجماعي المشترك وتطوير القرارات الدفاعية وكذلك إقرار الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس بصيغتها المعدلة التي تنسجم مع متطلبات كل دولة وخصوصيتها.
لم يوضح البيان الختامي للقمة طبيعة الاتفاقيات الأمنية؟ ما هي طبيعتها؟ وهل هي دفاعية أم هجومية؟ والأهم من كل ذلك ما هي رؤية وطبيعة الخطر الأمني القادم للمنطقة حسب مفهوم القادة؟ هل المخاطر الأمنية القادمة ذات بعد داخلي؟ أم خارجي؟ وكيف يمكن التعامل مع الخطر الداخلي؟ وهل المنظور الأمني فقط هو المطلوب أم أن هناك حلولاً سياسية واجتماعية واقتصادية وقانونية يجب النظر إليها.. هل يمكن اعتبار المطالبات الشعبية بالإصلاح السياسي أو الاقتصادي من شعوب المنطقة تهديدا أمنيا؟ ومن يتحمل مسؤولية تفشي ظاهرة التسيب وعدم الالتزام بالقوانين واللوائح المجتمع أم الدولة الخليجية (دولة الرعاية) التي تحاول شراء الولاء السياسي عن طريق تدليع المواطنين ومحاولة ارضاء الجميع على حساب القانون أو الدستور وإذا وجد دستور في بعض دول الخليج.
من المسؤول عن تفشي ظاهرة التطرف والمغالاة في الدين وتفشي الإرهاب.. هل هو المجتمع الخليجي أم الأنظمة التي دأبت طوال الثلاثين عاما الماضية على مهادنة ومصادقة وترضية وتمويل ودعم تيارات الإسلام السياسي من اخوان مسلمين أو حركة سلفية أو غيرهما من التيارات الجهادية المتطرفة من أجل ضرب القوى الديموقراطية والليبرالية والقومية واليسارية في بلدان الخليج التي كانت تطالب بالاصلاحات المدنية البسيطة لتفادي العنف المجتمعي، اليوم دول الخليج تجد نفسها متورطة مع جماعات الإسلام السياسي في بلدانها بعد ثورات الربيع العربي.. لا تعرف كيف ستتعامل مع هذا «الغول» الذي خلفته ودعمته الأنظمة ومولته وتركته يتلاعب بمناهج التعليم في الخليج وسلمته وزارات الأوقاف.. لكي يزرع هذا التيار مشايخ التطرف الديني من اخوان وسلف وغيرهما..
لا نعرف حتى كتابة هذه السطور ما هي تصورات دول المجلس للمخاطر الخارجية القادمة للمنطقة.. بيان القمة ركز على الخطر الإيراني وتزايد التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج الداخلية لا أحد يختلف حول هذا الأمر لكن السؤال من سمح لإيران بأن تتدخل في شؤوننا المحلية..؟ نحن كدول علينا أن نعترف بأن سياساتنا السابقة كانت خاطئة، معاملتنا الخاطئة ضد الأقليات بشكل عام والشيعة بشكل خاص خلف حالة من عدم الرضا والقبول لفئة مهمة من مجتمعنا، الشيعة في البحرين والسعودية والكويت وغيرها من دول الخليج مواطنون مخلصون لبلدانهم ولا يجوز اقصاؤهم وإبعادهم عن بعض الوظائف أو خلق بعض العراقيل أمام حريتهم في العبادة أو بناء المساجد والحسينيات.. هذه السياسات الخاطئة خلقت فراغا سياسيا سمح لإيران وبعض الأحزاب المتطرفة بالتدخل في قضايانا الداخلية.
ما هو تصور دول الخليج للمنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد؟ كل المؤشرات تدل بأن النظام القادم سيكون إسلاميا متطرفا قد يكون الإخوان أو الجهاديين الله أعلم، لكن في الحالتين التغيير حتما سيؤثر على العراق ولبنان لأن النظام الجديد في سورية سيدعم السنة في العراق ولبنان.. العراق يعاني اليوم أزمة سياسية خانقة مزقت النسيج الاجتماعي العراقي، الأكراد يريدون استقلالا ذاتيا حسب الفيدرالية بدون تدخل السلطة المركزية ببغداد، منطقة الأنبار السنية تعلن العصيان المدني، وأخيرا المنطقة مقبلة على متغيرات سريعة تتطلب مفاتحة ومصارحة الأنظمة الخليجية لشعوبها ومشاركتها في كيفية التصدي لهذه المتغيرات.
د.شملان يوسف العيسى
http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...&Wr iterId=32