[حيد حديد]

شرعية علي .. والشعب الأبي :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحامي أحمد هبيص
السبت: 21 ديسمبر2012م

قال مارك توين الكاتب الأمريكي : خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد تم خداعهم..

وأقول معقبا من المعلوم أن خطأ الحاكم قاتل سيما وأنه لاتوجد ضمانات لعدم تكراره الخطأ مرة ثانية وثالثة, فحسن النوايا وحدهـا تبقى غير كافية ولاتسمى ضمانات بأي حال من الأحوال .

إن شعب الجنوب يعيش اليوم اللحظات الأخيرة لتتويج ثورته التي جاءت بعد حرب ترتب عليها إحتلال بعد تقرير علي وحدة فاشلة في تاريخ غلبت عليه نزوته وعاطفته الجامحة نحو الهروب الأول خوفا من المجهول بدافع الأناء و الذات , فكان عناق الهرولة من علي إلى علي الخطأ القاتل الذي ساق دولة نحو باب اليمن , فكان الدمار والقتل ومازال مستمرا دون أن يؤخذ لمبدأ حسن النية أي اعتبار , إذا سلمنا جدلا أن الذهاب ألى صنعاء كان بحسن نية مع أن الأصل وجود دولة لها أجهزنها الاستخباراتية التي تستقصي المعلومة بصورة استباقية وبدافع الحرص على المصلحة الوطنية تبنى عليها قرارا مسببا مسترشدا باستشارات وقرارات مؤسسية منضبطة المعايير مقدمة مصلحة الشعب على كل اعتبار بدلا من الزج به في مستنقع مجهول ,

نعم نهض شعب الجنوب بعيدا عن علي الذي هرب إلى عمان بعد حرب أكلت الأخضر واليابس ولم يوقفها قرار فك ارتباط الجمهورية الجديدة المعلنة باسم (ج ي د ) خلافا لتسمية دولة ماقبل 1990م (ج ي د ش) ,وقد أغرقت الأرض بالدماء واكنفى هو بصمت دام خمسة عشر سنة بخلاف الشعب الذي أبى إلا إشعال شرارة ثورة سلمية تحررية يقودها باعوم رجل المرحلة الصعبة الفقير مالا القوي إرادة وصمودا وثباتا , وفجأة عاد علي إلى المشهد, وبصورة غير منطقية و غير مستساغة عقلا ونقلا و على حين غرة مهد خفافيس الظلام بخبث علهم يسرقون ثورة وطن لكي يكون التعاطي مع مسيء الأمس فيتم تصويره صانعا وزعيما لميلاد جديد خلافا لواقع الحال, فيمجد وترفع صوره بشكل ملفت للنظر على أنه المخول الوحيد الذي بيده سلطان القرار ترتيبا لعملية مصادرة أواغتيال لما أضحى قاب قوسين أو أدنى.

إن الثورات تخلع الأصنام وتسقط الأنظمة و تنتزع الحرية للشعوب ولا تعبد الطغاة السذج أو تعيدهم إلى عروشهم البائدة. فليس للثورات رئيس أو سفير أو حتى غفير علاوة على أن ثورة الجنوب ثورة تحررية أضف أنه لاتوجد لدى صاحب الفخامة الشرعي؟؟ أي ضمانات أوبرامج أو خارطة طريق واضحة المعالم للوصول إلى الهدف , وإذا وجدت تكون غير مقيدة بكرسي الماضي أو بمرجعيتة وغير مرهونة لقطب دولي هدفه استغلال وبقى القضية قائمة دونما حل خدمة لصراعه مع أطراف دولة الإحتلال من جهة وصراعه الإقليمي من جهة أخرى و هو ماتجسد في الهروب الثالث إلى إيران هذه المرة ,

إن أمين عام الحزب الإشتراكي اليمني الذي يحلم برئاسة الجنوب بذات عقلية المحامي يحيى غالب ومن نهج نهجه وسار على دربه الممتلىء بأشواك العدائية والإقصائية والتخوين وفكر الزمن الغابر الذي أكل عليه الدهر وشرب لايلامس الواقع وعليه ومن لديه في الضاحية الجنوبية بلبنان إدراك أن أكذوبة عزل زعيم وتنصيب زعيم ومهزلة الركض خلف كراسي زائفة و ربط حاضر ثورة الجنوب ومستقبله بذات وشرعية الماضي مجرد وهم ,ولن يجدي نفعا تحويل القضية إلى مسرح للتسابق والتراشق . إنها نفس الأخطاء بنفس الدوافع تتكرر بتسخير مال وإعلام شعب الجنوب بصورة عبثية لعرقلة ثورته التحررية التي بدأها قائدها من الصفر ومازال يعمل بصمت على إنجاز المهام بنفس العطاء و الصبر المنقطع النظير وبوتيرة ثابته مستمرة حريصة على توجيه السهام نحو المحتل اليمني فقط , منفتحة على كل الطاقات والشرائح الجنوبية الوطنية والإجتماعية لتحشيدها نحو هدف التحرير والاستقلال ,الأمر الذي أكسبه الإحترام الشعبي والقبول الدولي المنسجم مع خيار التحرير والاستقلال غير متزحزح عنه قيد أنملة, كيف لا وهو من صدع بأول الحروف رغم شدة البلاء .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: « لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ »

إن السؤال الذي يطرح نفسه تأسيسا على ماسبق هو :
ماذا إذا تكرر الخداع بذات الطريقة العاطفية الساذجة وبنفس الصورة مع اختلاف بعض ملامحها وألوانها ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ