ايها السياسيون كفاكم إستهانةً بمصير الشعب الجنوبي
إن طموح كل مواطن جنوبي قلبه على وطنه ، أن يرى هذا الوطن قد نهض من كبوته ،و تعافى من جراحه بعد كل المصائب والنكسات التي مرت عليه لكي يعيش آمنا بين أحضانه ، ومطمئنا على عِرضه ونفسه وماله ومستقبل عائلته . ولكن إذا تجرد قادته وسياسيوه من الأخلاق ، ولهثوا وراء مصالحهم الأنانية ، وأعلنوا الحرب على بعضهم البعض لتحقيق تلك المصالح الأنانية الضيقة بعيدا عن مصلحة الوطن العليا ، سادت الفوضى ، وتبخرت أحلام المواطن المشروعة في الحرية والكرامة والإستقرار الأمني ، وهذه بديهية لايمكن نكرانها ، أو القفز عليها. والأوطان تتقدم ، وترسو سفينتها على شاطئ الأمن والإزدهار والتقدم بحكمة السياسيين الحكماء الذين يديرون شؤونه ، وتتراجع بأفعال الجهلة والحمقى الذين يتمادون في غيهم ، ويعتبرون أنفسهم أنصاف آلهة ورثوا الحكمة والعقل والدين من آبائهم ، وهذا يكفي ولا داعي لمراجعة أنفسهم لأنهم لايخطئون مادام هناك من يهتف باسمهم ، ويغمض عينيه عن تصرفاتهم السلبية المؤذية للوطن ، ويرفع الشعار الصدامي المعروف فيصدق ذلك ويزداد غروره والحكيم لاتغريه أية بهرجة أو تأييد عفوي عاطفي سرعان مايتبخر ويصبح في خبر كان وكأنه لم يكن . والحكيم يفكر بعقله قبل أن يتكلم . أما الجاهل فإنه يتكلم قبل أن يفكر مادام هناك من يؤيده تأييدا أعمى ، ويصفق وراءه . فيقع في أخطاء وتناقضات لها أول وليس لها آخر وكل يوم يأتي بتصريح يناقض التصريح الذي قبل
|