لتحرير والاستقلال.. سقف تكتيكي أم هدف استراتيجي ؟!!
===================================
بقلم
-----------------------------------------------------------
الأستاذ / عوض احمد بن جميل
الامين العام لمجلس الحراك السلمي م/حضرموت
-------------------------------------------------------------------
"سقفنا .. التحرير والاستقلال، مع التعامل مع كل الأساليب والاتجاهات السياسية والنضالية السلمية المحققة لطموحات شعب الجنوب في حياة حرة كريمة وفق خياره الحر” !!! .. و "تقرير المصير".. هذا العبارات أو الشعارات المطاطية.. وغيرها الذي خرجت بها لقاءات ( القاهرة .. وعدن .. والرياض .). بمشاركة قيادات جنوبيه من الداخل والخارج بعضها لازالت تربطها مصالح وعلاقات مع صنعاء . !! باتت تبطن تأويلات متعددة في فهم ومعالجة القضية الجنوبية واستحقاق الثورة السلمية التحررية وإطلاق العنان للحلول المختلفة والتي لا ترقى مطلقا لطموح وتطلعات شعبنا الذي حدد خياره الاستراتيجي بوضوح لا لبس فيه ولا سبيل للتراجع عنه .. ولا يقبل المساومة عليه والمتمثل بهدف التحرير والاستقلال واستعاده دولته وأراضيه كاملة السيادة وغير المنقوصة... وفي سبيل ذلك له الحق باستخدام كافه الوسائل المشروعة لاسترجاع حقه المسلوب.. والدفاع عن عرضه .
من الخطورة بمكان ان يتحول خيار الاستقلال والتحرير من هدف استراتيجي ملهم لجماهير شعبنا إلى مجرد جسر تكتيكي مرحلي يتبنى مشاريع منقوصة طالما تغنوا بها وعقدوا لها المؤتمرات واللقاءات والمشاورات في الصالات والغرف المغلقة بحجه الوصول إلى (المخرج الآمن) كما يحلو للبعض تسميته لحل مشكلات الجنوب ليعيش حياه حرة كريمه ... حل من وجهه نظرهم قد يرضي الأطراف الإقليمية والدولية.. و للأسف جعلوا من أنفسهم مطايا طيعة.. وأسيرين لها.. وتناسوا انهم يقفون بوجه شعب جبار .تواق للحرية والاستقلال الناجز غير المشروط !!( أو المجدول والمزمّن ) ..!!!؟
شعب خرج يواجه الاحتلال بصدور عارية وبعزيمة عاليه لا تلين وهو صامد يناضل في الميادين يسطر الملاحم البطولية كان آخرها ملحمة الثلاثين من نوفمبر المليونية احتفاء بذكرى الاستقلال الأول .. التي أضافت مكسب نوعي لقضيتنا العادلة وأرغمت الآخرين لأعاده النظر إزاء قضيتنا حين مشاهدتهم لشعب الجنوب وهو ينتفض.. وتأكد لهم ان هناك مارد مغوار ثار نافضا غبار الاحتلال وله قضيه مشروعة, انه الجنوب بشعبه الباسل .. وبدأ البعض بترتيب أوراقه ويعيد حساباته في سبل التعامل مع هذه القضية من منظور تاّمين مصالحهم ألاستراتيجيه .
يجب ان نسلم بان هناك سنن كونيه وثوابت علميه وحقائق تاريخيه ..تؤكد ان الحرية لا توهب بل تنتزع .. وان.ثمن الحصول عليها غالي بل غالي جدا ..والشعوب العظيمة دائما على استعداد ان تقدم أغلى ما تملك من اجل استعاده حريتها وكرامتها بكل الأساليب الممكنة والمتاحة وفق المواثيق الدولية والشرائع السماوية متسلحين بالإيمان و بقوه الحق ‘ وعدالة القضية.. وفي سبيل ذلك قدم شعبنا الجنوبي العظيم قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين وهو على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات حتى استعاده حريته وكرامته واستقلال دولته من الاحتلال اليمني المتخلف...ولكن للأسف نجد بعض القادة والسياسيين الذي يحب البعض ان يوصفهم بالتاريخيين والذين بالتأكيد يمتلكون نذر من المهارات السياسية ويجيدون فن المناورة والتلاعب بالعبارات والمصطلحات .. ومحاوله تطويعها لخدمه أهدافهم ..وتحقيق غاياتهم.. وللأسف تمت السيطرة عليهم وتطويعهم وتحويلهم إلى أدوات يتم تحريكها لتنفيذ أجندات إقليميه ودوليه لا هم لها إلا تامين مصالحها فقط.. دون اعتبار لمطالب شعبنا الذي لا يرى غير الاستقلال بديلا.. والذي صار يعي ما يدور حوله من تطورات .. ويمتلك من الوعي ما يجعله يميز بين الغث والسمين ويدرك ذلك..وبتضحياته وإصراره أصبح صمام الأمان لثورته التحررية .. ومدافعا عنها متجاوزا كل من يحيد عن دربه.!!
خاتمة
---------
* نتمنى ان لا يكون رفع السقوف وتأييد خيار شعب الجنوب بمثابة إجراء تكتيكي مرحلي لتضليل شعب الجنوب وامتصاص غضبه والالتفاف على مطالبه التحررية بعد هدوء العاصفة وحرفها نحو المحذور !! بشكل تدريجي.
** نرجو ان لا يكون هذا التغير المفاجئ في السياسة السعودية نحو جارتها الجنوب وتعاطفها مع قضيته العادلة ( بسب الفزاعة الايرانيه .). ومحاوله لتحجيم دور الرئيس الشرعي علي سالم البيض !!
*** لا يكفي ان نقول عن انفسنا اننا دعاه تحرير واستقلال .. بل يجب علينا ان نسلك ذات المسلك فعلا لا قولا وانتهاج الفعل الملموس الذي يفضى إلى طريق الحرية واستعاده الدولة .. وان نشهد الساحات والميادين لنا ونجعل الآخرين يقروا اننا دعاه تحرير واستقلال
|