[اسدالجنوب]

عدن ((عدن الغد )) خاص :
ألقت المحامية "عفراء حريري" كلمة عن النساء في مؤتمر شعب الجنوب الذي استهل اعماله اليوم وأكدت فيها أنه "من خلال النضال السلمي المستمر سنصل لحقوقنا", وأضافت "إننا أصحاب دولة مدنية يجرنا دائماً الحنين إليها ولكن بأفضل ثوب وحلة لها .. ما حدث لنا فاجعة".
ولاهمية الكلمة تنشر "عدن الغد" نصها

كلمة المرأة في مؤتمر الحوار الجنوبي – جنوبي
الأخوات والإخوة الإعزاء
دعونا اليوم نقف في وجه الزمن ونعلن التحدي ، هذا هو السلوك الذي ينبغي أن نكون عليه أهل الجنوب ، هو مقدار الشدة والتشابك الذي يصعب تميزه وكسره وثنيه ، شأنه شأن تلاحم التراب بالأرض والجبل في هذا الوجود ، تحكمنا فيه القوانين الإلهية قبل الوضعية ، حيث تضم بين طياتها حقوقنا " السماوية والدولية والوطنية " ، وهي تلك النظم والقوانين المدنية لتلاقي الحتمي في كل المتشابهات التي فطرنا عليها نحن أهل الجنوب ، مهما بلغ عدد تجار القضية الجنوبية (- ماضيا وحاضرا وقد يكون في المستقبل- ) ، فهذا اللقاء وهذا الحوار هو أساس كل نفس عاشت وتعيش معاناة إهدار الكرامة ونهب الأجساد والنفوس ، واستعادتها امرٌ يرتهن بنا نحن / ب" الإنسان " في الجنوب .
الحضور الكرام
أنه ومن خلال نضالنا السلمي المستمر سنصل إلى حقوقنا ، و إلى حياة كريمة ، إذ أن تلاحم المتشابهات من" المعاناة ، الألم ، الوجع / من السلب والنهب والاعتقال والاغتيال والقتل " في كل نفس جنوبية أعطت وتعطي معنا كبير لإنسانيتنا ، ولبلورة إدراكنا أنه بسلامنا وسلامنا إننا أصحاب دولة مدنية يجرنا دائما الحنين إليها - ولكن بأفضل ثوب وحلة لها - ، ولابد أن نوصل إليها .
فأصبح علينا الآن أن نخط بأيدينا جميعا وبأيدي الشباب ملامحها ، فلا يفصلنا عن ذلك لاالزمان ولا المكان ، إلا من ضعفت نفسه وهان عليه الوطن وحق الأجيال القادمة في خيرات هذه الأرض الجنوبية .
إن ما يحدث لنا هو فاجعة ينبغي ألا نقف مشاهدين لها في عالم متغير، فالفساد والاحتكار والتمييز والمواطنة غير المتساوية الذي نعيش فيه لابد أن يقف عند حد معين أو ينتهي ، وينبغي على المجتمع الدولي والإقليمي بأن يعترف بهذا ، ويعترف بقضيتنا جهارة وعلى الورق ويقربها في ظل تلك المتغيرات كقضية عادلة ، لان الدولة المدنية الحديثة التي يخاطبونا بها ويحدثونا عنها شبيهة بتلك الدولة التي نريد إستعداتها أيضا ولكن في عالم متغير، حيث القانون هو وحده الذي يحكم كل ثوابت الوجود وفي أحلام تلاقي أهل الجنوب البسطاء وليس السماسرة من أدناه إلى أقصاه .



الاعزاء جميعا :-
كل تكون محبته للوطن على قدر سمو نفسه في تلاقينا الجنوبي ، أما السلطة وعشق التسلط هو ضلال أولئك ، وفي عدم تحريهم ومعرفتهم لثوابت المتمثلة في " مأساتنا جميعا / قضيتنا الجنوبية " بأن الوطن لا مساومة فيه ولا مقايضة " ، وهذا هو الذي ظنوه مطلقا بأن أرض الجنوب بما فيها وما عليها وحتى الإنسان حق مطلق لهم ؟ .
ولا يتم تجنب المصائب الكبرى في هذه الأرض الجنوبية التي هي في صلتنا بالمصير، مصير كل احد منا ، بالتأويل والنميمة والنقل وشراء الذمم ، بل بمدى مصداقية البرهان على توافقنا وتسامحنا وتصالحنا مقو ننه لا مبعثره وعشوائية .
فإذا فشلنا بذلك الرهان لن نتمكن بأن نجعل منه برهان ، بإبراز مصداقيته بأن نكون مع مطالب الناس عامة والوقوف معهم في كل إضراب واعتصام يتم للمطالبة بالحق والمساواة والعدل والكرامة عوضا عن خضوعهم للخلافات والصراع .
من هذا التفاعل والمشاركة والتلاحم والتراحم تنبثق قوانين الوجود الإنساني في تفاعل الجميع أمام قضايا العامة والبسطاء ، لا أن تنحصر في ذكرى المحافل والمناسبات أو تتقوقع بين الأحزاب ، لان حصرها في مجال معين يفقدها معانيها ويعطل قوننتها في تحقيق المطالب وهذا كمال الغاية من وجودها " الوجود الإنساني الحقيقي " فهذه الدعوة النسائية / الشبابية هي البداية لخلق قواعد رسم المستقبل وملامح الدولة القادمة بدستورها في نظام ديمقراطي قوامه الحرية وأساسه العدل والمساواة في كل ماهو حق شيء ومع كل ماهو حق شيء آخر، وهذا هو الأمر الذي ينبغي التمعن فيه وفهم معانيه ، وطرحه ومناقشته في هذا المؤتمر وإغناء وثائقه به ، وإلا أصبح شعار مؤتمرنا أمر عابث ، فالقضية الجنوبية هي قضيتنا جميعا بلا أستثناء ، وإذا تفرد شخص بها باسم شعب الجنوب ضاعت ، وسنصبح بذلك أكثر ضياعا ، وإذا لم يستطع الكبار ولم يعقلوها ، فنحن نساء وشباب الجنوب نستطيع بلا توصية أووصايا .
مع تقديري لكم

المحامية / عفراء الحريري