[الفارس العربي]

قــتـــيــــل هـــواهـــــا ..
للشاعر شفيق الشاهري

قلبي أنا في حبها قد تـاهـَ ــ فَدَعـوا الملامَ .. وكمِّموا الأفواهـَ
أوَ تسألوني .. هل بليتُ بحبها ــ أم تسألوني هل أنا أهــواها
لولا مخافة خالقي .. لعبدتُـــها ــ وجـعــلتُــها .. معبـــودةً وإلهَ

هي آيةٌ من صنع ربي صــاغها ــ في صـــــورةٍ دُرّيةٍ أنشـــاها
ما كنت أعرف ما الغرام وسحره ــ حتى أرتني سحرها عيناها
ورديةُ الخدينِ .. فاق جمـالها ــ كل النساءِ فمـا لها أشـبــــاها
الزهر يُقطف من خمائلِ خدها ــ والشهد يَقطر من رحيق لماها
وضاءةٌ كالشمس يشرقُ وجهها ــ سَبَتِ القلوبَ بنورها وضياها
وبهاؤها .. بهر العيونَ كأنها ــ من هالةِ البدرِ البَهيِّ .. بهــاها
وبريقها .. سلب العقول كأنما ــ نجم السماءِ .. بريقه أهداها

يا معشر اللوَّام .. كُفُوا لومكم ــ مهما تلوموني فلن أنســاها
ما عـاد لي أملٌ أعيش لأجلِهِ ــ إلا تجــــدد وصـلها ولـِقــــاها
ويزيد شــوقي كلما فارقتها ــ ويزيغ عقلي في جحيم جفاها
ويمــوت قلبي حين تعلن صدها ــ وتعودُ فيه الروح حين يراها
فإذا قُتلتُ بحبها .. فلتكتبوا ــ في لوح قبري .. ذا قتيل هواها
لا تعجبــوا إن قلتُ أنيَ غارقٌ ــ في حبها .. ومُــتـيمٌ بهــواها
أو أنني بالغتُ حين وصـفـتُها ــ كلا .. فإن الوصف ما وفــّـــاها
وأُعيدُ ما قد قال شعري آنفاً ــ كي لا يُسـاء الظن في معناها
لولا مخافة خالقي .. لعبدتُـــها ــ وجـعــلتُــها .. معبـــودةً وإلهَ
ما قلتُ ذا جهلاً بحقك خالقي ــ فالنفس مؤمنة بمن سوّاها
فأْلهِمْ لنفسي يا إلهي رشدها ــ وزكِّها .. يا خـــير من زكَّاها