القيادي في القاعدة أبو أسعد الذماري: شاركنا حزب الإصلاح والسلفيين في حرب الجوف وصعدة ضد الحوثيين
2012-11-24T14:43:28.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في
براقش نت- حاوره/ عبدالرزاق الجمل
سبق لتنظيم القاعدة في اليمن وأن نفذ سلسلة من العمليات ضد جماعة الحوثي تحت مسمى "نُصرتم يا أهل السنة"، وفي الإصدارات التي تلت تلك العمليات تحدث التنظيم عن تجاوزات للجماعة بحق أهل السنة في المناطق الخاضعة لسيطرتها أو التي لها فيها وجود قوي، مثل صعدة والجوف، كمبرر لعملياته.
لكن حين حاصر الحوثي السلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة، واستمر الحصار أكثر من شهرين، لم يعلن التنظيم عن حضور عملي له هناك، رغم تواجده في بعض مناطق المحافظة، خصوصا منطقة وائلة التي فتحت جبهة عسكرية ضد الحوثي لتخفيف الضغط عن دماج.
فهل كان لتنظيم القاعدة أي حضور في تلك المواجهات، وكيف يمكن للتنظيم أن يوفق بين الحرب التي كان يخوضها في محافظة أبين وبين حرب صعدة، وكيف يمكن له أيضا أن يتواجد في جبهة تتواجد فيها المملكة العربية السعودية، وهي عدوه الأول، ويتواجد فيها مقاتلون سلفيون يرونه على ضلال، ويخشون من تأثير وجوده على الموقف السعودي الداعم؟
على هذه الأسئلة وعلى غيرها سيجيب أبو أسعد الذماري الذي التقته "اليمن اليوم" في إحدى مناطق محافظة ذمار، والذي كان واحدا ممن أوفدهم تنظيم القاعدة للقتال في جبهة كتاف ضد جماعة الحوثي.
---------------------
ـ رغم الاختلاف بينكم وبين السلفيين إلا أنكم وقفتم إلى جانبهم في الحرب بينهم وبين جماعة الحوثي في جبهة كتاف.
* معركتنا مع الحوثيين قائمة من قبل حصار دماج ومن قبل الحرب السادسة بينهم وبين الدولة، والتنظيم يراهم امتدادا للمشروع الصفوي، لهذا أعد الشباب أنفسهم لمعارك مع جماعة الحوثي قبل أن تبدأ الدولة، وقبل أن يدخل فيها حزب الإصلاح بمحافظة الجوف، ولنا عمليات ضد الجماعة سبقت كل تلك الحروب.
والفرق أن قتال السلفيين وحزب الإصلاح والدولة قد تتوقف باتفاقية، لكن حربنا مع جماعة الحوثي لن تتوقف، وكما أن ضرب الحوثيين نصرة لأهل السنة في اليمن هو أيضا نصرة لإخواننا في العراق ولإخواننا في سوريا، وفي بلدان أخرى.
كما أن من دخلوا مع الحوثيين في صراع، كانت لهم مصالح وحسابات سياسية، ومنهم من فرض الحوثيون عليهم الحرب فرضا، كما حصل في دماج، لكننا نقاتلهم دفاعا عن الدين وعن عقيدة الأمة وتاريخها وهويتها.
ـ لكن هل ذهبتم نصرة للسلفيين أم لأن الحرب بينهم وبين الحوثيين كانت بمثابة فرصة لقتال من ترونه عدوا لكم؟
* إن عدت إلى إصدارات التنظيم ستجد أن العمليات التي نُفذت ضد جماعة الحوثي قبل حصار دماج كانت ضمن سلسلة "نُصرتم يا أهل السنة"، أي أننا لم نذهب فقط لنصرة أهل دماج بل لنصرة أهل السنة بشكل عام في صعدة والجوف، بعد مظالم ومجازر ارتكبت في حق أهل السنة برازح وبني الحماطي وغيرها من مناطق أهل السنة هناك، والسلفيون في دماج جزء لا يتجزأ من أهل السنة، وقتالنا في جبهة كتاف كان في إطار النصرة.
عملية المطمة بمحافظة الجوف، والتي قُتل فيها ما يزيد عن مائة من فرقة الموت الحوثية، كانت بعد انتهاء الحرب بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح، لأن التوقيع كان بين الحوثي وبين الإصلاح كحزب، ولم يكن يمثل أهل السنة، ولهذا لم تتوقف عملياتنا ضد الحوثيين بعد أن توقفت المواجهات بينهم وبين حزب الإصلاح.
ـ وهل حاربتم أيضا في صف الإصلاح قبل الاتفاق؟
* نعم، شاركنا كأفراد، لكننا لم نلتزم بالصلح، لأن المعركة مع الحوثيين ـ كما قلت لك سابقا ـ لن يوقفها صلح، فإما أن نزول نحن وإما أن يزولوا هم.
ـ بالعودة إلى موضوع القتال في جبهة كتاف، هل تطوعتم للذهاب أم تم اختياركم من قبل التنظيم؟
* يوجد لدى التنظيم شباب في صعدة والجوف وغيرها من مناطق تواجد الحوثي، وليسوا قلة، وكانت مهمة هذه المجموعات مواجهة الحوثي، من قبل حصار دماج ومن قبل حرب الجوف والحرب السادسة، وحين حاصر الحوثي دماج تم اختيار بعض الشباب من مناطق صعدة والجوف وغيرها لكي يكونوا نصرة وسنداً لأهل السنة هناك.
كانت هذه الجبهة غير ظاهرة، ومهمتها الاغتيالات وزرع العبوات ورصد المواقع، وهذه الجبهة أيضا كانت خاصة بالشباب المعروفين لدى الناس هناك بأنهم ينتمون للتنظيم، لكن الشباب غير المعروفين، من أبناء صعدة والجوف، تغلغلوا في صفوف القبائل بوادي آل أبو جبارة.
أما الذين ذهبوا من المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم في محافظتي أبين وشبوة، فكان معظمهم من أبناء صعدة والجوف، وهناك من تواصل مع القيادة العسكرية للتنظيم في أبين، ممن كانوا في جبهة كتاف للنصرة وللاستفادة من خبراتهم في التدريب، لكن على أن يقاتلوا كقبائل، فأوفد التنظيم مقاتلين إلى هناك.
ـ وهل كان طلاب دماج على علم بهذا؟
* نعم. القيادات الكبيرة كانت تعلم هذا.
ـ وكيف أرسل التنظيم مقاتلين إلى صعدة رغم أن جبهة أبين كانت ساخنة جدا؟
* لا تظن أن الحرب التي كانت في محافظة أبين سحبت كل شباب التنظيم إلى هناك، فمن كانوا في جبهة زنجبار وغيرها من جبهات القتال الساخنة في المحافظة، لا يصلون إلى ربع عشر التنظيم، فللتنظيم أتباع وخلايا منتشرة في كل المحافظات اليمنية، ولم يكن من برنامج التنظيم إخراجهم من مناطقهم، لكنهم كانوا على تواصل دائم، وحين حاصر الحوثيون دماج، استنفر التنظيم شبابه في المناطق القريبة، فأغلب شباب التنظيم من صعدة كانوا في عصدة، وكذلك في الجوف، حتى شباب صنعاء الذين كانوا يمثلون السواد الأعظم داخل التنظيم، بقي معظمهم في صنعاء، فليس من صالح التنظيم أن يجر كل مقاتليه إلى هذه المعركة، لأن هذا هو ما كان يريده العدو.
ـ وبكَم قاتل التنظيم من عناصره الذين كانوا متواجدين في محافظة أبين؟
* الذين كانوا يرابطون في جبهات القتال كانوا قلة، مقارنة بمن كانوا متواجدين في المحافظة لإدارتها والاهتمام بأمور الناس. كان عدد من في جبهة القتال بزنجبار يصل إلى سبعين، وأحيانا ينزل إلى أربعين، وكان هناك تناوب بين من في الجبهة ومن هم داخل المحافظة.
ـ وهل كان هناك خلاف حول مشروعية القتال ضد الحوثيين إلى جانب السلفيين أم أن ذلك كان محل اتفاق؟
* لم يكن هناك خلاف، لكن كان هناك تحفظ من قبل بعض المشايخ لحسابات أمنية لا أكثر، فالسلفيون مخترقون من عدة أطراف، ومن هذه الأطراف من ألد أعداء شباب التنظيم، كالمخابرات السعودية وغيرها، فكان بعض مشايخ التنظيم يخشون من الغدر ومن أن يُطعن الشباب من الخلف، ومع ذلك كان القتال هناك واجب، فمن لم يكونوا معروفين تغلغلوا في صفوف القبائل، بل وأصبحوا قيادات في الجبهة، دون أن يعلم أحد أنهم من القاعدة، أما من كانوا معروفين ومطلوبين أمنيا للسعودية ومن إليها، فكانوا ينخرطون في جبهة شباب التنظيم الخاصة بهم.
ـ لكنكم قاتلتم في صف الشيخ يحيى الحجوري الذي أفتى اللجان الشعبية بقتالكم في لودر؟
* الحجوري لم يفتِ بذلك، بل إنه أنزل بيانا ينفي الفتوى التي نسبت له. اللجان الشعبية كذبت على الحجوري بخصوص هذه الفتوى.
ـ وهل ذهب شباب التنظيم بسلاحهم أم سُلحوا هناك؟
* ذهب كثير منهم بسلاحهم، بل إن التنظيم دعم الجبهة بالسلاح، لأنهم كانوا يعانون من شح في السلاح.
ـ وكيف كان تعاملهم معكم؟
* في البداية كان تعاملهم طبيعيا، لكن مع مرور الوقت، وبعد أن دارت نقاشات، خصوصا في المعسكر، في مطرح كتاف، صُنف بعض الشباب من قبل طلاب دماج على أنهم قاعدة، وتغير التعامل، أصبح تعاملا حذرا، تعامل من يريدك لكنه خائف منك. وأغلب الشباب الذين صُنفوا كقاعدة كانوا موجودين في المطرح "معسكر كتاف" أما الذين كانوا في الخطوط الأمامية، ممن كانوا منشغلين بالقتال، فلم يعرفهم أحد.
ـ بعد أن عرف السلفيون ذلك، ألم يكونوا يخشون من توقف الدعم السعودي، على اعتبار أن التنظيم هو عدو السعودية الأول؟
* كانوا قلقين من ذلك، رغم أن الدعم السعودي لم يكن موجودا، أو جاء متأخرا، بعد أن بدأت جبهة كتاف تتقدم عسكريا على جماعة الحوثي، ومع ذلك فالشباب كانوا يراعون مثل هذه المخاوف ولا يريدون أن يتصرفوا بما يثير مشاكل داخل الجبهة، خصوصا وأن تأثير وجودهم في الحرب ضد جماعة الحوثي أكبر من تأثير الدعم السعودي.
ـ يقال إن السعودية وجدت في وجودكم بكتاف فرصة لتصفيتكم، هل وجدتم هذا؟
* فعلا. كانت هناك لجنة سعودية تأتي كل أسبوعين ثم صارت تأتي كل أسبوع -طبعا هذا بعد الدعم وبعد أن وصل الشباب إلى مشارف كتاف- تأتي وتأخذ أسماء كل من كانوا في المطرح، وتمر على الخيام. وكانت اللجنة مكلفة بالتقصي ومعرفة هل هناك قاعدة أم لا.
بعد الدعم السعودي جاءت هذه اللجنة، ودخلت معها الإملاءات، ومعها أيضا تغيرت نظرة من في الجبهة للشباب بشكل أكبر، صاروا ينظرون إلينا بنظرة السعودية نفسها.
ـ وهل كانت هناك جهات أخرى تعمل ضدكم؟
* نعم. كانت هناك جهات أخرى تابعة للأمن القومي والسياسي وشخصيات يعرفها الشباب جيدا، كانوا متغلغلين في أوساط السلفيين بل وفي الخطوط الأمامية. بل وكان هناك من يعملون لعلي محسن، وكانت لهم مواقع.
ـ وهل حدثت تصفيات؟
* الشباب يشككون في ظروف مقتل الشيخ يحيى أثلة، ويذهبون إلى أن عملية قتله كانت مدبرة، والعدو الرئيسي له هي المملكة العربية السعودية، لأنه كان يؤوي شبابا من القاعدة مطلوبين للسعودية، وكان من المتعاطفين جدا مع الشباب.
المهم أن شباب القاعدة الذين كان يقودهم أبو حفص الحدي، دفعوا دفعا إلى الموقع الذي قتل فيه الشيخ يحيى أثلة، كان هناك حرص غير عادي من قبل بعض من يقودون المعركة على أن يذهب الشباب إلى ذاك الموقع.
واختير أبو حفص لهذا الموقع على اعتبار أنه كان يرفع راية الإسلام التي يرفعها تنظيم القاعدة، أي أنه صار معروفا للكل بأنه قاعدة، وكان كثير من الشباب السلفيين قد بدؤوا يلتفون حوله، فتم استدراجه لهذا الموقع الذي قُتل فيه الشيخ يحيى أثله قبل ذهاب أبو حفص له بشهر ونصف تقريبا.
ـ ولماذا اعتبرت حرصهم على وجود مقاتلي القاعدة في هذا الموقع مؤامرة؟
* هذا الموقع معروف أنه موقع قاتل، فبرغم أنه صغير جدا، إلا أنهم حشروا فيه 22 من الشباب، ومن رؤية عسكرية لا يجوز أن يستوعب مثل هذا الموقع هذا العدد. والمهم هو أننا حين دخلناه ليلا أصبحنا على هاونات الحوثيين، وكانت ضربات الهاون تستهدف الموقع بدقة، ولن تكون كذلك ما لم يكن هناك من يرصد من الخلف، بل إن الشباب بعد أن أخلوا مصابي القذيفة الأولى إلى مؤخرة الموقع، جاءت القذيفة الثانية في مؤخرة الموقع أيضا، لكن لأننا كنا في (حرف) الموقع، تجاوزتنا القذيفة وهوت إلى أسفل، وحين أخرجنا المصابين جاءت قذيفة أخرى من منفذ الموقع، بل إن الموقع كان محاصرا بقناصين حوثيين، واستشهد فيه الأخ إبراهيم البيضاني برصاصة قناص وهو مصاب بشظايا قذيفة الهاون، لكننا نجحنا في إخلاء كل المصابين، وبقي في الموقع قائد المجموعة أبو حفص مع نصف العدد الذي ذهبنا به.
وحين علم أمير الشباب في محافظة صعدة بما حدث، وجه أمرا لأبي حفص بالنزول من الموقع فورا، فانسحب ومن تبقى معه من الموقع، ثم جاء الأمر بانسحاب أبي حفص وجماعته من جبهة كتاف كلها لأنهم أصبحوا معروفين وعرضة للاستهداف من قبل من يُفترض أنهم مناصرون لهم، وترتب على هذا قتل أخ من خيرة الشباب، لكن جاء رد الشباب على قتل إبراهيم البيضاني في مأرب بعد أسبوع، حين قتلوا أبو حسن المؤيد من قيادات الحوثي الدعوية في مأرب.
ـ ألوية الجيش التي كانت هناك، هل كان لها أي دور في تلك المواجهات؟
* ألوية الجيش القريبة من جبهة كتاف كانت تقف في الغالب موقف المتفرج، بل إن بعض الألوية التي كانت قريبة من مواقع الحوثيين، قبل أن نصل إليها، لم تكن تجرؤ على رفع العلم اليمني، لأن ذلك كان ممنوعا من قبل الحوثيين، وحين وصل الشباب إلى هناك تنفسوا قليلا.
كان أقرب موقع للشباب هناك موقع للواء فضل حسن (فرقة)، ولديه موقع خلف الجبهة بعد أن تقدم الشباب، وكان الجنود والضباط الموجودون هناك منقسمين بين مؤيد للحوثي وبين مؤيد للسلفيين.
ـ في ظل هذا الوضع المليء بالأعداء ومؤامرات الأصدقاء، كم بقيتم في الجبهة؟
* بالنسبة لمجموعة أبي حفص الحدي فقد انسحبت فور نزولها من الموقع، أما الشباب الذين لم يكونوا معروفين بتوجههم، فقد بقوا إلى أن جاء الصلح الأخير ثم انسحبوا من الجبهة واستمروا في قتالهم للحوثي بطريقتهم الخاصة.
ـ وهل كان لتواجدكم هناك تأثير على الشباب السلفي؟
* بكل تأكيد، إلى درجة أن أبا حفص الحدي قائد كتيبة أم المؤمنين عائشة هناك عاد إلى أبين ومعه عدد من السلفيين.
ـ حين عدتم إلى أبين وأخبرتم قادتكم بما حدث، خصوصا في الموقع العسكري الذي قُتل فيه إبراهيم البيضاني، كيف كانت ردة فعلهم؟
* يضحك: تم حبس القيادي أبي حفص الحدي مدة أسبوعين، بسبب خطأ الموقع، وتقبل أبو حفص العقوبة.
*نقلا عن صحيفة اليمن اليوم