“علماء” اليمن يحل دماء “فنية الحوار”.. وتصاعد “التوتر” بين الحوثيين والإصلاح
منصور الغدرة - صنعاء
السبت 24/11/2012
أعلنت السلطات الأمنية اليمنية، عن إجراءات أمنية مشددة في محافظة عدن، أكبر مدن جنوب اليمن، تحسبا لأعمال إرهابية قد تشنها عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال احتفالات العيد الـ45 لاستقلال البلاد من الاحتلال البريطاني الذي يصادف الجمعة المقبل، فيما اهدر بيان لعلماء اليمن دماء اللجنة الفنية للحوار الوطني واتهمها بتقسيم اليمن، وحث محافظ محافظة عدن، المهندس وحيد علي رشيد، الأجهزة الأمنية في المحافظة للتحلي باليقظة والحذر والتصدي لكل الأعمال التي من شانها إعاقة العمل في المحافظة ومديرياتها وأجهزتها الخدمية.
وقال رشيد في رئاسته للجنة الامنية: «نحن اليوم بحاجة ماسة لبذل مزيد من الجهود واليقظة والحذر واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لمواكبة التطورات السياسية التي يشهدها البلد, اضافة الى ما تشهده محافظة عدن من زيارات لكثير من الوفود الاستثمارية.
وشدد على ضرورة ان يتم اجراء تقييم لأداء الاجهزة الامنية لمواجهة التحديات ومعالجة مكامن الضعف, منوها الى ان عدن ستشهد احتفالات كبيرة بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيدة الثلاثين من نوفمبر والتي ستقام فيها العديد من الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية، مشيرا الى انه على الاجهزة الامنية اتخاذ كل الترتيبات اللازمة تزامنا مع تلك الفعاليات، وأقرت اللجنة الامنية في محافظة عدن، عددا من التوصيات تزامنا مع الاحتفالات بذكرى الثلاثين من نوفمبر منها ضبط أي مسلح تحت أي مسمى أو تحت مسمى حماية المسيرات والتأكيد على أن الدولة هي المسؤولة عن حماية كل المصالح العامة والخاصة، وتنفيذ حملات أمنية وتمشيط الأسواق العامة والأحياء السكنية وتوقيف العناصر المسلحة والقيام بإخراج كل العناصر التي قامت باقتحام بعض المدارس وغيرها من المرافق الخدمية.
وفي سياق متصل، دعت الناطقة الرسمية للجنة الفنية للحوار الوطني «أمل الباشا» الى اتحاد علماء اليمن بنفي البيان المنسوب للاتحاد حول ما اعلنته اللجنة الفنية، الاربعاء، بشأن تمثيل ابناء الجنوب بنسبة لا تقل عن 50% في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكدة على خطورة مثل هذا البيان الصادر عن اتحاد علماء اليمن وما سيسببه من بلبلة وتأثير على مؤتمر الحوار، وكان بيان لاتحاد علماء اليمن، قد أحل دماء اعضاء لجنة الحوار الوطني والتي وصفوها بأنها لجنة لتمزيق وتقاسم اليمن, معتبرين أعضاء لجنة الحوار والسفراء المشرفين على ما وصفوها بلجنة الانفصال هم «أعداء للأمة الإسلامية وأعداء للشعب اليمني» وعليه فإن «دماءهم مباحة لكل ذي غيرة على وطنه وأمته ما لم يعلنوا براءتهم من البيان الذي اذيع يوم الأربعاء السابع من محرم بتقسيم اليمن إلى شمال وجنوب»، ذلك لدعوتهم إلى «الكفر والتمزيق وسعيهم لإشعال فتنة عمياء بين أبناء الشعب اليمني الواحد، وما سيرتب على دعوتهم من تدمير وإهلاك للحرث والنسل».
وبحسب بيان صادر عن اتحاد علماء اليمن، ونشره موقع صنعاء تايمز, ذكر علماء اليمن في البيان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بالقسم الذي أداه أمام الشعب بالحفاظ على أمن الوطن واستقراره ووحدته، وأنها العهد الذي بين الأمة وبينه وإن الموافقة على ما يخالفها يعتبر إخلالًا بالعهد والأمة في حل من طاعته، بل وجب عليها قتاله لخيانة الأمانة التي أؤتمن عليها.
وقال البيان الى ذلك، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة اثر اشتباكات مسلحة في ساحة الحرية بتعز بين شباب حركة العز المحسوبة على الحوثيين وشباب الثورة المحسوبين على أحزاب اللقاء المشترك وذلك على خلفية مشاركة الحوثيين بفاعلية بمسيرة الثلاثاء المؤيدة لمحافظ تعز شوقي هائل والتي يتهم بقايا النظام السابق بتنظيمها للإبقاء على من يطالب شباب الثورة بإقالتهم وللإيقاع بين المحافظ والقوى السياسية المؤيدة للثورة حسب ما يراه الكثير من المتابعين، حسب المصادر، وشن حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين باليمن)، هجوما عنيفا وغير مسبوق، على جماعة الحوثيين المسلحة، ووصفهم «بأصحاب مشروعات سياسية تسلطية وعائلية»، بعد أقل من اسبوعين على اتفاق تكتل أحزاب اللقاء المشترك، مع الحوثيين إلى اتفاق تهدئة اعلامية معهم، لما وصفها بـ»الحاجة الوطنية إلى التنسيق المستمر بين كل القوى السياسية والوطنية لإنجاح العملية السياسية والحوار الوطني الشامل».
وقال محمد اليدومي- رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «إن اصحاب المشروعات السياسية والتسلطية والعائلية هم احفاد الظالمين والطغاة الذين ناصبوا الرسول عليه الصلاة والسلام العداء، وحرًموا عليه وعلى أصحابه حرية التدين والتعبير وأذاقوه وأصحابه من الإيذاء النفسي والجسدي الكثير -في إشارة منه لمن يدعون الوصاية على الأمة.
واعتبر رئيس حزب الاصلاح «أن ما أسماه برفض عدد من الأعراب حمل دعوة الإسلام ونصرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحمايته والحفاظ عليه وعلى الرسالة التي يحملها, واشتراطهم عليه بأن يرثوا من بعده كل مكسب شاركوا في تحصيله, وتحويل كل ما جاهد في سبيله، إلى مشروع سياسي يتكسبون به, ويخضعون به رقاب العباد لهيمنتهم ونزواتهم, ويستبدلون بأنانيتهم, وضيق عقولهم-كسروية عربية يضاهون بها كسروية المجوس, وقيصرية الروم, وكما هو حال أحفادهم اليوم- في اشارة منه إلى جماعة الحوثيين واتهامه لهم بادعاء احقية وراثة الحكم باعتبارهم من آل البيت.
http://www.al-madina.com/node/415886