افتتاحية جريدة الخليج
وحدة اليمن خط أحمر
آخر تحديث:الأربعاء ,21/11/2012
الحشد الدولي الذي احتضنته العاصمة اليمنية صنعاء بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية في الرياض، يظهر بجلاء حرص المجتمع الدولي على أمن اليمن ووحدته واستقراره، وأهمية هذا البلد العربي على استقرار الإقليم والعالم .
حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، وبقية أطراف المجتمع الدولي، يؤكد إصرار المجتمع الدولي على إنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن ممثلة بالمبادرة الخليجية التي اعتبرت مخرجاً للقوى والأطراف السياسية كافة، وخروجاً باليمن من عنق الزجاجة، وإنقاذاً لأرواح الآلاف من المواطنين الذين كانوا سيذهبون ضحية حرب أهلية في حال اندلعت بلا كوابح .
الالتزام الدولي تجاه اليمن كان واضحاً، بخاصة تجاه مستقبل البلد الذي تتوزعه الأزمات وتتقاسمه الخلافات، وكان هناك حرص من قبل الإقليم والعالم على الاستقرار الذي بدوره سيجلب الاستثمار، بما من شأنه خلق فرص عمل لملايين اليمنيين، وهو ما أكده الزياني بوضوح، في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمعية الرئيس عبدربه منصور هادي وبان كي مون .
على أن تأكيد الجميع أهمية الحوار تحت سقف الوحدة، كان واضحاً، وأعطى رسالة من المجتمع الدولي أن “الوحدة خط أحمر”، وأن لا مستقبل ليمن مفكّك، وجاء هذا الموقف انطلاقاً من قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة باليمن التي صدرت العام الماضي، وأكدت جميعها أن وحدة اليمن وأمنه واستقراره أمر لا تجاوز عنه .
لذلك كله فإن مصير الدعوات السياسية المختلفة، وبخاصة تلك التي تدعو إلى “فك الارتباط” بين الشمال والجنوب هو الفشل، ذلك بأن الشعب اليمني موحد منذ الأزل جغرافياً ومجتمعياً، ومن الصعب على قوة سياسية ما أن تفرض رأيها على قطاع واسع من الناس ارتضوا الوحدة خياراً لحياتهم .
والأهم ليس التزام المجتمع الدولي تجاه اليمن وتأكيد وحدته وأمنه واستقراره فقط، بل التزام اليمنيين أنفسهم خيار الوحدة الذي ارتضوه لأنفسهم قبل 22 عاماً، إلا أن التطورات التي شهدها اليمن خلال الأعوام الأخيرة تفرض عليهم مراجعة شكل النظام القائم تحت سقف الوحدة، ودراسة الأفكار والمشاريع التي من شأنها الحفاظ على الوحدة خياراً لا بديل منه، وأمامهم فرصة لتحقيق ذلك من خلال الحوار الذي من المقرر أن ينعقد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة أن البلد لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات .
أمام اليمنيين فرصة لإعادة إنتاج الحكمة التي تحلوا بها في الثاني والعشرين من شهر مايو/أيار من العام 1990 عندما أبهروا العالم بإعلانهم إقامة دولتهم الموحدة في وقت التفكك، وهم معنيون اليوم بالحفاظ على هذا المنجز واستدعاء الحكمة لتثبيته .
|