خيبة الشخصيات الجنوبية في الخارج .. هل تجمعها مناظرة تلفزيونية ؟!
لن نقول أننا حلمنا ، بل أننا طالبنا كثيراً قادة دولة الجنوب السابقة ، وهم في الخارج ، منذ اطلالاتهم على الشعب الجنوبي أن يوحدوا آرائهم ومساعيهم وقدراتهم المادية ، تناغماً وانسجاماً مع وحدة الشعب الجنوبي في إرادته وطموحه وهدفه ووسيلته التي عززها بالتصالح والتسامح والتضامن ، كمبدأ أخلاقي وإنساني يدل على الرقي في ثقافة الشعب الجنوبي ، وعلى إدراكه لأهمية الإصرار والتمسك بذلك المبدأ في هذه المرحلة واعتباره قاعدة ثابتة لمستقبل الجنوب .
للأسف الشديد انه بمجرد وصول قائد الثورة الجنوبية الزعيم حسن باعوم إلى القاهرة للقاء بالرئيسين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد ، بدأ الرئيسان يتبادلان الرسائل بينهما التي تبيّن عدم التنسيق لأي لقاء مع الزعيم باعوم .. ذلك الرجل المخلص الذي صرح قبل مغادرته الجنوب بالقول :
" حينما أبلغني الرئيس علي ناصر محمد عن الرغبة المشتركة في هذا اللقاء للتباحث حول واقع الجنوب المحتل اليوم ، وسبل التعاون المشترك وصولا إلى التوافق بشأن توحيد الهدف لطرد المحتل من أراضنا الطاهرة ، لم أتردد لحظة في حضور هذا اللقاء حتى لو عقد على قمم جبال الهيملايا سأزحف للوصل إليه " .
وحسب انطباعي عن الرئيسين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض اللذان يبديان أو ربما يدّعيان حرصهما على قضية الجنوب ، فأنني أتوقع أنهما أضعف بكثير جداً من أن يقفا وجهاً لوجه أمام الشعب الجنوبي في مناظرة تلفزيونية جريئة ليظهران فيها حقيقة نضالهما ، وأي اتفاق أو اختلاف بينهما ، وكذلك حقيقة ما جرى للشعب الجنوبي والجنوب عموماً منذ قيام دولة الجنوب عام 1967 م ، كونهما شخصان تربعا بالتعاقب على قمة السلطة في الجنوب بعد أن تولى كل منهما نصيبه من المناصب الحكومية منذ اليوم الاول لقيام الدولة .
وأرى بالضرورة أن يكون أيضاً لمن تبقـَّى على قيد الحياة من الرعيل الأول في قيادة نظام دولة الجنوب حضوراً على الشاشة معهما ليدلي بدلوه ، مثل الأخ حسن باعوم ومحمد حيدره مسدوس بالإضافة الى حيدر العطاس . ولكنني لا أستطيع أن أجزم عن ضعف أي من علي ناصر أو البيض أمام هذا التحدي ، فربما يقتنعان ويتشجعان للظهور لتوضيح المواقف ، ولو حتى يعتبران هذا كبراءة للذمة ! .
فهل يجرؤون على اظهار جزءاً يسيراً من الحقيقة ؟! ..
سننتظر .. ولكن ليس طويلاً !! .
د. عبيد البري