امتدت أذرع الانقسام السياسي الذي خلفته تداعيات القضية الجنوبية إلى الشارع اليمني، الذي شهد أمس أربع تظاهرات هيمن عليها الانقسام بين مؤيدي "الحراك الجنوبي" المنادي بانفصال الجنوب عن الشمال، واللجان الشعبية التي انشأتها صنعاء اخيرا تحت مسمى "حراس الوحدة"، في مشهد وصفه مراقبون بانه "خطير"، فيما توعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح "بمحاصرة المرتدين عن الوحدة وعدم السماح لفيروس الفتنة بالانتشار".
وسجلت في مديريات الحوطة، الملاح، كرس ويافع في محافظة لحج الجنوبية أمس صدامات بين متظاهرين من أنصار "الحراك الجنوبي" وهيئات "حراس الوحدة"، اضطرت معها قوات الأمن والشرطة إلى التدخل واعتقال عشرات المتظاهرين، بينهم قادة في الحزب الاشتراكي اليمني المعارض، إلى عدد من قادة "إتحاد شباب الجنوب".
وقال سكان محليون إن صدامات عنيفة حصلت بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي استدعت تعزيزات من قوات الجيش بعدما فشلت في السيطرة على المتظاهرين في منطقة كرش التي كانت مسرحا لمطاردات استمرت ساعات.
وقطع المتظاهرون الطريق الرئيسي بين محافظات تعز ولحج وعدن لمدة ساعة، ونصبوا حواجز حديدا من براميل تعبيرا رمزيا عن الحدود بين الشطرين الشمالي والجنوبي سابقا، غير أن قوات الشرطة تدخلت وفرقتهم واعادت فتح الطريق العام.
واسقط المتظاهرون المؤيدون لـ"الحراك الجنوبي" علم الجمهورية اليمنية ورفعوا عوضا عنه العلم الجنوبي، كما رفعوا صورا لنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض بصفته رئيس اليمن الجنوبي. وفي المقابل احتشد الآلاف من أعضاء اللجان الشعبية لـ "الدفاع عن الوحدة" قرب المتظاهرين المحتجين، رافعين أعلام الجمهورية اليمنية ورددوا هتافات تؤيد الوحدة وتتوعد بالتصدي "لعناصر التشرذم والانفصال".
علي صالح
وتوعد الرئيس اليمني أمس بمحاصرة المرتدين عن الوحدة وقال: "سنحاصر المرتدين بالشرفاء والمخلصين وبحراس الوحدة ولن نسمح لفيروس التآمر والتمزق ان ينتشر أبداً وكما تصدينا له في عام 1994 سنتصدى له اليوم، ونحن أكثر قوة وأكثر ثباتا بإمكانات سياسية ومادية ومعنوية وإرادة سياسية صلبة تتصدى لكل هذه الخزعبلات ولهذه النعرات ولهؤلاء الحاقدين الحالمين، الذين يبحثون عن دور، وليس لديهم رؤية ويتعمدون تجاهل مخاطر مؤامرتهم ودعواتهم وماذا سيحصل لليمن وما هي تبعات الفتن والحروب ماديا ومعنويا واقتصاديا وثقافيا".
وكان علي صالح يتحدث في احتفال أقيم في مناسبة الذكرى الـ19 للوحدة بمدينة تعز الجنوبية وقال: "بعد سدل الستار على فتنة محاولة الانفصال في صيف 1994 ظهر فيروس التآمر والتمزق مجددا في رؤوس العناصر المرتدة عن الوحدة... الوحدة تحققت بمساندة كل الشرفاء من أبناء الوطن مع إخواننا في الحزب الاشتراكي اليمني ممن نادوا بالوحدة ودعوا من اجل تحقيق الوحدة التي كانت المخرج لدوامة الصراعات والمآسي التي كان يترقب حدوثها في الشطر الجنوبي، فضلا عن التداعيات التي كانت متوقعة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية".
واضاف: "من يقومون باعمال التخريب والتظاهرات وبث الكراهية، جهلة ومخدوعون ومغرر بهم ولا يعرفون ماذا سيترتب على هذه الفتن وإشعال الحرائق، ونحن نعرف تبعات إشعال الحرائق".
ودعا من يسعون إلى السلطة أن يصلوا اليها عبر صناديق الإقتراع "والسلطة هي كرسي من يجلس عليه يرقص على رؤوس الثعابين، وينبغي على من يريد الوصول الى السلطة أن يكون جديرا ومؤهلا لتحمل مسؤوليتها الجسيمة وأن ينال ثقة الشعب، وهذه حقيقة ينبغي على الجميع إدراكها".
وخلص الى انه "كما سبق لي أن تحدثت في جامع الجند خلال الأزمة في عام 1993 - 1994 سندافع عن الوحدة من هنا من تعز، تعز الخير والوحدة والاصطفاف والسياسة، لأننا لم نتعود من تعز الإ كل الخير ولم يأت يوماً منها شر".
صنعاء من أبو بكر عبدالله