رؤى وخواطر في متطلبات القيادة .. (الحلقة الأولى)
بقلم / فارسة الجنوب
في ظل الأيام واللحظات المصيرية التي يعيشها شعب الجنوب العربي التواق الى الحرية والخلاص من ابشع استعمار عرفه التاريخ البشري. من خلال قيام دولته المستقلة وبناء سلطته الديمقراطية على كامل ترابه الوطني والتي كانت قائمة قبل يوم 22 مايو 1990م .
وهنا اود ان اقدم بعض المساهمات الموجهة الى قيادة الحراك الجنوبي. وهي عبارة عن سمات ومميزات تحلى بها قادة عالميون على مر التاريخ استطاعوا أن يغيروا مجرى التاريخ في بلدانهم او على مستوى العالم باكمله.
ابدؤها بمقولة للقائد الفرنسي شارل ديجول حيث يقول ((لا شئ عظيم يصنع بدون رجال عظماء وأولئك عظماء لانهم ارادوا أن يكونوا عظماء كذلك)).
أولا: القيادة وصناعة النجاح:
- إن النجاح يكون فقط لمن يمتلك إرادة قوية خاصة به, ويعرف كيف يحشد إرادة الاخرين.
- إن القائد هو الذي يستطيع أن يوجد فارقا مميزا ليس بالتمني ولكن بالإرادة, اذ انه لم يتمنى ذلك بل شاء أن يفعل .
إن ذلك التمييز امر حيوي لفهم القيادة ومن يمارسونها . فإن يتمنى الانسان يعني انه هامد غير فعال . اما أن يشاء الانسان فيعني أن يكون ناشطا فعالا. فالقادة يشاءون.
- فكسب الصراع من اجل إستعادة الهوية والوطن يتطلب نوعا معينا من القادة وبعد كسبها تخلق السلطة بحد ذاتها مزيدا من الاختلاف . فالقيادة ليست لمن يتمايل مختالا بجماله في الشارع ولا لمن يقف منزويا خلف الباب.
- إن مراقبة الغير يتخبطون ويمارسون العمل بغير إتقان يمكن أن يسبب أذا و الما كبيرا على نجاحنا, فلكي نستطيع أن ننجح وندير الامور بنجاح يجب علينا أن نقر بإرتكاب الاخطاء, فهذا امر لامفر منه ولابد لنا من العيش معها ويحذونا الامل في ارتكابها بأمور صغيرة لافي امور كبرى مصيرية , إذا توفر فيه عنصران فقط اولهما:
1. تحمل المسئولية وعدم الخشية من المجازفة بالاخطاء, وذلك من خلال القيام بالتحركات الجريئة اللازمة للوصول للغاية العظمى .
2.يجب ان يكون عملنا وقراراتنا بعيدة عن النزوات الشخصية وهذا ينطبق على مظاهر الامور العادية وعلى الامور الجوهرية على حد سواء .
- إن القيادة الناجحة هي التي تعرف متى تقوم بالتسوية, فهناك بعض القيادات في ايامنا هذه ممن يسيرون بإتجاه المصير بشكل((عدو كامل)).
- على القيادة الناجحة أن تعرف متى تقاتل ومتى تتراجع, ومتى تكون متصلبة, ومتى تساوم, ومتى تتحدث, ومتى تلزم الصمت. -وينبغي عليها ان تكون بعيدة النظرة وواضحة الاستراتيجية والهدف والرؤية .
- فالقيادة الميدانية بحاجة الى تأييد الجماهير لكنها بحاجة الى هيكل قيادة وكذلك القيادة السياسية بحاجة لاتباع ولكن يجب تنظيم ذلك.
- اثمن موارد القيادة هو الوقت ولذا فإنها ستفشل اذا ما اضاعته سدى في السفاسف.
- على القيادة أن تتمكن من جمع أناس جديرين حولها والتخلص من اولئك الذين لايناسبون مهما يكن السبب.
- على القيادة ان تنظم نشاطها وتركز طاقاتها على اساس انها تحمل في ذهنها غاية كبرى الا وهي :
القيام باللعب الكبرى لانه عبرها تترك بصماتها على التاريخ.*
*إن الفترات التي يتم فيها الحفاظ على التوازن الصحيح بين الفكر والعمل هي التي تحقق فيها القيادة ذروة إنجازها.
إن النجاح يحالف فقط اولئك الذين يرون ماهو واضح في التأمل بأحداث الماضي وبالتأمل فيها فقط, والذين يمتلكون من قوة الارادة والقيادة لكي يحركوا بلدهم معهم .
|