المطلوب الآن من المثقف الجنوبي ان لا يدخلنا في متاهات فلسفية واصطلاحات السياسة
لاننا عانينا منها في فكر الحزب الاشتراكي حتى انا وجدنا انفسنا في فراغ شاسع يمتد
بين الواقع والتنظير السياسي .
هناك أمر مهم الآن ترسخ في الوعي العام الجنوبي هو حتمية التخلص من علاقتنا القسرية
مع نظام صنعاء باعتبار ان ما هو واقع لسس الا احتلالا .
ومع ذلك هناك قصور سياسي فكري على مستوى قمة الهرم الجنوبي وقواعده .
هذا القصور والتباين والالتباسات مرجعها تلك التركة المعقدة والقاسية التي
ورثناها من الماضي متذو بعد الاستقلال من بريطانيا وكذلك ما يزرعه اليوم
نظام صنعاء من معوقات كثيرة بين اوساط المجتمع الجنوبي على كافة
المستويات ابتداء من داخل النخب القيادية حتى داخل الاسرة الواحدة .
كل تلك الصورة المتشابكة البالغة التعقيد بحاجة الي فعل فكري توعوي
يستطيع ان يفك هذا التداخل ويخرجنا جميها الى حالة من التناغم
والانسجام باتجاه هدف واحد ومحدد يفضي الى نيل الحرية والاستقلال .
|