جمال عبادي
لقد وصلنا إلى مرحلة حاسمة من ثورتنا ووجب الحديث بكل صراحة عن متطلبات المرحلة لأن هناك من يعرقل عن عمد أخذنا بهذه المتطلبات وهناك أيضا من يسخر بعض هذه المتطلبات لخدمة مصالحه الخاصة ويقفز على تضحيات الجماهير عن طريق الاستماتة الى الوصول الى مركز القرار أو بالقرب منه .. سوف ننتصر وتنتصر ثورتنا السلمية ويعترف العالم بنا وتُحل قضيتنا في حالتين .. إذا أسقطنا المناطق تباعاً بقوة السلاح وعن طريق الكفاح المسلح وهو حق مشروع وهنا سوف نفرض إرادتنا على الجميع .. كما قلت هو حق مشروع ولكنه غير متاح لنا لأسباب عديدة أهمها ما يتعلق بالدعم اللوجستي والمادي مما يعيق الاستمرارية والتصعيد والوصول الى الهدف من هذا الطريق .. على الأقل في الظروف الحالية .. الحالة الثانية هي العمل السلمي الصحيح في وجهة نظري .. وهو الذي يتطلب وجود نوع من الموازنة والتناغم بين السياسي والثور ي .. فالسياسي يطوع السياسة لخدمة أهداف الثورة وبإستخدام مختلف الأدوات وعبور مختلف الآليات .. والثوري يوفّر القاعدة السعبية للسياسي ليدعم طرحه أمام الطرف الآخر ويشكّل له السند ليشد به ظهره في جميع منعطفات العمل السلمي وأهمها الحوار والتفاوض .. ما نراه اليوم هو مزيج غريب من نوايا ومصالح وغياب للسياسة الحقيقية الصحيحة .. فلا الثوري يسعى لتحقيق النصر السياسي المجدي .. ولا السياسي يستند بظهره الى جدار من الدعم الشعبي .. والنتيجة حتمية .. لا هذا ولا ذاك سيحققان شيئاً .. غير المزيد من الضحايا والدم والدموع
__________________
الفجر الباسم قادم من قلب الليل الجاثم
وربيع الامة ات من بعد شتاء قاتم
|