[حيد حديد]

في 2012/10/28 2:18:48 (10 القراء)
المكلا أونلاين - خاص
نرتـقي بالنضال والإعلام الجنوبي إلى مستوى نضال الشعب

بقلم : د . عبيد البري


في مقال رائع للأستاذ الدكتور محمد علي السقاف ، في 8 اكتوبر 2012 على موقع " الأمناء نت " ، تحدث فيه عن فكرة هامة طرأت له من خلال مشاهدته المناظرات التلفزيونية العديدة التي بثتها محطة الـ (سي إن إن) الأمريكية لمرشحي الحزب الجمهوري الأمريكي للتعريف بأنفسهم وخطط كل واحد منهم للفوز لاحقا كمرشحين من الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في مواجهة مرشح الحزب الديمقراطي ، أشار فيه : " طرأت لدي فكرة لحل مشكلة أزمة الزعامات في الساحة الجنوبية .. لماذا لا نتخيل وكأننا في حملة انتخابات رئاسية ، و يطلب من الزعامات التاريخية الثلاثة في الخارج وزعامات الداخل . أن تجرى بينهم مناظرة تلفزيونية علي الهواء مباشرة علي نموذج القيادات السبعة او الثمانية من مرشحي الحزب الجمهوري الأمريكي ليطلع ويتعرف شعب الجنوب علي شخصياتهم دون رتوش . وعلي رؤى كل منهم لبرامجهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.... الخ ".



لست وحدي من تشوق لهذه الفكرة ، بل يشاركني آخرون من المهتمين بالحرص على تضييق الهوة بين القيادات الجنوبية المختلفة الرؤى - في الداخل والخارج - وبين الشعب الجنوبي الموحد في نضاله ومطلبه في الاستقلال . ولذلك من الواجب الاستفادة من القناة الجنوبية الفضائية (عدن لايف) والصحف ومواقع الإنترنت الجنوبية للإعداد والتحضير لمناظرتين متتابعتين . بحيث تكون المناظرة الأولى بين القيادات الجنوبية التي تعمل من الخارج ، ثم تليها مناظرات بين فصائل الحراك في الداخل ، وكذلك بين أي تيارات قد تكون مختلفة في إطار الفصيل الواحد .



ونرى أن من شأن هذا العمل الراقي تعزيز العلاقة والتفاعل بين القيادة وجماهير الشعب الجنوبي ، ومنح الثقة لأي من / أو كل العناصر الجنوبية سواءً التي ظهرت مع نشوء الحراك الجنوبي ، أو تلك التي كان لها أدواراً قيادية سابقة في الجنوب . ولا شك بأن هذه المهمة تقع بدرجة أساسية ، على عاتق الرئيس علي سالم البيض وإدارة قناة عدن لايف الفضائية إذا ما أرادوا الشفافية والصدق ، وبالتالي الدفع بالحراك الشعبي والقيادات الحالية نحو الانسجام والتماسك للتغلب على أي ظواهر من التشكيك بالقيادات الحالية ، وكذلك على التردد لدى بعض الفئات التي اصطلح على تسميتها بالفئات الصامتة .



ولإنجاز ذلك ، يشترط بأن يكون الشخص المدير لجلسات النقاش في المناظرة على درجة عالية من الفهم بالوضع السياسي على الساحة الجنوبية ، وأن يتحلى بالشعور الوطني المسئول .. ويتمتع بالحزم والانتباه لنقاط الاتفاق والاختلاف بدقة ووضوح .. وأن يمنح الفرص المتساوية لحديث المتناظرين حسب اتفاق مُعلن ، إضافة إلى الوقوف على مسافة متساوية ونظره متساوية بالنسبة لجميع المتحاورين ، والحرص على ألا تصدر عنه أو عن أي طرف من المتناظرين أي إشارات أو تعليقات سلبية أو ساخرة عند حديث هذا الشخص أو ذاك .. وعدم مقاطعة المتحدث بناءاً على قناعاته الشخصية كمحاور ومدير للمناظرة .



أخيراً ، أشكر الأستاذ الدكتور محمد علي السقاف على طرحه لهذه الفكرة ، وأتمنى أن يستجيب لها المعنيون بالأمر دون تأخير حتى لا يخيب أمل الشعب فيهم أو يتركوا للأعداء فرصة للتشكيك بالاختلاف في ما بينهم ، أو فيهم ، أو معهم ! .



وعيد سعيد على الجميع



د. عبيد البري