احمد عبده ناشر
(كاتب يمني)
البريد الالكترونى:
عدد المقالات: 32
أخر مشاركة: 19/10/2012
12:15 ص
19
اكتوبر
2012
لقد كانت الاتفاقية الخليجية لليمن حلاً عادلاً، ولا شك أن قيام دول الخليج وجهود المبعوث الدولي بن عمر، وهي جهود لا يستهان بها لها أثر كبير في إنقاذ اليمن من حرب أهلية مدمرة على اليمن وغيرها، ولكن مازالت هذه الاتفاقية تتعثر، إذ مازالت هناك جهات خارجية مصممة إلى نسف وتعطيل الجهود العربية والدولية للسلام في اليمن وإشعال نار الحرب، فزادت من جهودها لدعم الجماعات الإرهابية في أبين وزنجبار ولودر ونشرت الرعب والقتل المستمر الجماعي، أضف إلى تحرش الحوثيين واستمرارهم في الإخلال باليمن وإقامة دولة عنصرية طائفية تعود باليمن إلى عصر الذل والاستعباد الأسري الطائفي السلالي المقيت القائم على النرجسية والتعصب، لذا نجد هناك إنهاكاً للدولة أضف إلى دعوات الانفصال التي تدعمها إيران بالتعاون مع حزب الله، كل ذلك لجر اليمن لحرب أهلية.
وأخيراً، فوجئنا في الوقت الذي يعاني اليمن بعصابات قطع الكهرباء وسرقة السيارات وقطع الطرق وإرعاب المواطنين والتقارير الدولية عن المجاعة والفقر، رغم ذلك وجهود الرئيس هادي والمخلصين لجلب الدعم لليمن والسعي لوحدة البلاد، إلا أن هناك جهات مازالت مصممة على الحرب الأهلية.
ومن المؤسف المخيف تزوير التاريخ ومحاولة الغش الفكري والتزييف الذي يقوم به اليسار الذي دمر اليمن سنوات وصفحاته سوداء ليعود بشعاراته المزورة المنمقة لخداع من لا يقرأون التاريخ، فهؤلاء يرفعون شعارات جيفارا الشيوعي وكذلك عبدالفتاح إسماعيل المعروف بإنكاره للذات الإلهية والأديان وسفكه للدماء والمقابر الجماعية والمجازر وإنهاء بلاد وتشريد الآلاف ليعود ثائراً وكان ضحاياه الآلاف من حروب بين الشمال والجنوب والمقابر شاهدة، وهو الذي منع تدريس الدين وسحل وقتل العلماء وصادر المعاهد والمدارس وأمم الممتلكات وصادرها ودمر اقتصاد الجنوب وجعلها مستعمرة روسية وصفى خصومه، وتاريخه قاتم ملوث بالدماء ليعود إلينا بطلاً.
هذا والله لأمر عجيب بعد سقوط الشيوعية وثورة العالم ضدها تعود لليمن بشعارات جديدة، أضف إلى اليساري المتطرف الدكتاتور إبراهيم الحمدي الذي تشهد له سجون محمد خميس وغيره وكيف جعل اليمن سجناً حتى أنه كان لا يسافر مواطن ولا طالب إلا بموافقة الأمن الوطني بعد إذلال إضافة إلى خصوم الحمدي الذي أخفاهم بالموت كسلطان القرشي وغيره، ومحاربته للدين من خلال المناهج ومنها أن الأسود العنسي ثائر لرفضه الرسالة المحمدية، وهو معروف أنه من أدعياء النبوة وقاتله سيدنا أبوبكر، وكان هذا في منهج إبراهيم الحمدي التعليمي وهو كان حليفاً لشاه إيران والسافاك وأراد أن يجعل اليمن سجناً كبيراً.
هؤلاء الذين يزورون التاريخ ويريدون أن يجبروا الربيع اليمني لصالح تاريخ أسود وماض مظلم وكذلك دعاة الغرب ممن يخادعوننا بأن الغرب جمعية خيرية يرسلون لهم التذاكر والفنادق والبريق الإعلامي والشهرة التي معروف ما وراءها والحوافز الدولية والظهور المفاجئ.
كل هذا ليس بغريب ولكن الأغرب هو سكوت التجمع اليمني للإصلاح الذي يرفع شعارات إسلامية والذي فوجئنا بصمته وانشغاله بأمور أخرى وإرضائه لهؤلاء الحلفاء، فهذا أمر غير مقبول من كل وطني يمني، لقد كانت صدمتنا بالهيئة العليا للإصلاح لسكوتها ونشر هذا التزوير في مواقع محسوبة عليها وهو أمر يحتاج إلى مراجعة.
إن على الإصلاح والقادة الوطنيين والعلماء أن يتحملوا المسؤولية، ففي الوقت الذي تعاني فيه البلاد من محنة وظروف أمنية واقتصاد منهار وخوف من شبح الحرب الأهلية وفشل الدولة، كان يجب أن تتجه الجهود للمؤتمر الوطني وتوحيد الكلمة والعمل على إنقاذ البلاد، كان يجب أن يرفض الإصلاح ومن معه والعلماء هذه الانتهازية للشيوعيين والناصريين للالتفاف وتجبير دماء الشهداء لصالح الدكتاتوريين والظلمة ممن مازالت آثار ظلمهم لا تنسى أبداً مهما حاولوا أن يضعوا لها المكياج ويزيلوا ويزوروا صورتها، فليتق الله الجميع باليمن وتاريخه ودينه.
http://www.al-sharq.com/ArticleDetai...A7%D8%B4%D8%B1