هذا التهافت المحموم لإجتذاب شركاء جنوبيين في مأدبة الحوار الوطني في صنعاء تجعلنا نضع تساؤلاً مهماً عن سبب رغبة القوى الجديدة القديمة في صنعاء بإدخال الحراك الجنوبي وبقية خصومهم الى حلبة حوارهم هذا الذي يسمونه بالوطني ! لم يقل لنا الأخوان في صنعاء عن مدى قبولهم لأهداف شعبنا الجنوبي .. وماهي وجهة نظرهم في مطالب الحراك وهل لديهم قبول للتعاطي مع هذه المطالب بما فيها إستعادة الدولة الجنوبية المستقلة .. إننا نعرف من العديد من اللقاءات والحوارات المتناثرة بأن القوى القديمة الجديدة والمتحالفة في صنعاء ليست على استعداد لقبول التعاطي مع تلك المطالب كما ذكرناها آنفاً .. هنا سيثور السؤال الذي سيفرض نفسه على ضمائرنا جميعاً وخاصة من يمضون في طريق الهرولة .. هل الرغبة بدخول الحوار مرتبطة بتطلعات وأماني ورغبات وأهداف شعبنا الجنوبي ؟ أم أنها رغبة منفصلة وتتعلق بذوات المطالبين أنفسهم وىالبحث عن مكان لهم في وليمة المراكز والمناصب ؟ من سياق الأحداث والتواصلات والاتصالات نفهم أن القوى الجديدة القديمة في صنعاء تبحث عن النوع الثاني من الجنوبيين .. أما النوع الأول فهي لا تعطيه أي إعتبار ...
نحن مع الحوار ولسنا ضد أي حوار .. ولكن الحوار الذي سيحقق لشعبنا أهدافه وليس ذاك الذي سيجرده من أوراقه التي يستطيع إستخدامها لتحقيق أهدافه .. لهذا يا سادة يا ذاهبون نحوا الحوار لا تنسوا شعبنا ورغباته وأمانيه ,اهدافه ولتكن جميعها نصب اعينكم وفي اذهانكم .. إن التاريخ لن يرحمنا .. ونكسة كنكسة جنيف 67 اخرى لن تمر أبداًُ ...