[وليد الضالعي]

صحيفة : الجنوب ينتفض ضد تهديدات "تحالف قبائل الأحمر"



شبكة الطيف : أشعلت تصريحات الشيخ صادق الاحمر خلال مؤتمر تحالف قبائل اليمن الشارع الجنوبي نتيجة هجومه على الحراك وتهديده بالحرب عليهم في حال لم يدخلوا في الحوار الوطني.




وهتف الآلاف من المشاركين بمسيرة جماهيرية حاشدة خرجت بعد مغرب أمس الأول بمدينة التواهي ضد تصريحات الشيخ صادق الأحمر والتي توعد فيها الجنوبيين بالحرب 'وكانت مسيرة حاشدة هي الأكبر في مدينة التواهي قد انطلقت من أمام حديقة الملكة فكتوريا وجابت شوارع فرعية ورئيسة، حمل المشاركون خلالها بجانب أعلام الجنوب صور الشيخ صادق الأحمر مقلوبة رأسا على عقب وعليها علامة خطأ في إشارة الى غضبهم وتحديهم لتك التصريحات، بحسب مدرم أبو سراج قيادي في حراك التواهي، والذي صرح (للأمناء نت) أنهم لم يكونوا يتوقعون هذه المشاركة والحشود الكبيرة من النساء والرجال التي جاءت من عموم مديريات عدن، مضيفا أن الرسالة تكون قد وصلت الى كل الفرقاء في صنعاء بأن الجنوب اليوم ليس جنوب 94 .
وسخر سياسيون ينتمون للمحافظات الجنوبية من تصريحات صادق الأحمر ، ووصف رئيس مجلس الحراك السلمي في حضرموت أحمد بامعلم ، صادق الأحمر بـ "المتخلف الانهزامي".
وقال " كان على صادق إن يوجه مثل هذا الكلام لغير أبناء الجنوب ، أما نحن فلا نأخذ هذا الكلام إلا من كونه "هستيريا"، ولدينا نحن الشعب الجنوبي كامل الاستعداد للدفاع عما قال عنها " ثورته السلمية" .
واختتم بامعلم الذي كان عضوا في كتلة الإصلاح البرلمانية للدورة 1997- 2003م بالقول "إذا فرضت علينا الحرب فترخص لها النفوس".
وكان الأحمر قال إن «على الحراك الانفصالي عدم وضع الشروط المسبقة لإجهاض هذه العملية السياسية المهمة كما أن عليهم نبذ العنف ومنطق القتل وسفك الدماء البريئة لفرض آرائهم ومعتقداتهم بالقوة، فالطريق إلى حل المشكلات هو ترك السلاح واللجوء إلى طاولة الحوار والانخراط في العملية السياسية حتى لا يضطر الشعب اليمني لمواجهة هؤلاء بنفس منطقهم الدامي.
من جهته قال السلطان عبدالله بن محسن الكثيري: فيما كنا في حضرموت نتطلع إلى أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة سياسية تمتاز عن غيرها من المراحل التاريخية السابقة التي عرفت الكثير من الصراعات الدامية وحصدت الأرواح وأزهقتها بالباطل نتيجة تكريس بعض القوى السياسية البائدة لمنطقها الخاطئ ، فإذا بنا نفاجأ بتهديدات الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر في خطابه أمام ما أطلق عليه ( مجلس شورى قبائل اليمن ) الذي توعد فيه كل من يخالفه بالقتال.
وفي بيان -حصلت "الوسط" على نسخة منه- اكد نستنكر بشدة هذا الأسلوب غير السياسي والذي لن يؤدي إلا لمزيد من التصعيد والاحتقان , نذكر الشيخ صادق الأحمر بأن المبادرة الخليجية قد راعت في بنودها حل مجمل القضايا السياسية حلاً عادلاً على اعتبار أنها قضايا ناتجة عن مخرجات مرحلة سياسية طويلة ومعقدة شهدت من الانتهاكات والتجاوزات ما يجب أن يتم التعامل معه بكثير من الصبر والحكمة والحنكة السياسية لتجنب المزيد من الأزمات والصراعات الدامية والتي لن تخدم أحداً.
وفي هذا الصدد ننوه بأننا قدمنا في مؤتمر القاهرة والذي عقد في الحادي عشر من يونيو 2012م مذكرة للسفير البريطاني وممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى الدول الخليجية الراعية للمبادرة , تحمل في مضمونها المطالبة الصريحة بحق تقرير المصير للشعب الحضرمي في إطار ما يلزم الجميع به القانون الدولي ومقررات هيئة الأمم المتحدة ، وعلى هذا فإننا نرفض ما أقدم إليه الولد صلاح باتيس في المؤتمر القبلي التابع لحزب الإصلاح اليمني، مدعيا تمثيله لقبائل حضرموت في ذلك المؤتمر ونقول بهذا الخصوص إنه لا يحق لأحد الادعاء بتمثيل حضرموت كما لا يحق له تمثيل قبائلها التي تدرك حقوقها تماماً , وبما نمتلك من شعور بالمسئولية تجاه وطننا الحضرمي فإننا نرفض هذه التصرفات التي تنم عن جهل يذكرنا بما قامت به عناصر الجبهة القومية قبل خمسة وأربعين عاماً عندما اختطف علي سالم البيض وأعوانه إرادة الشعب الحضرمي وذهبوا بها إلى خطيئة 1967 التاريخية والتي لا تغتفر.
وخاطب الشيخ صادق الأحمر .. إن الحديث إلى قبائل حضرموت وغيرها من القبائل المخالفة لآرائكم بهذا الأسلوب الفض ليس من الحكمة في شيء , ولعلكم تتذكرون نتائج هذا الخطاب المتعالي في حادثة مطار سيؤون عام 1999 م التي ما زالت أحداثها تشهد على صلابة مواقف أبناء قبائل حضرموت التاريخية .
أننا وإذ نؤكد رغبتنا الصريحة في تجنيب البلاد والعباد كل الصراعات والاحتقانات والعمل على التهدئة الشاملة وحل الخلافات عبر القنوات السلمية دون استخدام لأي من أساليب العنف أو التهديد ، إلا أننا ندرك تماما أن حقوق حضرموت السياسية والتاريخية هي أمانة في أعناقنا وسنبذل لأجل استعادتها كل قوانا ومقدراتنا ولن تثنينا عنها التصريحات الخارجة على إطار اللياقة العامة وآداب الخطاب.
واعتبرت اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل أن أية دعوة أو تحريض على الحروب والعنف لا تتناسب وثقافة السلم والتسامح والحوار ،في شن المجلس المستقل للثورة هجوما لاذعا علي التصريحات الأخيرة التي أدلى بها صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد، والذي قال فيها إن على الجنوبيين أن يختاروا أما الحوار أو الحرب..
واعتبرت القيادية بالمجلس الوطني المستقل لشباب الثورة بعدن الدكتورة نجلاء عبدالواسع تلك التصريحات "تحريضا واضحا" على قتل الجنوبيين بتواطؤ حكومي واضح وفاضح وقد يكون ماعبر عنه الأحمر هو التوجه الرسمي القادم للنظام الحاكم..
واستغربت القيادية بالمجلس الوطني المستقل بعدن الصمت الرسمي المريب تجاه تلك التصريحات والتحركات التحضيرية الواضحة لشن حروب بل والحضور الرسمي اللافت لتلك الاجتماعات والتي حضرها رئيس حكومة الوفاق.. معتبرة المسرحية الهزلية التي يدار بها مايسمى بالحوار بأنه ليس الا حواراً خاصاً لأجنحة الحكم ومتنفذيه ولا علاقه لنا كجنوبيين به ولا وجود فيه حتى لشباب الثورة المستقلين ..
وحملت النظام الحاكم وعلى رأسه حزب الإصلاح وتحالفاته المشتركة معه من القوى العسكرية والقوى الدينية والقوى القبلية كامل المسؤولية عن أي تداعيات نتيجة تلك التصريحات, مؤكدة لهم بأن الحرب في الجنوب لن تكون نزهة..
ووصفت الدكتورة نجلاء عبد الواسع المشائخ بالطفيليين الذين يقتاتون على دماء الناس من خلال الحروب.
من جانبه دان مساعد حسين عمير الحارثي أمين عام مجلس الحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب بمديريات بيحان صمت من يسمون أنفسهم مشائخ الجنوب أمام تهديدات صادق الأحمر، وقال يجب أن يفهم الأحمر أن الجنوب ليس جنوب 94م، وان من أدخلهم الجنوب هم أبناء الجنوب أما هم فقد ظلوا ينهبون الغنائم فقط فشعب الجنوب قادر على الدفاع عن ثورته السلمية حتى يتحقق النصر وقال الحارثي نتمنى أن نسمع ردود استنكار من أبناء الجنوب المتواجدين بدولة الاحتلال وعلى رأسهم عبدربه منصور هادي .كما نأسف لعدم رد من كانوا متواجدين من مشائخ الجنوب على هذه التهديدات والتي لم يستثنَ منها احد وكأن الجنوب لا يعنيهم على الإطلاق.
أما القيادي في الحراك التحرري الجنوبي حسين زيد بن يحيى منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن قال"ان العقم السياسي عند صادق الأحمر ولّد عنده عقداً نفسية وأخلاقية واجتماعية يحاول الهروب منها من خلال تصريحات عنترية في ادعاء كاذب للشجاعة والرجولة، معتبرا انها تأكيد على صواب خيار شعب الجنوب في فك الارتباط.