[محمد السعدي]

تساقُــــــــــط الذُّبـــــــــاب
مَن يُخبرَ الرفاق؟
إني أرى الدماءَ في محاضر النفاق
أنا أسير حيرتي!
من يبذرُ الشقاق؟
من ذا يهدُّ كلَّ إِتفاق؟
ومن يعيقُ سيرنا الحثيث للوفاق؟
مَل َّ المدادُ
مَلَّتْ الأقلامُ والأوراق
وكلما يُقال من هراء
ما لهُ مذاق
الكل يزعمون أنهم عشاق
ويَدَّعي العنين حُبَّ ليلى
والكسيحُ والمُعاق
ويَدَّعي كذلكَ الزنديق والأفَّاق
ويسقطوا على موائد الفُتات
تساقط الذبابِ في زُبالة الأسواق
مَرَّ الزمانُ والغرابُ (( غاق)) (( غاق))
وفرخةٌ شمطاءُ لا تبيض..لكن تُكْثِرُ البقباق
ونعجةٌ عرجاءُ تدخلُ السباق
ولعبة الكراسي
تنتجُ المآسي في بلاد (( واق الواق))
والعابثون...
والعابثون يقتلون الصبح َ لحظةَ الإشراق
وما نزال نكتب المحاضر
ونصعد المنابر
ونفرش ُ الخدود كي تدوسها جحافل العساكر
في ليلة محاق
وخطبة الحجاج تدوي في مجاهل العراق
(( إني أرى رؤوسَ...أينعتْ..))
والطائراتُ صوتها يضِّجُ في الآفاق
رغم سواد الليل والطغاة والفساد
أبشَّر الصغار والكبار
غداً سيشرق النهار
غداً ستنهضُ البلاد
غداً سينهضُ الترابُ والشباب
غداً ستنهضُ السهول والجبال والهضاب
غداً ستنهضُ القلوبُ والدروبُ في الجنوب
غداً سينهضُ الإنسانُ في الطريق الشاق
وسور القرآن والإخلاق
غداً ستكسحُ النفاق
تكبيرةٌ للحق نطلقها من الأعماق.

حمود عبد المحسن عبادل