المرقشي ولالجي
محمد عبدالله الموس
الأربعاء 03 أكتوبر 2012 04:42 مساءً
كنت صباح هذا اليوم في طريقي إلى خور مكسر لحضور لقاء للإعلاميين في التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي في مقر حزب (رأي) بعدن وتوقفت أمام مبنى محافظة عدن للإسهام في فعالية كان ينظمها عدد من نشطاء عدن تضامنا مع سجناء الجنوب عبدالكريم لالجي وهاني دين، كانت الفعالية حضارية تعكس وجه عدن الحضاري حيث لم يخطفوا سائحا أو يقطعوا طريقا أو غيرها من تلك الأساليب التي لا يسمع حكام صنعاء سواها.
المرقشي ولالجي وبقية سجناء الجنوب هما عنوان لعنف يتواصل ضد الجنوبيين يؤكد أن الأمر بالنسبة للجنوبيين لم يتغير قبل الثورة وبعدها.
لعدن معالم، ومن معالمها البارزة، صحيفة الأيام ومطبعة الحظ، فمن منا لا يعتبر أن حرية التعبير قد ضربت في الصميم باستهداف الأيام بما تمثله من رأس حربة في مواجهة الفساد الذي يقع في مقدمته استباحة الجنوب، أرض وجبل وبحر ومؤسسات، بالتزوير والتدليس والتقنين الأعرج والتعليمات الفوقية التي شرعنة الاستباحة؟.
ومن منا لا يعرف مطبعة ومكتبة الحظ (اللوازم الكتابية) بوصفها معلم آخر من معالم عدن وريادتها في مجال الطباعة وبيع الأدوات المكتبية منذ كان الجوار يحلم برؤية مطبوعة؟.
في حالة الأيام وما تعرضت له، ومنازل آل باشراحيل في عدن وصنعاء، فأن حالة احمد عمر العبادي هي الأغرب، هي تعبير عن حالة حكم قرقوش الشهير، فقد كان في حالة دفاع عن حرمة بيته الذي تسلق سوره غزاة ضاربين عرض الحائط بكل الأعراف والشرائع وحين دافع عنه اعتبره الحاكم قرقوش قاتلا وقدمه للقضاء ليحكم عليه بالإعدام.
أما في حالة لالجي فبالله عليكم اخبرونا ما هي المنشئات الخطيرة التي كان عبدالكريم يراقبها، أو ما هو نوع المؤامرة التي كان يقودها لقلب نظام حكم هو في الأساس مقلوب، أما إذا كان السبب شيعيته فأن الشيعة متواجدين في عدن قبل أن يأتي لإيران حكم الإسلاميين، وكما نعلم فأن حكم الإسلاميين في إيران قد سبق أسلمة الحكم (أن جاز التعبير) في البلاد الإسلامية وقبل ثورات الربيع العربي.
يا فخامة رئيسنا التوافقي ويا حكومة الوفاق، لا تجعلونا نصدق أن وفاقكم وتوافقكم هو على الجنوبيين فقط، يا فخامة رئيسنا ويا حكومتنا، لا تعتبروا سلمية الجنوبيين نقيصة تذكرنا بقول (الزعيم) واصفا حراك الجنوبيين بـ (كلام فاضي) حين سوئل في سياق مقارنة بين الحراك السلمي الجنوبي ومعارك الحوثيين الذي أذاقوا (الزعيم) وقادته العسكريين مرارة الهزيمة ست مرات، وكل مرة العن من سابقتها، يا فخامة الرئيس ويا حكومة الوفاق، لا نريد اعتذارا وأبناءنا في السجون وأملاكنا الخاصة والعامة منهوبة وحقوقنا مصادرة.
أطلقوا سجناء الجنوب (علنا) نصدق أن هناك وطن جديد يولد ونظام جديد أصبح قائما وعدى ذلك فأن الأمر اقرب إلى كونه (ضحك عالدقون) بالنسبة لنا في الجنوب، أو كما يقول المثل الصنعاني (معي لك "حريوة" بس انتظر إلى أن يموت زوجها).
|